
لله مُشتعلًا دَهرًا، ومَا انعتقَا
يبيتُ يَنفثُ فِي خَيطِ الكلامِ رُقَى
فِي كُلِّ يومٍ لهُ في الحبِّ أغنيةٌ
تسقي الغمامَ هوىً، بالوجدِ قد شَرِقَا
يَسْتنطقُ البَحرَ دُرَّاً كُلَّما عَصَفَتْ
ريِحٌ بصبْوَتِهِ، يَا لَيتَهُ صَدَقَا
أوْ لَيْتهُ يُبتَلى بِالهجرِ إِنْ عَشِقَا
فَلا يُفيقُ، ولا يَنفكًّ مُحترِقَا
ولا يُقيمُ عَلى أهدابِ عَاشِقةٍ
مَعنىً يخونُ بِه الأقلامَ والورقَا
لا لَسْتِ أوَّلَ منْ يَأوي لِدَوحَتِها
مُبلِّلاً رِيشَهُ، يَبكي لِمَا سَبَقَا
ويَغمسُ الرُّوحَ في أحضانِ رقِّتِهَا
طفلًا.. يدافعُ عن أحلامهِ الأَرَقَا
يَشكُو جَوى الجُرحِ فِي مَا شَفَّ مِنْ لُغةٍ
ثَكلى، تُمَزِّقُ عن أوجَاعِهِ الخِرَقَا
ويُسكِرُ الليلَ في نجواكِ مرتشِفًا
صُبْحًا تَعمَّدَ في عين يكِ فائتلَقَا
ويَسْكُبُ البحرَ فِي كَفَّيكِ أُغنيةً
تُشقي البُحورَ، ولا تَشقَى بِهَا غَرَقَا
لا لستِ أَوَّلَ من يَهواهُ، فالتَمِسِي
مَرقىً إليكِ.. إلى رؤياكِ مُنطلَقَا
مُذْ أزهرَ البوحُ في كَفيهِ واتَّسقتْ
خمائلُ الحَرفِ، أهدَى قَطْفَهُ النَزَقَا
مُرادُهُ ضلَّ عن مَعناكِ واستُرِقَا
مُذ أولمَ الشِّعْرُ في جَنبَيهِ مُفترَقَا
فَلا تَظلِّي على الآمالِ واقفةً
فالشِّعرُ غَايةُ مَا يَهواهُ مُذْ خُلِقَا