إعداد ـ نادين محمد:
مع بزوغ الألفية الثالثة.. تسارع دوران المعرفة .. فبعد أن كان تضاعف المعلومات في حاجة إلى قرون ..بعد الألفية يقول علماء المعلوماتية أن المعرفة تتضاعف الآن كل عشر سنوات فقط ..وهناك من يقول الآن أنها تتضاعف كل سبع سنوات ..
لكن الملفت للنظر مع هذا التطور الخطير في تخليق المعلوماتية ودورانها ..هو الجرأة ..فما كان من عدة عقود محظورا ولاينبغي الخوض فيه .. خضع الآن للدراسة والبحث .. ولاتلقى نتائج الأبحاث في أدراج العلماء وتحظر على الإنسان العادي ..ربما ساعد في تلك الجرأة وسائل نقل المعلومات والمعرفة الحديثة والمذهلة كالانترنت..
والعلاقات الحميمية بين المرأة والرجل من تلك المجالات المحظور الخوض فيها.. مع ثورة المعلوماتية.. تم نزع كل الأسيجة حول هذا العالم ..وأصبح الانسان العادي على تواصل مع مراكز الأبحاث في هذا المجال .. المهم أن نفرق بين المعلومة العلمية بهدف التثقيف والتوعية في مجال شديد الأهمية للإنسان.. وأمور أخرى تبث بهدف الإثارة.. وقد تكون مضرة لأنها غير علمية..
وفي سطوري التالية أخوض في علاقة المرأة بالجنس من منظور علمي تماما ..ومن خلال نتائج دراسات حديثة أجريت حول هذه العلاقة..
إفرازات أنثوية
هل تقذف المرأة؟
سؤال يشغل الكثير من الباحثين.. حيث كان ثمة شبه اتفاق أن المرأة مثل الرجل .. حين تصل إلى الذروة “ أورجازم “ تقذف مثلما يفعل الرجل..
لكن الباحث الدكتور مصطفى عباس استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية واستشارى العلاقات الزوجية يرى أن قذف المرأة ما هو إلا أكذوبة علمية female ejaculation، مؤكدا أن المرأة لا تقذف مثل الرجل، حيث يعرف القذف عند الرجل بأنه خروج إفرازات كل من البربخ والحبل المنوى والحوصلة المنوية والبروستاتا،
بالإضافة إلى حدوث إفرازات فسيولوجية طبيعية أخرى وتختلف من رجل إلى آخر فى الكمية مثل إفرازات الغدد الموجودة فى مجرى البول للرجل cowper>s&am littre>s glands والتى تحدث أثناء الاستثارة الجنسية ويكون لون الإفرازات أبيض شفاف كى تنظف وتعادل الحموضة الموجودة بمجرى البول.. وتعد هذا المجرى لاستقبال الحيوانات المنوية عند القذف.
وقال الباحث إن هناك نوعا آخر من الإفرازات يأتى عن طريق البروستاتا ولونه أبيض رمادى معكر، ويحدث أثناء الاستثارة الجنسية بعد التبرز أو التبول.
فماذا عن المرأة؟
يجيب الباحث:
على الرغم من أن الجزء السفلى من المهبل به غدة البارسولينز bartholin>s gland وغدد الاسكينز skene>s glands الموجودة فى الجزء السفلى فى مجرى البول للمرأة،
بالإضافة إلى أن الثلث الخارجى من المهبل يتكون من نفس النسيج الذى يتكون منه البروستاتا،
إلا أن غدد البرسولينز والاسكينز تفرز إفرازات أثناء الاستثارة الجنسية لتليين فتحة المهبل، وهذه الغدد تزيد من إفرازاتها عند وصول المرأة إلى النشوة الجنسية الحقيقية (البظرية)، وهذه الإفرازات لونها أبيض رمادى ولكنها لا تأتى من فتحة مجرى البول فقط وإنما أيضا من المهبل وعنق الرحم.
وتختلف تلك الإفرازات من امرأة إلى أخرى من حيث الكمية، فتلك الغدد تبدأ إفرازاتها بعد البلوغ،
وكثير من الفتيات تجد نفسها تعانى من هذه الإفرازات لأنها تفرز فسيولوجيا وخاصة لدى الفتيات اللاتى لم يسبق لهن الزواج أو تمارس العادة السرية، كل هذه الطرق تؤدى إلى استهلاك هذه الإفرازات، و يؤكد الباحث أن خروج تلك الإفرازات طبيعى جدا وليس حالة مرضية، كما يعتقد بعض الأطباء، فتلك الإفرازات تجنب الفتاة حدوث تضخم فى الغدد، وهكذا أثبت أن المرأة لا تقذف مثل الرجل،
ولكنها تفرز إفرازات فسيولوجية كثيرة وغزيرة من عدة أماكن بعد النشوة الجنسية الحقيقية.
لمن تنجذب المرأة ؟
ومن الدراسات المهمة في علاقة الرجل بالمرأة .. تلك الدراسة التي أجراها فريق بحثي بريطاني أن المرأة أكثر انجذابا للرجل العسكري.. بسبب قوة شخصيته، وقدرته على اتخاذ القرار الصائب فى الأوقات العصيبة، وتحمله المسؤولية بثبات، وسحر الغموض وقد أظهر البحث أن النساء أكثر انجذابا، حتى الآن، نحو الرجل العسكرى وأبطال الحروب الذين أثبتوا بطولات فى ميادين الحروب أو المنافسة. وعلى النقيض، فقد أظهرت النتائج – التى نشرت فى دورية “التطور والسلوك البشرى” – أن الكثير من الرجال يرون أن المجندات فى ساحات المعارك أو مناطق الكوارث، أقل جاذبية مقارنة بالمدنيات. ويرى “جوست ليونسين” أستاذ علم النفس فى جامعة “ساوثامبتون” البريطانية، أن هذه النتائج توفر أدلة على صحة فرضية ترى أن الفروق بين الجنسين فى ميادين الصراع بين المجموعات، يمكن أن يكون لها أصل تطورى، كما يراها الذكور فقط للاستفادة فى استعراض بطولاتهم. وفى الدراسة، تم اختيار 92 فتاة تدرس فى بريطانيا مع التشكيلات الافتراضية من الجنس الآخر، تمثل مستويات متفاوتة من البطولة فى سياقات مختلفة مثل: الحرب، الرياضة والأعمال الشاقة. وقد لاحظ الباحثون أن الفتيات كن أكثر إعجابا وانجذابا للرجل العسكرى، بل يزداد هذا الميل فى حال حصوله على نوط الشجاعة فى المعارك القتالية.
الرجل يختلف!
وفى تجربة لاحقة، أجريت على 159 امرأة و181 رجلا يدرسون فى هولندا، شاركوا فى مثل هذا الاستبيان لتحديد مستويات انجذابهن إلى الجنس الآخر. ومرة أخرى، أكدت الغالبية العظمى من النساء المشاركات فى الدراسة انجذابهن بشكل كبير إلى الرجل العسكرى،
ليزداد الإعجاب والميل فى حال تحقيقه بطولات أو حصوله على أنواط شجاعة فى هذا الصدد.
مشاركة الاستعانة بالحشرات
ومن المعروف في الأوساط العلمية أن الدراسات والأبحاث المتعلقة بالسلوك الإنسانى والعمليات الدماغية من أصعب العمليات فى مسألة البحث العلمى، ويحاول الباحثون التغلب على هذا الأمر بمتابعة واختبار بعض الحشرات وحيوانات التجارب كوسيلة للتطبيق على الإنسان, وهو ما قام به بعض الباحثين لدراسة كيفية اختيار إناث ذبابة الفاكهة لشريك حياتها.
وتعد ذبابة الفاكهة أو الدروسوفيلا واحدة من أهم الكائنات التى تقوم عليها البحث العلمى، وبدأت الأبحاث عليها منذ ما يقرب من 100 عام، وركزت الأبحاث دائما على السلوكيات الظاهرة لتودد الذكور للإناث وبعدها تأخذ الذبابة القرار بالرفض أو الإيجاب.
ووفقا لصحيفة “مديكال نيوز توداى” فإن الدراسة الأولى التى قادها بروفيسور بروس بيكر من معهد هوارد هيوز الطبى فى فيرجينيا، كشفت عن وجود مجموعتين من الخلايا العصبية تجعل الأنثى تقرر الانصياع لنداء التزاوج أم لا، وذلك بناء على ما يقوله الذكر لها، وبناء على مواد كيميائية معقدة، تعد الوحدات البنائية للرائحة، وتعمل على تحفيز مناطق معينة فى الدماغ.
أما الدراسة الثانية وجد فيها الباحثون مجموعة أخرى من الخلايا العصبية، توجد فى منطقة البطن وفى القناة التناسلية ونشاط هذه الخلايا له علاقة وثيقة بتوقف الأنثى عن الحركة واستماعها لنداء الذكر، ووفق ما تقوله بروفيسور ليزلى فوزشال من جامعة روكفلر فى نيويورك إن عدم تنشيط هذه الخلايا يجعل الأنثى تتجاهل تماما نداء الذكر، وتؤكد ليزلى أنهم يعملون جاهدين لتشريح هذه الخلايا ومعرفة آلية عملها.
ووجدت الدراسة الثالثة بروتينا معينا ينتقل مع الحيوانات المنوية من الذكر إلى الأنثى، وتستقبله نهايات عصبية فى الرحم، ويؤثر فى منطقة معينة من الدماغ، فيغير سلوك الأنثى ويجعلها نافرة من تودد أى ذكر لمدة 10 أيام تقريبا.
بناء على الدراسات السابقة يعتقد الباحثون أن هناك دورة جنسية وسلوكيات مشابهة تحدث فى الإنسان، لكنها ليست على أساس عصبى بل على أساس هرمونى، وفقا للدكتور بارى ديكسون أحد المشاركين فى الدراسة الثانية.
Comments