شهدت دار الاوبرا السلطانية مسقط الليلة الماضية عرض ( حكاية النافورة ) الذى يحكي قصة اميرة بولندية الأصل تدعى ماريا اسرت من قبل الحاكم التتري خان جوري بوصفها غنيمة حرب و اخذها إلى قصره المسمى قصر باخشيساراي بعد ان وقع في حبه .. واستبدت الغيرة في قلب اسيرة سابقة للامير تدعى زاريما مماجعلها تكيد للاميرة البولندية الى ان اودت بحياتها وعلى الرغم من جبروت الأمير التتري زعيم مقاطعة القرم إلا أن قلبه يتحطم عندما تهلك الأميرة البولندية، ولم يمنع نفسه من البكاء علنا أمام حاشيته، مما فاجأ كل من كانوا يعرفون قسوته في المعارك. و قرر الأمير أن يبني نافورة من الرخام يتنزل فيها صوت خرير الماء تخليدا للدموع المذروفة على قصة حب انتهت نهاية مؤلمة .
هذه الحكاية التي اختزلها الشاعرالروسي الكسندر بوشكين في قصيدة طويلة ابدعت فرقة أوبرا وباليه بيرم وهي فرقة روسية تدير واحدا من أعرق وأفضل مسارح الباليه في روسيا في تقديمها على خشبة مسرح دار الاوبرا السلطانية مسقط بكل ما تحمله من معان انسانية و لحظات الم وحزن و فرح و سعادة لتوصلها الى روح المشاهد عبر هذا الباليه المسمى (نافورة الدموع ) .)
واصل الحكاية ان ألكسندر بوشكين زار قصر باخشيساراي عام 1824، وهناك تأثر تأثرا شديدا بالنافورة الموجودة في صدر القصر والمعروفة لدى الناس باسم نافورة الدموع، حين علم قصة هذه النافورة و سر تسميتها، كتب قصيدة سردية مطولة ومعبرة و ساهمت قصيدته في حفظ هذه النافورة والحفاظ على القصر بأكمله كجزء من الميراث الروسي إذ منذ تلك الزيارة حظي قصر باخشيساراي الأثري بعناية فائقة جعلته يقاوم عوامل الزمن لغاية اليوم.