top of page

أول مركز للتعليم في السلطنة .. جذوره راسخة في عمق التاريخ العماني بالصور نائب رئيس الوزراء العماني ي

افتتح نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء السيد فهد بن محمود آل سعيد اليوم المتحف الوطني العماني بمحافظة مسقط .. بحضور السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة وعدد من الوزراء والمسئولين .. وذلك تزامنًا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين .

وفي تصريح له أكد السيد فهد بن محمود آل سعيد ان المتحف الوطني الذي افتتح اليوم يعتبر مفخرة وأحد الانجازات الهامة في عهد السلطان قابوس بن سلطان عمان الذي يولي اهتماما كبيرا للتاريخ والتراث والثقافة في هذا البلد .

وأضاف السيد فهد : إن هذا المتحف له رسالة وهذه الرسالة مهمة جدا في بناء اجيال قادرة على الحفاظ على ما حققه كل عماني على هذه الارض منذ فترة الاجداد والآباء فهناك كنز من التاريخ والثقافة وواجبنا نقلها الى ابنائنا وهي السند الكبير في عالمنا هذا لكل مواطن في التعاطي مع كل ما يهم حياته في هذا البلد .

وقال سموه أن المتحف الوطني هو المتحف الرئيسي في السلطنة الآن معربا عن امله في ان تكون هناك متاحف اخرى في المحافظات المختلفة ، لن هناك اجزاء من التراث تتميز بها كل محافظة من محافظات السلطنة .. فالتواصل مع العالم لاشك شيء مهم والسلطنة قامت بدور كبير في هذا الجانب ولكن هناك جهود تبذل لايصال هذه الثقافة وهذا التراث وهذا الانجاز الذي تحقق على ارض عمان الطيبة الى كل دول العالم لانه كما ذكرنا يجب ان يعرف العالم ما هي عمان وارثها وتاريخها .

وأشار السيد فهد بن محمود الى ان عمان انجبت علماء ومفكرين وادباء وكان لهم باع كبير في كل ميادين العلم والمعرفة سواء في الفقه او العلوم الاسلامية او في الادب او الشعر فالحمد لله نحن بلد فيه الكثير من الامور التي تجعل الانسان على هذه الارض يفخر بانه عماني وينتمي الى هذه الارض الطيبة .

الجدير بالذكر ان المتحف الوطني أنشئ بموجب المرسوم السلطاني رقم (62 / 2013) الصادر بتاريخ 16 محرم 1435 هـ الموافق 20 نوفمبر 2013م ليكون مشروعًا حيويًا مهمته الحفاظ على مكنونات التراث العُماني والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ وثقافة وفنون السلطنة بكافة تجلياتها وبالشكل الذي يبرز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية للسلطنة .

ويهدف المشروع الوطني إلى المحافظة على مكنونات التراث الثقافي العماني من خلال دعم الأبحاث والدراسات العلمية والتاريخية والخطط للحفظ والصون الوقائي إضافة إلى التعليم والتواصل المجتمعي الذي يتحقق من خلال مركز التعليم الذي يقدم الخدمات التعليمية المتميزة لكافة الزوار ومختلف الفئات العمرية خاصة للأطفال والفئات العمرية للطلاب ومن خلال تقديم خدمات الزوار المتميزة وللفئات الخاصة .

ويتميز المتحف الوطني بأنه يضم أول مركز للتعليم المتحفي في السلطنة وأول مرافق للحفظ والصون الوقائي صُممت وفق معايير المجلس الدولي للمتاحف كما أنه أول مبنى عام في السلطنة يضم تسهيلات متقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المكفوفون وذوو الاعاقة الجسدية من خلال توظيف رموز لغة (بريل) بالعربية وتوظيف العرض المكشوف حتى يمكن التفاعل مع المقتنيات بشكل حسي مباشر وهو أول متحف في الشرق الأوسط يقوم بتوظيف رموز (بريل) العربية في سياق التفسير المتحفي ومنظومة المخازن المفتوحة .

ويستطيع الزائر أن يشاهد ويعايش المراحل التي تمر بها التحف الأثرية من جرد وتوثيق وفحص مبدئي وحفظ وصون وصولاً إلى مرحلة حفظها بالشكل المؤقت في المخازن المفتوحة وما كان سابقا يتم خلف الكواليس سيكون في المتحف الوطني متاحا للمشاهدة بشكل ثابت ومتواصل .

وتبلغ مساحة المتحف الإنشائية700ر13 ألف متر مربع منها أربعة آلاف متر خصصت لقاعات العرض الثابت وعددها 15 قاعة متحفية منها قاعة الأرض والإنسان وقاعة التاريخ البحري وقاعة السلاح وقاعة المنجز الحضاري وقاعة الأفلاج وقاعة العملات وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة وقاعة عمان والعالم الخارجي وقاعة عظمة الإسلام وقاعة عصر النهضة إلى جانب قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة تم تصميمها وفق الضوابط والمعايير المتبعة عالميُا لهذا النوع من المنشآت ويحتوي المتحف على أكثر من 7000 مقتنى متوزعة على قاعات العرض الثابت .

ويطبق المتحف منظومة المخازن المفتوحة والتي تتيح للزائر التعامل مع القطع المتحفية بشكل مباشر تحت إشراف خبير متخصص.. أما بقية القاعات فإنها ستمكن الزائر من التفاعل مع مقتنيات تم ترميمها وتأهيلها وعرضها وإبرازها بشكل متكامل .

وتطمح السلطنة من خلال هذا المتحف إلى تبوء مكانتها المرموقه في مجال الصناعة المتحفية ومواكبة التطورات الفنية والتقنية في قطاع المتاحف باعتماد أفضل المعايير والتقنيات المتبعة في مجال الإدارة المتحفية .

وسيكون للمتحف لاحقاً موقع على الشبكة العالمية للمعلومات الانترنت حيث سيتاح المجال للباحثين والدارسين للاطلاع على الأبحاث والدراسات المتاحة في هذا الجانب والتعرف عن كثب على هذه المفردات.

ويتميز المتحف عن مشاريع متحفية إقليمية مماثلة بأن جذوره راسخة في عمق التاريخ العماني وتنبع من تراب هذا البلد فهو مختص بتناول مكنونات التراث الثقافي العماني عبر العصور إذ إن المعروضات إما انها عمانية المنشأ أو ذات صلة بعمان، وخلال الفترة من 2010 م الى 2014م شهد المتحف دعوة 30 خبيرا وباحثا من داخل وخارج السلطنة وتمت الاستعانة بـ 21 بعثة أثرية لإعداد وتطوير مكنونات قصة السرد المتحفي .

bottom of page