
فن من الفنون الرائدة ،كان ميلاده مولدا لإحدى الفنون الخالدة في تاريخ البشرية ،بل كان ميلادا لمولود شجي ثري صاخب ملأ الكون بالبهجة والأفكار الجامحة ،عني به من حوله حتى نضج وأصبح شابا فتيا يافعا يحظى بالاهتمام تارة فيصبح في أوج مجده وقوته وتارة أخري يصيبه الضعف والهزل، .... إنه فن الدراما والميلودراما والكوميديا الصارخة، فن الحياة بما فيها من عثرات ونجاحات ،ومن ضحكات وأهات، فن ينطق بكل ماقد يدور في النفس البشرية من متناقضات ومتشابهات...إنه "فن السينما" الفن الذي مرت عليه الكثير من السنوات دون أن يفقد بريقه ،أو يفتر اهتمام الجميع به.... إنه الفن السابع، فن وقف على قدم المساواة مع العديد من الفنون التي كانت سابقة له فصمد صانعوه وجاهدوا حتى وصل إلى مكانته الحالية ، فإذا كان المسرح هو أبو الفنون كما يطلق عليه البعض، فالسينما هى العدسة اللاقطة المسجلة لكل مافي المجتمع من جزئيات لاتخفي على عين ثاقبة لفنان محترف ذو رؤية يضعها في سياق درامي ليخرج لنا فيلما سينمائيا قد يكون في بعض الأحيان حلا لكثير من مشكلات واقعنا المرير،وعلى الرغم من أن الدور الأساسي والمنوط به فن السينما هو عرض المشكلة وتوجيه النظر إليها وليس تقديم الحلول الجاهزة إلا أن الكثير من أفلامنا العربية كان سببا في وضع أسس جديدة أو تغيير عرف أو معتقد خاطئ، وكثيرمن هذه الأفلام كان سببا في تغيير وجهة نظر أو حل لمشكلة اجتماعية بعينها ،ولعل الفيلم المصري كلمة شرف للراحل فريد شوقي وفيلم جعلوني مجرما لنفس البطل كانا خير مثالين على قدرة الفيلم السينمائي وصناعه على تغيير بعض سلبيات المجتمع التى كان بها الكثير الظلم والجور على حقوق بعض فئات المجتمع في تلك الحقبة وهى فئة المساجين وما كانوا يلاقونه من اضطهاد وكراهية من قبل المجتمع المصرى بالرغم من قضائهم لمدة عقوبتهم ومحاولة البعض للرجوع و الإنخراط في المجتمع مرة أخري ليعيش في سلام، إلا أن المجتمع في تلك الفترة لم يكن يسمح لهم بذلك مما كان يضطرهم إلى العودة للسلوك الإجرامي مرة أخرى،فيلم آخر مثل الفيلم الأمريكىِAn Inconvenient Truth والذي انتج عام 2006والذي ساهم في توجيه نظر العالم بأكمله إلى نظرية الاحتباس الحراري والمحافظة على البيئة حيث كان له الفضل في توجيه نظر الجميع إلى المشكلات البيئة المدمرة والتى قد تكون سببا في نهاية العالم وقدانضم هذا الفيلم أيضا إلى مجموعة الأفلام التي وجهت نظرالكثير من المجتمعات لاتخاذ خطوات جادة وحازمة نحو بيئة أفضل للجميع .إنه فن المتعة والفكر ،إنه الأصابع الذهبية للتغيير دون إجبارأو إجحاف، إنه فن التسلية الجادة لأصحاب العقول الراقية .....إنه فن السينما.