top of page

صل من قطعك تنل رحمة ربك


ندور هذه الايام وسط دوامة من المشاغل والضغوط والمشاكل التى تكاد تطيح بنا .. ولكن عندما نجلس مع أنفسنا ولو للحظات .. سنجد ان سبب هذا الضغط وهذه المشاكل سببها كثرة انشغالنا فى أعمالنا .. خاصة اذا كنت تعمل وتجتهد دون فائدة أو مردود أو كلمة شكر ..!!

ومع زحام الحياة من ناحية ، وتسلط المصالح الخاصة وانشغال الناس بمطالبهم الذاتية من ناحية اخرى .. يتغاضى البعض عن أشياء عديدة .. منها مثلا انشغاله عن زوجته وأبنائه وأهله .. وبعده عن صلة رحمه.. هذه الصلة العظيمة .. فما أعظم الإنسان حين يعلو على كل النقائص والهفوات ويتجاوز عن الأخطاء والزلات والانشغالات وبعد المسافات .. ويفكر في أهله، وصلة رحمه .. وهي أكثر استحقاقاً مع الأقارب والأرحام ، وأولى بالمحبة .

وصلة الرحم على حد علمي هو مفهوم أساسي نص عليه الدين الاسلامي والمقصود منه عدم القطيعة بين الأقارب، والحث على زيارتهم.. والأرحام تعني الاقارب .. وصلة الأرحام صلة مباشرة قوية بالله تعالى، من وصلها وصله، ومن قطعها قطعه. . والرحم بين الناس هو الخيط الذي يجمع الحبات المتفرقة، فيتكون منها عقد واحد له اسم واحد، ووجود واحد، وقوة واحدة، وذلك العقد القوي المتين هو الأسرة. . التى من خلالها يتكون المجتمع، وكلما كانت الأسرة متماسكة بأفرادها كان المجتمع مترابطاً متضامناً، مصلحة الفرد فيه جزء من مصلحة الجماعة.

أما اليوم فقد تغيرت هذه المظاهر النبيلة كثيراً عند بعض الناس ..مع ان صلة الأرحام فرض عين على كل إنسان.. وصلة الأرحام سمة النبلاء، الكرام.. ذوي الأصل الطيب والعرق الكريم، ومع ذلك فهناك صور متنوعة وطيبة لصلة الرحم بين أفراد الأسرة، وبين جموع الأهل والأرحام .. وخاصة في المناسبات السعيدة والمناسبات الدينية كشهر رمضان، والأعياد، وفي الأفراح. وهنا يجب ان نتذكر ان صلة الأرحام أولى بها الاقربون والأشد قرباً لنا ومن بعدهم درجة؛ فبعد الوالدين يأتي الإخوان والأخوات قبل الأعمام، والازواج قبل سائر الأقرباء، وهكذا أبناؤنا، وكل من بيننا وبينه قرابة أو نسب، والأشد قرباً هو الأولى صلة.. ولكن دون قطيعة للآخرين.

وقد دعت آيات القرآن الكريم ، وأحاديث النبي «صلى الله عليه وسلم» إلى صلة الرحم ، ولا شك أن المجتمع الذي يحرص أفراده على التواصل والتراحم يكون حصناً منيعاً ، وقلعـة صامدة ، وينشأ عن ذلك أسر متماسكة ، وبناء اجتماعي متين يمد العـالم بالقادة والموجهين والمفكرين والمعلمين والدعـاة والمصلحين الذين يحملون مشاعل الهداية ومصابيـح النور إلى أبناء أمتهم ، وإلى الناس أجمعين .

ويجب ان نتذكر ان الإساءة إلى الأرحام ، أو التهرب من أداء حقوقهم صفة من صفات الخاسرين الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل .

وعن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه).

Комментарии


bottom of page