أشاد الفنان السوري القدير أسعد فضة والكاتب المسرحي والشاعر اللبناني بول شؤول مساء الأربعاء في اِنطلاق أشغال الندوة العلمية الدولية حول "عناصر التجديد في المسرح العربي بين تحديات الراهن ورهانات المستقبل" في إطار الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية بالتعاون مع أيام قرطاج المسرحية بعراقة الحركة المسرحية التونسية وريادتها في العالم العربي.
واعتبر الفنان أسعد فضة بحضور ثلة من المختصين والمسرحيين والنقاد والإعلاميين من البلاد العربية أنّ "التجربة المسرحية التونسية تجربة مميزة ويمكن أن تكون قدوة للدول العربية" مذكرا بالتعاون التونسي السوري في هذا المجال سيّما بين مهرجان دمشق وأيّام قرطاج المسرحية.
وقال فضّة "إنّ التبادل والشراكة بين البلدين في المجال شملت كلَّ ما يهمّ المسرح مثل تبادل الكفاءات والتكوين المسرحي في المؤسسات الجامعهية والمعاهد، واصفا تونس ببلد الثقافة والفن والمسرح غير المركزي لأنّ هذه الفنون موجودة في كل مدينة والمسرح ممارس فيها بشكل متواصل وواضح في تقديره.
من جهته قال الكاتب المسرحي والشاعر اللبناني بول شاؤول إن تونس "هي بلا منازع عاصمة للمسرح العربي لمدة تزيد عن الثلاثين سنة" معربا عن أسفه لافتقاده لثلاثة من أصدقائه وهم على التوالي الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد والفنانان المسرحيّان منصف السويسي ونور الدين قنوّن الذين غيّبهم الموت معتبرا أنّ "فقدانهم هو خسارة كبرى للثقافة التونسية.."
وبالمقابل، اِعتبرت السيدة هدى الكشو المنسقة العامة لصفاقس عاصمة للثقافة العربية أنّه "على غرار إشعاع صفاقس المسرحي فإن تونس كانت ولا تزال علامة مضيئة في المسرح العربي.." مذكرة في ذات السياق بمراحل الحركة المسرحية منذ الفترة الأمازيغية وإلى اليوم مرورا بمراحل التأصيل والتجريب.
وذكّرت الكشو بإسهامات عدد هامّ من المسرحيين في تونس الذين كانت لهم بصمات في المسرح العربي عموما متسائلة عن تموقع المسرح التونسي في المشهد المسرحي العربي وموقع هذا الأخير في المشهد المسرحي العالمي.
من جانبه قال مدير أيام قرطاج المسرحية لسعد الجموسي أنّ هذه التظاهرة المسرحية الدولية التي نالها شرف المساهمة في التأسيس لمهرجان المسرح العربي بصفاقس تدعم تواصل هذه التجربة حتى يكون لها دور في عودة المجد للفن المسرحي في جهة صفاقس. وذكّر الجموسي بالتجربة المسرحية التي عرفتها الجهة في العقود الماضية والتي طبعتها عديد الشخصيات الفذة مثل عيّاد السويسي وجميل الجودي.
من ناحيته بيّن مدير الندوة خالد الغريبي أّن "فنّ المسرح هو فن الاختلاف الذي به يقاوم الترهيب والتعصب والانغلاق بلغة عالمية لكنه يواجه اليوم أسئلة خطيرة في سياق العولمة ومخاطر فقدان الهوية الخاصة به..."
وكان محسن التونسي رئيس جمعية عامر التونسي للمسرح أبرز في افتتاح اشغال الندوة عراقة الحركة المسرحية في صفاقس خاصة في الثلاثينات من القرن الماضي مذكرا بأن أول فرقة محترفة كانت سنة 1965 ومديرها عبد الحميد جليل الرئيس الشرفي لهذه الدورة الأولى من مهرجان المسرح العربي بصفاقس.
وتستضيف هذه الندوة ا أسماء لمعت في سماء المسرح والفن والفكر العربي من دول عربية أخرى مثل الجزائر ومصر ولبنان والسودان والإمارات العربية المتحدة والعراق والمغرب وتونس. وتبحث الندوة التي ستتضمن أشغالها 14 محاضرة تتوزع على ست جلسات علمية يترأسها على التوالي كل من بول شاؤول من لبنان وجميلة مصطفى الزقاي من الجزائر وحافظ الجديدي وخالد الغريبي من تونس وعصام أبو قاسم من السودان والمظفر كاظم جلود من الإمارات في زوايا مختلفة تتعلق بقضية التجديد في المسرح العربي.
ويخوض المشاركون والمحاضرون في الندوة في مسائل مختلفة تتصل بالمسرح التفاعلي الذي يخرج عن نظام وقوعد الدراما التقليدية وبإلغاء الحواجز بين الفنون في المسرح غير الدرامي الذي يهتم بالتقنية فيا يسمى بالمسرح الوسائطي الذي ترتكز فيه الفرجة المسرحية على تفاعل وسائط تكنولوجية متعددة وعلى الأداء الحي وغيرها من المسائل.