حذر الكاتب الصحفي حلمى النمنم، وزير الثقافة من الخطر الذى يهدد الثقافة الإسلامية، والدين الإسلامى نفسه بسبب قيم "العولمة" التى تناقض القيم الإسلامية، خاصة مع تصاعد الشعور العدائى ضد الإسلام، أو ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، فى الدول الغربية، فى أعقاب أحداث الحادى عشر من سبتمبر.
جاء ذلك خلال المؤتمر الإسلامى الـ9 لوزراء الثقافة، الذى أقيم بمسقط حول تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامى بحضور الدكتورة كاميليا صبحى رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، والدكتور شريف شاهين رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.
وفى حوار خاص مع ( الاسرة ) قال النمنم ان الهدف الاساسي من زيارته للسلطنة هو المشاركة فى المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة والذى جاء هذا العام تحت شعار (نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية)، بحضور وزراء الثقافة في الدول الأعضاء في الإيسيسكو وعدد من الخبراء، وممثلي المنظمات العربية والإسلامية والدولية المهتمة بالشأن الثقافي والذى تعقده المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان، وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي .. وعلى هامش هذا المؤتمر تم العديد من اللقاءات والمباحثات.
حدثنا عن المؤتمر ونتائجه .. ونتائج هذه الزيارة ..؟
تم اللقاء مع عدد من المسئولين فى الدول العربية والاسلامية .. واللقاءات كانت عديدة ومتنوعة .. وأهامها اللقاء مع السيد هيثم بن طارق وزير التراث والثقافة العماني .. وكان اللقاء مهم ومثمر فى كافة المجالات .. وخلال المقابلة تم استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما في المجال الثقافي إضافة إلى بحث الأمور ذات الاهتمام المشترك فيما يتعلق بالتعاون الثقافي بين مصر وسلطنة عمان.
وهنا يجب أن نشيد بالحركة الثقافية في سلطنة عمان الصديقة التى تقوم بدور كبير من خلال الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تستضيفها وتنظمها على المستويين المحلي والدولي والدور الذي تقوم به دور الثقافة والمؤسسات الثقافية في السلطنة.
الى جانب اللقاء مع وزير الاعلام والثقافة الكويتي .. ومن خلال اللقاء اتفقنا على خطوط عامة للتعاون والمشاركة فى الفعاليات الثقافية .. بين مصر والكويت ..
والمؤتمر في هذه الدورة ناقش الخطوط العريضة لمشروع خطة العمل للنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي، ودراسة حول المضامين الإعلامية الغربية حول الإسلام في ضوء القانون الدولي.
وهنا أحب أن أشيد بتبنى قيادة سلطنة عمان الأهداف السامية نحو جمع وحفظ وتوثيق التراث خاصة غير المادى ، وذلك من أجل الحفاظ على التراث العربى والإسلامى من التهديدات التى تواجهه والتحديات التى تزداد يوما بعد يوم.
ومثل هذه المؤتمرات والفعاليات العربية والإسلامية المتبادلة للاحتفاء كل عام بعاصمة جديدة للثقافة الإسلامية .. لها أهمية كبيرة من أجل التواصل والعمل معاً لإحياء التراث الإسلامى ونشر الثقافة الإسلامية والحفاظ عليها من كافة التهديدات. حدثنا عن كلمتكم فى هذا المؤتمر :
فى كلمتي أمام المؤتمر حذرت من الخطر الذى يهدد الثقافة الإسلامية، والدين الإسلامى نفسه بسبب قيم "العولمة" التى تناقض القيم الإسلامية، خاصة مع تصاعد الشعور العدائى ضد الإسلام، أو ما يسمى بـ( الإسلاموفوبيا ) ، فى الدول الغربية، فى أعقاب أحداث الحادى عشر من سبتمبر.
وبسبب الجماعات الإرهابية فى دول العالم الخطر يتصاعد ضد الثقافة الإسلامية .. إضافة إلى تصاعد الصراعات فى الدول الإسلامية والتى باتت تهدد استقرار هذه الدول"، لذلك يجب علينا جميعاً ومن خلال هذه المؤتمرات والمقابلات ان نتكاتف لمواجهة الفكر المتطرف ومحاولات هذه الجماعات إرهاب المجتمعات الإسلامية.. لذلك يجب على وزراء الثقافة ضرورة التكاتف والعمل على الدفاع عن الدين الإسلامى وتقديمه للعالم كما هو دين العدل والحرية والتسامح.
وماهو الحل ..؟
إن الحل يكمن أولا فى تنفيذ إستراتيجية المحور الفكرى والتنويري، وهذا ما يقوم به الأزهر ودار الافتاء ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة فى مصر الى جانب تبني الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذه الإستراتيجية ويؤكد دائمًا فى كل حواراته ولقاءاته على ضرورة تجديد الخطاب الدينى والاهتمام بالثقافة الدينية، وهو ما تعمل عليه وزارة الثقافة وخاصة من خلال دار الكتب والوثائق المصرية والتى تمتلك أكثر من 82 ألف وثيقة ومخطوط تضم كنوز التراث الإسلامى.. ومصر تقوم بدور كبير فى إحياء التراث الإسلامى وترميم المعالم الإسلامية التراثية والأثرية وتولى اهتماما بالغا بالعناية بها..
ويجب تكاتف الدول الإسلامية أمام الهجمات التي تستهدف النيل من الثقافة الإسلامية وضرورة التصدي للفكر المتطرف والإرهاب بمزيد من الجهد لنشر الفكر التنويري من خلال مختلف المؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية في الدول العربية والإسلامية.
خطة وزارة الثقافة فى الفترة القادمة ..؟
الفترة القادمة فيها العديد من الفعاليات .. نجهز الآن لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذى سيكون فى الاسبوع الثالث من يناير 2016 .. وسيكون جمال الغيطاني شخصية العام .. والمعرض يكون تحت شعار ( الثقافة فى المواجهة ) .. سنناقش من خلال المعرض قضايا الارهاب ومايرتبط بها ثقافياً وفكرياً .
ما هو دور وزارة الثقافة فى المشكلة التى تواجهها السينما حالياً ..؟
فيما يتعلق بالسينما هناك مشكلة كبير فى ضعف الإنتاج السينمائي وتراجع الانتاج السينمائي .. ودي مشكلة كبيرة .. وفى هذه الحالة عندما يكون الانتاج الثقافي بسيط .. وعندما يقوم السبكي بعمل فيلمين بالطبيعي سيكونوا هم الظاهرين على الساحة السينمائية وذلك لقلة الانتاج ..
ولكن لو قمنا بتحسين الانتاج السينمائي ستتراجع هذه الظاهرة ..
ماهو دور الوزارة فى نشر الثقافة .. خاصة فى المدارس والمراكز الثقافية ..؟
عندنا تعاون مع وزارة التربية والتعليم .. وهناك اتفاقيات على أننا نعطي لمكتبات الوازارة بعض مطبوعات وزارة الثقافة من الكتب .. الى جانب ان هناك اتفاق بيننا أن يؤخذ برأي وزارة الثقافة فى الكتب التى اكون مقرره .. ككتب القراءة والمطالعة لتلاميذ المدارس
وهناك أيضا مشروع عمل ندوات داخل المدارس .. وهذا المشروع بدأ بالفعل ويقوم بعض المثقفين والكتاب بالذهاب لعمل ندوات مع تلاميذ المدارس .. وهذا مايحدث الان ..
والتعاون ليس فقط مع وزارة التربية .. فهناك تعاون ضخم مع وزارة الشباب .. وكان هناك مهرجان مسرحي اختتم من اسبوعين .. كانت الوزارتين متعاونتين فيه .. ولدينا تعاون مع مجموعة ضخمة وكبيرة من الوزارات الأخرى ..
كيف ترى الفترة القادمة ..؟
انا شخصياً متفائل .. وهناك نوعين من التفاؤل .. تفاؤل الضرورة وهذا لأننا لا نملك ان نتشائم .. وليس لديك بديل على ان تكون متفائل .. لأنك لو تشاءمت ستكون ستتبع المثل القائل ( لو بطلنا نحلم نموت ) هو ده .
وهناك تفاؤل غير تفاؤل الضرورة .. تفاؤل مبني على احداث ووقائع .. ففي العام الماضي عملنا انجازات حقيقية .. عملنا إنجاز فى دحر الإرهاب فى سيناء .. القوات المسلحة والداخلية عملوا إنجاز ضخم جدا .. عملنا إنجاز داخلي بالقضاء على قطع الكهرباء .. تم القضاء على طوابير العيش واختفت .. تم القضاء على مشكلة البنزين وطوابير السيارات فى محطات البترول.. قامت القوات المسلحة ووزارة التمويل وتدخلوا فى اسعار اللحوم وبدأت الاسعار تنخفض .. ودي الاشياء الاساسية للمواطن .. ونرى فيها تحسن كبير ..
على مستوى المشاريع القومية .. أنجزنا مشروع قناة السويس فى سنة وهذا حدث جلل وان كان البعض مازال مصمم على التهويل به .. لدينا شبكة طرق مهمة وجبارة وقوية تشق .. المشاريع التى ستقام حول قناة السويس فضلا عن غيرها من المشاريع القومية .. كل هذا يجعلنا متفائلين
كلمة من وزير الثقافة للمثقفين والشباب ..؟
اولا بالنسبة للمثقف العربي عليه مسئولية مهمة وكبيرة جداً جداً تجاه أمته وبلدانه .. خاصة وان اسرائيل تلتهم فلسطين قطعة بقطعة ولابد ان ننتبه لذلك .. الخلافات المذهبية تعصف بيننا ويجب ان نضع حد لهذا الكلام .. وفكر التطرف والارهاب والتشدد يتفشى بينا .. ولابد ان نضع حد لهذا الكلام .. وهذا كله دور المثقفين .. يجب ان يقفوا من أجل القضاء على هذه الظواهر .