حوارـ هبة معوض
كانت القراءة ملاذها الأول والأخير الذي جعلها تعشق الحياة وتغامر فيها، فقد فتحت عينيها لتجد الكتاب شيئًا أساسيًا في حياتها، أنست به ورحبت بوجوده، تمامًا كالطعام والشراب؛ حتى خلقت عالمًا خاصًا بها، مليء بالحب والكتب وخطوات النجاح، فلم تتخذ أبدًا من القراءة وسيلة للترف بل أعدتها سبيلًا للنجاح، وضرورة للسعادة.
"إيمان مصطفى".. حكاية فتاة لم تتجاوز ال20 من عمرها، حصلت في هذه السن الصغيرة على مراكز أولى على مستوى الجمهورية في العديد من المسابقات كتحدي القراءة العربي والمشروع الوطني للقراءة، كما منحت لقب الطالبة المثالية على مستوى الجمهورية وخمس مرات متتالية على مستوى محافظتها أسوان، ومن ثم تروي إيمان مصطفى خطوات نجاحها فتقول: "أنا إيمان مصطفى طالبة بالصف الثالث الثانوي، من محافظة أسوان، أهتم بالعديد من المجالات منها القراءة والتدريب والتعليق الصوتي والكتابة بكافة أنواعها والمجال المفضل لدي مجال الصحة النفسية والعلاج النفسي"، "نشأتُ في بيتٍ قارئ ،فكان والدي من القراء المتميزين الذين لا يفوتون محفلًا للكتب والقراءة إلا وزاره، فوجدت مكتبة في بيتي وبدأت باستكشافها منذ كنت في الصف الثاني الابتدائي، لتكون هذه بدايتي مع القراءة، حيث أقرأ في ثمان مجالات ولكن المفضل لدي هو علم النفس؛ تحديدًا كتب مجال الطب والعلاج النفسي ودراسة سلوك الإنسان".
وتابعت "شاركت بالعديد من المسابقات الأدبية وحصلت على مراكز أولى بها.. فالمسابقات الأدبية لها تأثير خاص عليّ وعلى كل من يخوض تجربة بها، فقد شاركت في مسابقات للشعر العربي وللمقالات والخطابة والمناظرة بالفصحى وللتقديم والنقد، لكن كان أكثرها تأثيرًا فيّ مسابقة تحدي الخطابة والتحدث بالفصحى وتعميق دراسة النحو فقد زادتني حُبًا وشوقًا للبحث في جواهر اللغة العربية وفصاحة معانيها وبلاغة قولها".
لدى هدف في كل مجال و لكن أهداف العام الحالي أريد الحصول على إجازة في القرآن الكريم وصحيح مسلم وأن اجتاز الثانوية العامة بنتيجة مميزة وأكمل رحلتي في التدريب.
وعن عائلتها ومن دعمها تقول إيمان: "العائلة جميعها كانت ولا تزال تشجعني على القراءة، و أصدقائي كذلك يشاركونني اهتمام القراءة في بعض المجالات ونتشارك الاستفادة معًا، فأنا أحب العديد من الكُتاب ولكن أكثر كاتب انتظر كتبه هو الدكتور محمد طه، وأحب أيضًا روايات اليف شافاك، لكن بشكل خاص كتب دكتور محمد طه جميعها أعدها من أفضل الكتب التي قرأتها و أثرت فيّ".
لتستكمل الحديث مرة أخرى عن رحلتها مع مسابقتي تحدي القراءة العربي والمشروع الوطني للقراءة بقولها: "تجربة مميزة حقًا، خُضت التجربة في البداية مع المشروع الوطني للقراءة من محض الصدفة، بعدما رشحها لي معلمي وتقدمت للاشتراك، ثم قرأت أكثر عن شروطها وأكرمني الله وحصدت المركز الأول على مستوى محافظة أسوان للعامين الذين نُظمت بهم المسابقة في مصر"، "أما مسابقة الطالب المثالي فهي رحلة ليست بسهلة ولكنها ليست صعبة أيضًا تعتمد بشكل أساسي على شخصيتك وطريقة عرضك لأفكارك وابتكارك أفكارًا جديدة، وقدرتك ومرونتك الاجتماعية وفصاحتك وقدرتك على التحدث بشكل جيد أمام الناس"، مضيفة "النصيحة الأهم هي أن تكون صادقًا في كل ما تنفذه وتقوله ولا تُبالغ في عرض أفكارك لكي لا تقع في شباك اللجنة فقط كن هادئًا واحرص على عدم تكرار الكلمات و ابتعد عن الحديث طويلًا عن إنجازاتك ونفسك ركز بشكل كبير على أعمالك الخاصة بالمسابقة".
الطالب المثالي رحلة ليست بسهلة ولكنها ليست صعبة أيضًا تعتمد بشكل أساسي على شخصيتك وطريقة عرضك لأفكارك وابتكارك أفكارًا جديدة، وقدرتك ومرونتك الاجتماعية وفصاحتك وقدرتك على التحدث بشكل جيد أمام الناس.
وتصف ما وصلت إليه من نجاح بتقلدها لقب الطالب المثالي على مستوى الجمهورية وخمس مرات متتالية على مستوى محافظة أسوان قائلة: "الوصول للهدف بعد رحلة طويلة ألطف شعور يمكن أن يشعر به الإنسان حقًا، منذ كنت في الصف السادس الابتدائي وانا أشارك بالمسابقة وأحصد لقب الطالبة المثالية لمحافظة أسوان وعام 2022 كان مميزًا بالمركز الأول على مستوى جمهورية مصر العربية بعد رحلة طويلة دامت ل 5 شهور من التجهيزات للمسابقة خلاف الخبرة التي جمعتها في الأعوام السابقة".
مضيفة: "أن الإنسان لا يخرج من تجربة إلا بخبرة منها حتى وإن كانت بسيطة، والمسابقات بشكل عام تضيف للإنسان خبرة في العديد من المجالات و تكسبه ثقة بنفسه وكاريزما خاصة به، تزيده تنويرًا وفكرًا لذهنه، وتزيد من مرونته الاجتماعية وقدرته على تكوين علاقات بشكل أفضل والتعامل مع فئات عمرية مختلفة ومتنوعة، واكتساب ثقافات جديدة، وأيضًا تفتح أبوابًا كثيرة للإنسان على أشياء أخرى".
وفي الختام تنهي حديثها بالحديث عن أهدافها قائلة: "لدي هدف في كل مجال ولكن أهداف العام الحالي هي أنني أريد الحصول على إجازة في القرآن الكريم وصحيح مسلم وأن اجتاز الثانوية العامة بنتيجة مميزة وأستكمل رحلتي في التدريب".
Comments