بدأت اليوم أعمال النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي السنوي ( عُمان في الصحافة العالمية ) والمعرض الوثائقي السابع اللذين يؤكدان على أهمية الصحيفة باعتبارها وثيقة تاريخية .. وذلك تحت رعاية الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام
يهدف المؤتمر الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إلى دراسة صورة عُمان وتطورها الحضاري في الصحافة العالمية ويستعرض الوثائق والمحفوظات والآثار العمانية في هذه الصحافة .. كما يسلط الضوء على أهم الشخصيات والمشاهدات التي رصدتها في عُمان وتأصيل صورتها وتوثيقها من خلال الدراسات العلمية والصور الفوتوغرافية .
وقال الدكتور عبدالمنعم الحسني : إن اقامة المعرض يدل على الحضور العماني في الصحافة العربية والاقليمية والدولية وأنها لا زالت حاضرة بقوه الآن وتتصدر عناوين العديد من الصحف العالمية عبر العالم .
من جانبه قال الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في تصريح له إن كثير من الأحداث العمانية وُثقت في الصحافة العربية والأجنبية خاصة في القرن التاسع عشر مشيرًا إلى الكثير من المقالات والنصوص الأدبية التي تحدثت عن عُمان موضحًا أن ظهور عُمان في الصحافة العربية والدولية يعكس اهتمام العالم بها وهي حاضرة في الصحافة الأمريكية .
وبين الحراصي أن هناك المئات من القصص والمقالات الأدبية التي كتبت منذ بدايات القرن التاسع عشر والتي تتحدث عن السلطنة وتتضمن شخصيات وأحداث عمانية وهذا دليل على أن عمان حاضرة كبلد مؤثر تاريخيًا في تلك الفترة وحاضرة كبلد لها وضعها السياسي وفي بناء المجتمعات الغربية .
كما أشار الى أن عمان كانت حاضرة دومًا في الشعر الأجنبي وهي على دراية بالشعر والأدب الانجليزي والأمريكي وأن هناك حضور لعُمان خاصة في الصحافة الفرنسية والهولندية والهندية والفارسية .
وأضاف رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن اهتمام الصحافة الاجنبية بعُمان يأتي في اطار تعميق الهوية العمانية ومن أجل البحث في تفاصيل هذه الهوية والبحث في تفاصيل حضور عمان في التاريخ الدولي وتفاعلها ودورها في بناء التاريخ المعاصر من خلال تقصي علاقات عٌمان الأدبية والتجارية والاجتماعية .
وأشار الى أن الصحف العربية والأجنبية أشادت بالفضائل التي تقوم عليها السياسة العمانية وأن هذه السياسة تقوم على الهوية العمانية وعلى تأكيد أهمية العلاقات مع العالم معتبرًا أن هذا المعرض يعد فرصة للباحثين والدارسين والمهتمين والطلاب لمعرفة ورؤية حضارة عُمان كيف كانت تتسيد الصفحات الأولى في الصحافة العالمية .
وقال الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في كلمة له إن المؤتمر الرابع الذي خصص حول عُمان في الصحافة العالمية يعقد في إطار البرامج والمؤتمرات التي دأبت الهيئة على عقدها وتنظيمها داخل السلطنة وخارجها بهدف التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لعُمان وتاريخها التليد وحاضرها المشرق البهيج الذي أكدته الوثائق والخرائط والمخطوطات وكافة الشواهد التاريخية والحضارية عن أنماط مختلف العلاقات الدولية لهذا البناء والتواصل الحضاري .
وأضاف أن للوثائق مكانة مهمة في حياة الأمم والشعوب فهي رصيد حي يتأسس عليه تاريخها وحضارتها وإن إثارة الاهتمام بالوثائق والحفاظ على تراث الأمة يسهم في تشجيع البحث الدائم في غمار التاريخ وتعزيز الثقة بالمستقبل تواصلاً مع الماضي المجيد مشيرًا إلى أن عُمان هي من الدول الأكثر اهتماما بتاريخها إيماناً منها بأن الحفاظ على هويتها الوطنية وكيانها الحضاري إنما يكمن في بعث تراثها الحافل بالأمجاد والبطولات وفي العناية به وترسيخه في الذاكرة الوطنية الجماعية للشعب العماني باعتباره مرجعية لكل بناء تطمح إليه فهي بذلك تختزن مفردات حضارة أزلية اغنت الفكر البشري بالوثائق والمخطوطات في مختلف المجالات وترسخ رابطاً يربط الإنسان العماني بوطنه وتاريخه ولا عجب فيما توليه الدول لوثائقها من حماية وصيانه لحفظ إنجازات هيئات ومؤسسات الدولة والمجتمع وانطلاقا من ذلك عملت الهيئة على العناية بالوثائق والمحفوظات بترجمتها وتوصيفها وتصنيفها وإتاحتها لخدمة الباحثين حسب آجال الاطلاع عليها خدمة للبحث العلمي والإبداع الفكري .
وأكد سعادته على العمل الحثيث تضمين هذا الإرث الوطني في المناهج الدراسية في مختلف المراحل العلمية والتعريف بالإنجاز الحضاري المعرفي من خلال إقامة المؤتمرات والدراسات الوثائقية فضلاً عن إقامة المعارض الدائمة والمؤقتة داخلياً
وخارجياً مبينًا أن الإعلام يسهم بوسائله المختلفة والمتعددة في نقل المعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية ويفضي إلى إبراز الحوارات العلمية والجوانب التي تخدم الأهداف الاجتماعية والثقافية والسياسية والتقريب بين أفراد المجتمع وتوثيق العلاقات التي تساهم في عملية التنشئة الاجتماعية ومعالجة القضايا التي تهم الوطن والمواطنين بهدف إيجاد الوعى الاجتماعي والسياسي وغرس القيم الوطنية .