دشنت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي ورئيسة مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط مساء اليوم كتاب ( دار الأوبرا السلطانية مسقط) لمؤلفه معالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي وذلك في بهو الاستقبال الرئيسي بمبنى دار الأوبرا بحضور عدد من المسؤولين بالدولة.
وقالت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي ورئيسة مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط إن أهمية الكتاب تكمن في توثيق كل المراحل التي مرت بها دار الأوبرا بداية من الفكرة والتصميم والإنشاء والديكورات الفخمة مرورا بالعروض الفنية العالمية الراقية وصولا إلى الأجهزة التي تضمها خشبة مسرح الدار وتقنيتها العالية وأبرز مرافق الدار متمنية معاليها في أن يروج الكتاب للسلطنة بشكل عام ولدار الأوبرا بشكل خاص من خلال تقديمه للوفود التي تزور السلطنة.
وأضافت معاليها أن كتاب ( دار الأوبرا السلطانية مسقط ) يعد مرجعا لأي باحث أو مثقف يتطلع إلى معرفة التفاصيل الفنية والثقافية لدار الأوبرا السلطانية والعروض الفنية التي تقام فيها وقدرة مسرح الدار على استضافة أضخم عروض الأوبرا مشيرة معاليها إلى أن الكتاب يتميز بجودة على مستوى عالٍ ويؤرخ للدار.
ويلخص العنوان المباشر للكتاب - دار الأوبرا السلطانية مسقط- الدور الذي يقوم به الكتاب في مسيرة إنشاء هذه الأيقونة الثقافية والحضارية الكبرى في العهد الزاهر للسلطنة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والأربعين للنهضة العمانية المباركة والعيد الوطني المجيد للسلطنة.
ويعرض الكتاب في صفحاته التصوير الفني والتعبير البصري العميق لمعالي محمد بن الزبير بالشكل الذي ينصف فيه واحدة من أحدث وأجمل دور الأوبرا في العالم وبعد سنتين ونصف من الإعداد والبحث للكتاب تمت كتابته بالتعاون مع عدد من الموسيقيين الأوبرا ليين وخبراء الهندسة المعمارية والتصميم من جامعة السلطان قابوس ودار الأوبرا السلطانية مسقط وصمم بالتعاون مع إحدى أشهر شركات التصميم الألمانية الرائدة وطبع في مدينة فيرونا بإيطاليا ويأتي هذا الإصدار المتميز بنسختين كبيرة وصغيرة بـ 320 صفحة.
ويبدأ الكتاب بافتتاحية موجزة تحكي قصة عمان في التاريخ يعقبها وصف لمسقط العامرة المدينة التي تحتضن بشغف أول دار للأوبرا في السلطنة ومن ثم يأخذ الكتاب القارئ مباشرة إلى أروقة الدار ليصف مساء الثاني عشر من شهر أكتوبر من عام 2011 ، عندما تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- برعاية افتتاح الدار وبداية عصر جديد للحياة الثقافية والفنية في عهده الميمون.
بعد ذلك يعود الكتاب بالقارئ ليتتبع رحلة تشييد هذه المنارة الثقافية والفنية منذ أن كانت فكرة في مطلع الألفية الثالثة في عام 2000م وصولا إلى يومنا هذا الذي تقف فيه الدار شامخة تشع بأنوارها في القلب تماما من مسقط.
وتتكشف لقارئ الكتاب حكاية سيرويها العمانيون لأبنائهم في المستقبل بكل فخر مع ملامح لآلية الدمج الحاصل بين العمارة العمانية والتقليدية والحداثة المعاصرة لمبنى دار الأوبرا السلطانية مسقط والمبادئ الصارمة التي تكمن وراء الجمال المهيب والأناقة اللافتة لهذا المبنى الفريد.
ومن خلال عرض الكتاب لمجموعة من المقالات القصيرة التصويرية لعدد من العروض التي استضافتها دار الأوبرا السلطانية مسقط على مدى السنوات الأربع الماضية سيكون بإمكان القارئ اكتشاف ما يمكن أن ينتظره وراء هذه الجدران الهائلة من عروض أوبرا لية ورقص الباليه والحفلات الموسيقية الراقية التي قدمت إلى مسقط من كافة أنحاء المعمورة.
ويتطرق الكتاب كذلك إلى التطور التكنولوجي للدار عبر الوصف المترافق مع الصور التي تشرح كيف يمكن بضغطة زر واحدة أن تتحول المنصة الرئيسية للعرض إلى مسرح هائل إضافة إلى أقوال خاصة لأولئك الذين قاموا بتصميم وتركيب هذه الأسطورة التقنية.
وجاءت خاتمة الكتاب عبارة عن وعد من الدار لزوارها القادمين من خارج السلطنة وللأجيال الجديدة من العمانيين بأنهم سيكونون على موعد مع تجربة ترفيهية وثقافية وتعليمية عالمية المستوى إلى جانب كونها بوابة لفرص جديدة للعمل في حقل الفنون المسرحية والمهن المرتبطة بها.
تجدر الإشارة إلى أن دار الأوبرا السلطانية مسقط هي مؤشر واضح لعمان الغد إلى جانب كونها البوابة العريضة التي تفتحها السلطنة للعالم حاملة رسالة السلم والسياسة الهادئة بلغة الموسيقى والفنون ( لغة العالم) تصل إلى البشرية جمعاء.
Comments