
تقول البشاراتُ طوبى لكم دمتُمُ آمنين
وطوبى لأرضٍ تزاحمَ فيها صدى الصالحين
يسائلها الأفقُ أين الحبيبُ الامامُ البهيُ
بنورِ رؤاه يشعُ اليقين
وأين طوافـُه حول اليتامى
وحول الأيامى الضُعافِ
كأن ملاكا يضمدُ منهم جراحاً دفينْ
كأن يديه ينابيعُ حبٍّ طهورٍ
يسيلُ على وجعِ العاجزين
وأين وأين وأين ….
ومسقط تمضغُ صوت َ الحروفِ
تؤجلُ فرحتَها والحنين
جبالٌ تطرزُ شالَ الشموس وتأبى بدونك
أن ترتديه ...
وأن تزدهي بالجمال الرزين
ونخل بلادي يصعِّدُ زفراتِه ترانيمَ
ورْدٍ ترددُه نشوةُ العابدين
تصلي البحورُ وأمواجُها
تسبحُ لله في كلِّ حين
بلادٌ على قلقٍ غادرتَها الدروبُ
ونبض بنيها .. أيا سيدي
على شفا خوفٍ .. ولايستكين
ننامُ ولانامَ فينا السؤالُ
ونصحو على أرق المُسهَدين
وأحلامُنا كطيوفٍ
تحجُّ لدربِ السماءِ
وتغرسُ فيها دعا الصادقين
بأن يحفظَ اللهُ سلطاننَا يزملُه بردة الآمنين
فما عرفتْ شمسُنا غيرَه
ولا نطقَ الطفلُ إلا أبي
وقابوسُ يا أجملَ الأجملين
يقبلك الطفلُ.. يقبلُكم وتسيلُ البراءةُ
من شفتيه ..
بها مابها من حقولٍ وتين
وأمي ورفقتـُها ..يصمنَ
وقد وهن العظمُ منهنَ
لعل الصيامَ يحصنكم بألطافِ ربٍ به نستعين
أبونا ، وهل مثلُ قابوسَ أبٌ
كريمُ الخصالِ .. جليلُ الفعالِ .. بعييييدُ المنالِ
تشحُ بمثلِ علاه عابقاتُ السنينْ
وقابوسُ للقلبِ نهرٌ
يداهُ نَداه رؤاه هواه مناه عُمانُ
تكن للمنى واحة َ المتعبين
وقابوسُ أين يسيرُ تلفتَ القلبُ
ترافقه الروحُ رفرافةً
تقبلُ عزتَه والجبين
وقابوسُ أغنيةٌ لايذوبُ صداها بحنجرةِ المنشدين
وياربُ ياربُ دعاءُ المحبةِ
يُعرِّجُ نحو السماءِ طوافَ ملائكةٍ خاشعين
وإذ جاء طيرُ البشاراتِ يرمي
مناديلَ بشرٍ تلوِّحُ طوبى لكم ، ثم طوبى لكم،
ثم طوبى .. دمتمُ آمنين
حبيبكم في البعيدِ قريبٌ قريبٌ
ونبضُ الرجاءِ يضخُ هواكم ..
يمدُّ إليكم شذى الياسمين