صدرت دراسة أكاديمية جـديدة حول: (حوار الثـقافات والحضارات لمواجهة العنصرية)، للدكتور عبد العزيز بن عثمان التـويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثـقافة -إيسيسكو-، بالعربية، والإنجليزية، والفرنسية ضمن منشورات المنظمة.
وتتناول الدراسة المحاور الرئيسة التالية: ثلاث قواعد رئيسَة للتحالف الحضاري، التفاهم أساس الحوار، المساواة والاعتماد المتبادل، التقارب بين الثقافات، أبعاد واسعة ودلالات عميقة، تطوير أساليب العمل، التمكين للتحالف بين الحضارات، الإعلان العالمي للقضاء على التمييز العنصري، المسؤولية المشتركة لمحاربة الإسلاموفوبيا، الجماعات الكارهة للسلام وراء التخويف من الإسلام، لماذا التطاول على المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية؟، رسالة المثقفين الأحرار رواد السلام.
وجاء في تقديم الدكتور التويجري لهذه الدراسة: «يتسع موضوع حوار الثقافات والتقارب بينها وتحالف الحضارات، ليشمل قضايا كثيرة تدور حول معالجة المشكلات الحضارية الكبرى التي لا يزيدها الصراع المحتدم الذي ما فتئ تتصاعد وتيرته وتتنامى تأثيراته بين الثقافات والحضارات بصورة عامة، إلاَّ تفاقماً واستعصاءاً على الحل، مما تنعكس آثاره على أتباع الأديان، فتحول دون ولوجهم حلبة الحوار الإنساني الراقي والفاعل والباني للعلاقات السوية بين الأمم والشعوب، في ظل الاحترام المتبادل بينها، والسعي المشترك لبناء نظام عالمي إنساني خالٍ من التوترات والأزمات«.
ويحلل الدكتور التويجري ظاهرة العنصرية، فيقول: «من جملة الأزمات ذات الطابع السياسي والبعد العرقي والعنصر الثقافي التي تعاني منها البشرية خلال هذه المرحلة، هذا الانتشار الواسع والامتداد غير المحدود لتيارات العنصرية ولنزعات الكراهية التي تفسد العلاقات الإنسانية، وتهدد الأمن والسلم في عالمنا اليوم، والتي تؤدي إلى اندلاع النزاعات التي تزعزع استقرار الشعوب، وتنتهي إلى تأجيج العداوة التي إذا ما استحكمت وتمكنت من النفوس، حركت فيها نوازع الشر، فتنفتح الأبواب على مصاريعها أمام الفتن التي تزهق فيها الأرواح، وتهدر فيها الموارد، وتفشو المفاسد، وتستشري الكوارث، فيتعذر الوصول إلى التسويات القائمة على التوافق، التي تمهد لاستتباب الأمن وإقرار السلم«.
ويقول الدكتور التويجري في تقديمه: «نظراً إلى أن مواجهة التيارات العنصرية هو هدفٌ نبيل تـَتـَضـَافـَرُ من أجله جهود المجتمع الدولي لتحقيقه، فإن من شأن تعزيز قيم الحوار بين الثقافات من خلال التقارب بينها وتعميق التحالف بين الحضارات، أن يبني جسور التفاهم بين الأمم والشعوب، وينشر ثقافة التسامح والتعايش والوئام، سعياً إلى بناء السلام العالمي على قاعدة القانون الدولي والقيم الإنسانية الخالدة التي هي القاسم المشترك بين الأديان والثقافات والحضارات جميعاً.«
ويضيف الدكتور عبد العزيز التويجري قائلاً : « لما كان الأمر بهذا المستوى من الأهمية، فقد أوليته قدراً من اهتماماتي، فنهضت بمسؤوليتي في نشر قيم الحوار والتقارب والتحالف بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، من خلال الكتابة تأليفـاً وتنظيراً وتأصيلاً، والمشاركة في المؤتمرات الدولية متحدثاً ومحاوراً ومقدماً للرؤية الإسلامية الحضارية إلى هذه القضايا الإنسانية المهمة«.
وأعرب الدكتور التويجري عن أمله أن تكون هذه الدراسة إضافةً تساهم في بحث الظاهرة العنصرية التي تشكّل إحدى الظواهر الخطيرة في عالم اليوم، ومراجعة الموقف منها، وتحفيز الهمم للعمل على مواجهتها بما يلزم من وعي رشيد وعزم شديد وفكر جديد.