تعمل مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على دعم الأسر المنتجة المشاركة في مهرجان الظفرة التراثي بشكل مستمر، تشجيعاً للسيدات الإماراتيات من هذه الأسر على الترويج لمنتجاتهن اليدوية التقليدية والاستفادة المثلى من المشاركة في المهرجان، وإحياءً للمهن التقليدية القديمة التي كانت تمتهنا المرأة الإماراتية وتشكل مصدر دخل مهم لها ولأسرتها.
وقال علي الحمادي، المشرف على المحال التابعة للمؤسسة في مهرجان الظفرة التراثي إن مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تأخذ على عاتقها دعم الأسر المنتجة في كافة المهرجانات التراثية، بينها مهرجان الظفرة، وذلك لكي تكون المشاركة ناجعة لهن وداعمة لمسيرتهن المعملية.
وأضاف أن المؤسسة تقوم في الدورة الحالية من مهرجان الظفرة على دعم 20 سيدة يعرضن منتجاتهن في 10 محلات ضمن السوق الشعبي بالمهرجان، لافتاً إلى أن المؤسسة تعمل على تأمين المحال من اللجنة المنظمة وتمنحها بالمجان لهذه السيدات دعماً للأسر المنتجة في مواصلة مشاريعها المنزلية وتطويرها ولتشجيعها على المشاركة في المهرجان التراثية وإبراز مفردات التراث الإماراتي العريق إلى الأجيال الجديدة والسواح وزوار المهرجان من داخل الدولة وخارجها.
وأكد الحمادي أن المشاركة في مهرجان الظفرة مفيدة جداً لهذه الأسر، حيث تستطيع كل سيدة من خلال مثل هذا الدعم أن تعتمد على نفسها وتطور منتجاتها وتعرضها أمام الجمهور، وفي الوقت ذاته التعرف على متطلبات الجمهور وذوقه العام.
وأشار إلى أن المؤسسة ارتأت أن تعرض كل سيدتين منتجاتهما في محل معاً لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من السيدات للاستفادة من المشاركة، خصوصاً وأن محال السوق العام الجاري شيدت بطريقة نظامية وبمساحات واسعة تستوعب الكثير من المنتجات وتمكن السيدات من عرضها أمام الزوار بشكل أنيق ولائق، لافتاً إلى أن المحال تعرض كافة المنتجات التقليدية التي تعمل الأسر على صناعتها بنفسها مثل الدخون والطور والعود المطيب، وكذلك المنتجات الحرفية مثل السدو وسف الخوص والملابس التراثية القديمة والمشغولات اليدوية ومنتجات التمور وغيرها.
وتتشارك كل من عائشة علي مصبح الشامسي ومريم علي آل علي في أحد المحال التابعة للمؤسسة في السوق الشعبي لعرض منتجاتهن، حيث تعرض عائشة في الجزء المخصص لها الدخون والعطور والعود المطيب بالمسك والعنبر، والقهوة العربية والتمر والبهارات والملابس النسائية التي تعمل على تصميمها وخياطتها بنفسها.
وأكدت الشامسي أن فوائد المشاركة في المهرجان كبيرة، خصوصاً أن المحال مقدمة بالمجان للأسر، مشيرة إلى أن الفائدة الأخرى المهمة هي أخذ فكرة عن المعروضات الأخرى والعمل على تطوير المنتج الذي تعرضه، وكذلك التعرف على آراء الزوار وأذواقهم وما يرغبون به من تصميمات تحمل الحس التراثي.
أما مريم آل علي فتعرض في الجزء المخصص لها من المحل بعض الملابس النسائية والتراثية للأطفال وكذلك الإكسسوارات والماكياج ولعب الأطفال والمجسمات التراثية، لافتة إلى أنها المشاركة الأولى لها في المهرجان وتجدها تجربة مفيدة للغاية، نظراً لمكانة المهرجان والأعداد الكبيرة من الزوار الذين يقصدونه من داخل الدولة وخارجها.
وفي محل آخر تابع لمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تعرض وديمة العامري منتجاتها من التمور والمخللات ودلال القهوة العربية ومشغولات يدوية من السدو مثل المفارش وخرج الخيل والإبل.
وتؤكد العامري أن المهرجان في دورته الحالية أولى السوق الشعبي ومحاله اهتماماً خاصاً حيث عمل على تشييد المحال وتقسيماتها بشكل منظم وبمساحات كبيرة، الأمر الذي لاقى استحسان كافة المشاركات من الأسر المنتجة وأتاح لهن الفرصة لعرض أكبر قدر من منتجاتهن والاستفادة من عرضها أمام الزوار.
كما تشارك فاطمة يوسف الحمادي في المهرجان ضمن محل تابع أيضاً لمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، عارضة منتجاتها من المجسمات التراثية والعطور والدخون والدهون ولعب الأطفال، وغيرها.
وتقول الحمادي إن أهم فائدة بالنسبة إليها هي التعرف على زبائن وعملاء جدد، حيث يتواصل الكثير من الزوار معها بعد المهرجان وطوال العام للحصول على منتجاتها في أي وقت، مؤكدة أن المشاركة في المهرجان تمنح السيدات المنتجات ثقة أكبر لمواصلة مشاريعهن المنزلية وتطويرها والابتكار فيها، طالما أن هناك مثل هذه المهرجانات والمؤسسات الوطنية الداعمة للأسر الإماراتية المنتجة التي تأخذ على عاتقها نقل التراث والتعريف به للأجيال الجديدة والمقيمين على أرض الدولة والسواح وزوار المهرجانات التراثية التي يعد مهرجان الظفرة من أهمها، خصوصاً في المنطقة الغربية.
مشاركون وزوار يشيدون بقوة المنافسة وحسن التنظيم
أشاد عدد كبير من المشاركين في مزاينة الابل ضمن مهرجان الظفرة المقام تحت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، و تستمر حتى 29 ديسمبر الجاري، في مدينة زايد بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بجهود اللجنة المنظمة لتوفير كافة امكانيات النجاح والمنافسة الشريفة بين الملاك وتقديم كافة انوع الدعم اللوجستي للمشاركين، وكذلك للزوار والجمهور الكبير من عشاق تلك الفعاليات التراثية التي يحرص على متابعتها والحضور اليها خصيصا من داخل الدولة وخارجها .
وقد أشاد عبيد ميرمان العامري، أحد المشاركين في المسابقة والفائز بالمركز الثاني في احد اشوط الدورة العاشرة ، بجهود اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، مؤكداً أن المنافسة هذا العام كانت قوية حيث استعد أغلب ملاك الابل للمسابقة جيداً بجلب أفضل الإبل المتميزة لتزويد قطعانهم بها وضمان حصد المراكز الأولى في المنافسة التي اشتدت بشكل كبير بين الملاك، وهو ما انعكس خلال المسابقة وأثناء قيام لجان التحكيم بفرز الإبل المشاركة.
وأكد العامري أن مهرجان الظفرة ما كان لينجح لولا الاهتمام المتزايد من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والدعم غير المحدود الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة راعي المهرجان، والمتابعة المستمرة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية.
واعتبر عبدالله سالم من قطر أن المنافسات هذا العام قوية بالفعل بين ملاك الابل ورغبة كل مالك في اعتلاء منصة التتويج حلم يرواد جميع الملاك وحق مشروع للجميع، موضحا ان المنافسة تزداد من عام لآخر خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من قبل اللجنة المنظمة لتطوير المهرجان سواء فيما يخص لجان التحكيم أو المشاركات أو غيرها من القرارات التي تسهم بشكل كبير في تطوير المهرجان وزيادة المنافسة فيه، وهو ما انعكس بشكل كبير على المستوى النوعي قبل الكمي حيث زادت الإبل المتميزة المشاركة في المهرجان بجانب زيادة أعداد المشاركين أيضاً.
وتقام الدورة العاشرة من مسابقة مزاينة الابل بمشاركة أكثر من 25 ألف ناقة تتنافس لحصد المراكز الأولى في أشواط المزاينة التي تتضمن هذا العام 84 شوطاً حددت اللجنة المنظمة منها 4 أشواط خاصة بمسابقة الحلاب، مع تخصيص 18 شوطاً لملاك الإبل من دولة الإمارات العربية المتحدة حصراً، فيما المشاركة مفتوحة في بقية الأشواط لملاك الإبل من دول مجلس التعاون الخليجي.
ورأى سالم العامري أن المهرجان نجح بشكل كبير ليكون أكبر ملتقى لمزاينة الإبل في الشرق الأوسط إن لم يكن على مستوى العالم، بفضل التنظيم الجيد والتطوير المستمر الذي يتوافق مع أفضل المعايير العالمية في المسابقات التراثية.