top of page

سفير كازاخستان بمسقط : كازاخستان تواجه التحديات بانتخابات برلمانية 20 مارس الجاري

تولى الدبلوماسية الكازاخستانية اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات الودية مع الدول العربية ٬ فعلى الرغم من البعد الجغرافي مع بعض الدول .. هناك جذور تاريخية و تراث حضاري مشترك مما يخلق ظروفا مواتية لتوسيع العلاقات الثنائية التي تقوم على الثقة والاحترام المتبادل بين كازاخستان والدول العربية .. وقد اشاد ارجان موقاش سفير كازاخستان لدى سلطنة عمان بالعلاقات العربية الكازاخستانية .

جاء ذلك فى لقاء مع بجريدة ( الاسرة العربية ) فى مقر السفارة الكازاخستانية بمسقط .. حول الانتخابات البرلمانية فى كازاخستان الاسبوع القادم .

مواجهة التحديات ..

وبعد أيام يبدأ الكازاخيون التصويت في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها يوم 20 مارس الجاري، من أجل انتخاب 107 نائباً في البرلمان الكازاخستاني، وسط تحديات كبيرة ومعقدة تواجه البلاد وأبرزها الأزمة الاقتصادية العالمية، والاصلاحات الداخلية، والعلاقات الخارجية مع دول العالم المختلفة.. وفي الانتخابات البرلمانية الثلاث منذ عام 2004، نجحت أحزاب المعارضة للفوز بمقعد واحد، حيث أن المؤشرات تشير إلي تحقيق نتيجة أفضل لهم في الانتخابات المقبلة.. ويعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الموحد، أبرز الأحزاب المعارضة ولكن حظه يتوقف علي مدي قدرة الحزب علي الحشد والإقبال الجماهيري، في ظل تراجع الوضع الاقتصادي للبلاد.

وفى سؤال عن الانتخابات البرلمانية الكازاخستانية قال سعادته :

انتخابات مجلس النواب هذا العام جاءت مبكرة عن موعدها استجابة لطلب النواب .. لأن كازاخستان على طريق تطوير الديمقراطية الكازاخستانية .. وهناك إصلاحات اجتماعية واصلاحات اقتصادية تستلزم اتخاذ واجراء عدة قوانين .. من اجل النهوض بالديمقراطية والتطور والاصلاح الديمقراطي والنهوض واتخاذ قوانين من شأنها تسهيل المهام والاصلاحات الجذرية فى المجالات الاجتماعية والاقتصادية ..

واضاف سعادته : المجلس يتكون من 107 نائبا منهم 98 سوف يمنخبوا على اساس قائمة حزبية وهناك مشاركة لستة احزاب كازاخستانية .. وستشارك المرأة هذا العام بأكثر من 20% .

وعن مراقبة الانتخابات قال ارجان موقاش :

هناك اكثر من 600 مراقب أجنبي من المنظمات الدولية والدول الاجنبية .. وسنقوم بفتح السفارات الكازاخستانية فى الخارج لاستقبال المواطينن الكازاخستان من اجل الإدلاء بأصوتهم داخل مقر السفارات فى الخارج فى نفس يوم الانتخابات فى كازاخستان والتى ستكون من الساعة السابعة صباحا وحتى الثامنة مساء .. بتوقيت كل بلد .

ويوجد بالخارج 65 لجنة انتخابية منها مصر وسلطنة عمان الى جانب جميع السفارات والقنصليات الكازاخستانية .

"نور آوتان".. الأوفر حظًا

ومؤشرات انتخابات 20 مارس الجاري، تشير إلي وجود حظ كبير لحزب "نور آوتان" للحافظ علي الاغلبية البرلمانية في "المجلس"، فالحزب لديه 127 مرشحا للحزب في الانتخابات، من 234 مرشح، أي ما يعادل أكثر من نصف المرشحين.

في الانتخابات البرلمانية الثلاث منذ عام 2004 ، نجحت أحزاب المعارضة للفوز بمقعد واحد (اك جول في 2004)، بعض المؤشرات تشير الي انه من المتوقع ان يحققوا نتيجة أفضل في الانتخابات المقبلة.

ويعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الموحد، أبرز الأحزاب المعارضة ولكن حظه يتوقف علي مدي قدرة الحزب علي الحشد والإقبال الجماهيري، في ظل تراجع الوضع الاقتصادي للبلاد.

ويعتبر حزب "نور آوتان" الأكثر حظا بالفوز بأغلبية البرلمان، ويرجع ذلك إلي عدة أسباب في مقدمتها أنه يمتلك أكبر عدد من المرشحين مقارنة بالأحزاب الأخري، فهو لديه 127 مرشحا في الانتخابات، أي ما يعادل أكثر من نصف الناخبين المتقدمين للانتخابات وعددهم 247، فقد رشح الحزب عددا من النخبة والرموز الفنية والثقافية والاجتماعية علي قوائمه، كما أن الأحزاب المعارضة، أمامه لم تحقق نتائج قوية وكبيرة منذ 2004 وحتي الآن ، وهو ما يجعل "آوتان" قادرا علي الاستمرار في حركة الدعم والإصلاح داخل البلاد وتقديم خدمات أفضل للشعب الكازاخستاني.

انتخابات مبكرة:

وفقا لفقرة 1 من المادة 63 من دستور كازخستان يحق لرئيس الجمهورية حل البرلمان بعد التشاور مع رئيس غرفتي البرلمان "الشيوخ- المجس" ورئيس مجلس الوزراء.

وفي 13 يناير كانون الثاني الماضي دعا أعضاء برلمان كازاخستان "المجلس" في جلسة عامة رئيس الدولة نور سلطان نزار بايف إلى حل المجلس وتحديد موعد لانتخابات برلمانية مبكرة.

وجاءت أسباب حل البرلمان والذهاب إلي التصويت المبكر لمواجهة الأزمة الاقتصادية عبر تفويض شعبي للحكومة لتحسين الوضع والخدمات المقدمة للشعب.

ويهيمن على البرلمان الحالي، حزب "نور أوتان" الذي يرأسه نزار باييف، والذي فاز بنسبة 81% في تصويت عام 2012.

وكانت انطلقت في كازاخستان السبت 20 فبراير شباط حملة الدعاية الانتخابية قبل الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجري في الـ 20 من مارس آذار المقبل تزامنا مع الانتخابات المحلية.

ويبلغ عدد محافظات كازاخستان 14 محافظة وهناك 3 مدن بوضع خاص، فيما يبلغ عدد السكان ما يقرب من 17 مليون نسمة.

برلمان كازاخستان

وفقا لمادة 49 من دستور كازاخستان: يعد برلمان الأخيرة أعلى هيئة تمثيلية في الدولة تعنى بتنفيذ المهام التشريعية.

وتبدأ صلاحيات البرلمان منذ لحظة افتتاح دورته و تنتهي ببداية عمل الدورة البرلمانية الجديدة، كما يمكن إيقاف صلاحيات البرلمان قبل الموعد المحدد في الحالات والنظم التي يقرها الدستور.

كما يحدد القانون الدستوري تنظيم وعمل البرلمان والوضع القانوني لنوابه.

ووفقا للمادة 50 من الدستور فإن البرلمان يتألف من مجلسين: السينات "الشيوخ" والمجلس واللذان يعملان بشكل دائم.

ويتكون السينات من مجموعة نواب يمثل كل اثنان منهما و طبقا للدستور أحد الأقاليم أو المدن ذات الأهمية للجمهورية والعاصمة، كما أن هناك 15 نائبا يعينهم رئيس الجمهورية مع الأخذ في الاعتبار أهمية ضمان تمثيل المصالح الثقافية والقومية وغيرها من المصالح الهامة للمجتمع.

فيما يتكون المجلس من 107 نواب يتم انتخابهم طبقا للنظام المقرر دستوريا، ولا يجوز أن يجمع نائب البرلمان بين التمثيل في المجلسين.

أما عن مدة الدستورية، فتبلغ مدة صلاحية نواب السينات ست سنوات فيما تبلغ مدة صلاحية نواب المجلس خمس سنوات.

أبرز الاحزاب السياسية:

يوجد في كازاخستان حالياً 10 أحزاب سياسياً مسجلاً، وأكبر هذه الأحزاب حالياً هو الحزب الشعبي الديمقراطي الحاكم "نور-أوتان".

وكانت لجنة الانتخابات المركزية في كازاخستان قد سجلت سابقا جميع قوائم الأحزاب الـ6 التي أبدت رغبتها في المشاركة في الانتخابات المبكرة، وهي "نور وطن" الحاكم، وأحزاب "أق جول" و"برليك" و"آويل" والحزب الشعبي الشيوعي الكازاخستاني والحزب الاشتراكي الديمقراطي الموحد.

وسجلت اللجنة الانتخابية 234 مرشحا لـ98 مقعدا في برلمان البلاد "المجلس"، وسيجري انتخابهم وفقا لنظام القوائم الحزبية.

ووفقا للفقرة 1 من المادة 51 من للدستور، يتم اختيار 98 نائبًا من المجلس وفقا لقانون الاقتراع السري الحر المباشر والعام، فيما يتم اختيار9 من نواب المجلس من قبل جمعية شعوب كازاخستان.

وتجري الانتخابات الدورية للمجلس قبل شهرين على الأكثر من تاريخ انتهاء دورة الانعقاد.

وفي البرلمان المنحل كان هناك 82 نائبا عن حزب "نور وطن" الحاكم، و8 نواب من حزب "أق جول" و7 نواب عن الحزب الشعبي الشيوعي إضافة إلى 9 نواب مستقلين.

ومن أبرز المرشحين عن حزب "نور وطن" الحاكم، ابنة رئيس الجمهورية داريغا نزارباييف، وهي نائبة لرئيس وزراء كازاخستان، والملاكم الكازاخي جينادي غولوفكين، من 127 مرشحا للحزب في الانتخابات.

شروط المرشح للانتخابات:

وفقا لفقرة 4 من المادة 51 من الدستور الكازاخستاني، يجب أن يكون عضو البرلمان حاملا للجنسية الكازاخستانية، ومقيما بشكل دائم في كازاخستان في العشر سنوات الأخيرة قبل ترشحه.

كما يجب أن يكون عضو السينات قد بلغ الثلاثين من العمر وحاصل على شهادة عليا وقضى خمس سنوات في عمله ويقيم بشكل دائم في الإقليم المرشح عنه أو المدينة ذات أهمية الجمهورية أوالعاصمة ولمدة ثلاث سنوات على الأقل، كما يجب أن يكون عضو المجلس قد بلغ 25 عاما.

شعوب كازخستان.. الآقليات:

كازاخستان.. هي موطن الشعب الكازاخي الذي ينتشر في روسيا والصين وتركيا وأوزبكستان بالإضافة لكازخستان.

ومع نشوء الدولة الكازاخية الحديثة، استعمل مصطلح "كازاخي" على مواطني كازاخستان مهما كان أصوله، ويعتبر مصطلح "كازاخي" تركي الأصل ويعني "الحر والمستقل" والتي ترمز لحياة البداوة الحرة والسكان الذين يتنقلون بحرية على صهوة الجواد.

أما مصطلح "ستان" فهي كلمة فارسية الأصل وتعني "موطن" أو "أرض". وبهذا، تعني كازاخستان "موطن الأحرار".

وتستخدم في كازاخستان لغتان رسميتان، لغة الكازاخية، والروسية، وفيما تتكون كازخستان من مجموعة عرقيات مختلفة، 63.1% من عرقية الكازاخ.

وإلي جانب الكازاخ، هناك عدد المنظمات الأثنية الثقافية ووصل عددها إلى 621، كما تملك كازاخستان 46 مجموعة عرقيه مراكز ثقافية لها، فهناك الروس، والأوزبك، والأوكران، والألمان، والأويغور، و التتار وآخرون.

ووفقا للدستور الكازخستاني، تفوض جمعية شعب كازاخستان، في الـ21 من مارس آذار، 9 أشخاص يتولون مقاعد إضافية في البرلمان كتمثيل للعرقيات الاخري.

وجمعية شعوب كازاخستان، تعد جهازا استشاريا تابعا لرئيس جمهورية كازاخستان، وتقوم الجمعية بنشاطها وفقا لدستور جمهورية كازاخستان وقوانينها ومراسيم رئيس جمهورية كازاخستان وكذلك للقوانين المعيارية الأخرى لجمهورية كازاخستان وبموجب هذا النظام.

واستقلت كازاخستان عن الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩٦، في ظل أحوال اقتصاديه دقيقه وكانت تمتلك رابع أكبر ترسانة نوويه علي مستوي العالم وكان قرارها الطوعي بالتخلي عنها وتفكيكها ومؤخرا وقعت اتفاقية تدشين بنك الوقود النووي في كازاخستان والتي تعد خطوة مهمة ستسهل التعاون النووي السلمي وفق ما تهدف كازاخستان.

مواجهة التحديات

عن أهم التحديات الاقتصادية التي تواجه كازاخستان، تحسين المستوي المعيشي واتساع مفهوم العدالة الاجتماعية للشعب، فالتحدي الذي يواجهها هو تجنب كساد اقتصادها، فقد ساء الوضع الاقتصادي في السنوات الأخيرة مع تراجع سعر النفط في الأسواق المحلية، بعد مرحلة رخاء كبيرة.

وخلال الأيام الماضية عملت الحكومة الكازاخية علي مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم، عبر عدة إجراءات لإنقاذ الاقتصاد بتخفيض قيمة عملتها، وتأميم البنوك الكبرى، وضخ المليارات من الدولارات لإعادة العافية إلى اقتصاد البلاد.

كذلك تعتبر البطالة جزءًا من التحديات لأي حكومة قادمة، فمعدل البطالة وإن لم يكن رقما مقلقا ولكن مع تراجع أسعار النفط وانخفاض حركة التجارة العالمية، يطالب الحكومة القادمة بالسعي إلي خطط لمواجهتها حيث وصلت 6%.

وكان أوضح نائب محافظ بنك كازاخستان المركزي، دانيار أكشيف، أن دور البنك سيكون إدخال سلسلة من التعديلات الرقابية لتفعيل خارطة طريق تطوير المالية الإسلامية لسنة 2020، وأن السلطات المعنية تخطط أيضاً لطرح منهجية فحص للأسهم من أجل جذب عدد أكبر من المستشمرين من منطقتي الشرق الأوسط و جنوب شرق آسيا.

ويعتبر الاقتصاد هو عنوان الرفاهية للشعب الكازاخي، لذلك وضعت الدولة برنامجا صناعيا، إضافة إلى ضخ استثمارات في القطاع الزراعي، مما يسمح بتعزيز الاقتصاد وتقليص البطالة وتجنب أزمة غذائية على المدى القريب.

ويري مراقبون أن معدل النمو والاستثمارات الاجنبية، تراجع خلال السنوات الماضية، ولكن أكدوا في نفس الوقت أن نمو اقتصاد كازاخستان سيتواصل بثبات، ولكن بإيقاع بطيء.

مواجهة الإرهاب

يعتبر لكازاخستان دور مهم واستراتيجي في مواجهة الإرهاب، وفي مقدمة الجماعات الإرهابية تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وقد طالب الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزارباييف، قادة العالم والأمم المتحدة باتخاذ تدابير ملموسة لوضع حدٍ للممارسات الوحشية لإرهابيي تنظيم داعش، مؤكدًا أن المشاكل الاقتصادية تُثير الظواهر السلبية في العالم، بما في ذلك الإرهاب.

وفي خطاب له أمام الأمم المتحدة في نوفمبر الماضي، قال نزارباييف: إنه يتعين على العالم إحداث تغيير جذري في قواعد السلوك العالمي وتوحيد الجهود ضد التهديد المتمثل بالارهاب، والذي أصبح على نطاق عالمي اليوم، مشيرًا إلى أن إنشاء شبكة عالمية موحدة لمواجهة ووضع حد للتطرف والإرهاب المستشري في العالم، قد يعتبر امرًا مستحيلًا للوهلة الأولى، ولكن يجب على زعماء العالم أن يقوموا بهذه الإجراءات .

وتعتبر كازاخستان لها تجربة جيدة فى التعايش السلمى ومحاربة العنف والتطرف الدينى ، حافظت كازاخستان على ترسيخ فكرة التعايش السلمى، رغم وجود أكثر من 140 قومية مختلفة على أراضيها، والآلاف من المساجد والكنائس والمعابد تصطف جنبا إلى جنب، بفضل اتجاه الدولة لنشر فكرة المصلحة العامة، واحترام الخصوصيات، وبفضل هذه الإجراءات لم يعد للإرهاب تواجد فى هذه الدولة.

bottom of page