ليلة أمس الثلاثاء انطلقت الحلقة التاسعة – ما قبل الأخيرة - من برنامج "أمير الشعراء" الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، والتي تابعها المشاهدون على الهواء مباشرة عبر قناتي الإمارات وبينونة، وحضرها كل من الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وسلطان العميمي مدير "أكاديمية الشعر"، فيما اكتظ المسرح بالجمهور الذي جاء كل من فيه من مختلف الجاليات العربية وغير العربية مشجعين للشعر وللشعراء.
وقبل بدء المنافسة بين شعراء الأمسية؛ أعلنت لجين عمران – مقدِّمة البرنامج في هذا الموسم – أن الشاعرة هبة الفقي من مصر ستكون من بين الشعراء الذين سيتنافسون على اللقب، وذلك إثر حصولها على 71%، بعد جمع درجات تصويت الجمهور مع درجات اللجنة، ولتنضم بذلك إلى: سلطان سبهان الشمري من السعودية، وشيخة المطيري من الإمارات، وعبدالمنعم حسن محمد من مالي، ومبارك سيد أحمد من مصر، ومحمد الأمين جوب من السنغال.
وبذلك تصل شاعرتان فقط إلى نهائيات المسابقة من أصل 11 شاعرة وصلن إلى مرحلة العشرين في بداية الموسم، كما يصل ولأول مرة في تاريخ "أمير الشعراء" شاعرين من أصول ليست عربية، لكنهما نهلا من معين الثقافة العربية، وهما: المالي عبدالمنعم حسن، والسنغالي محمد الأمين جوب.
درجات التحكيم والجمهور
قبل بدء الشعراء بإلقاء قصائدهم تمّ شرح معايير التحكيم في الحلقتين التاسعة والعاشرة من برنامج "أمير الشعراء" بموسمه الثامن. فخلال هاتين الحلقتين ستمنح لجنة التحكيم المكونة من د. علي بن تميم، ود. صلاح فضل، ود. عبدالملك مرتاض؛ الشعراء الستة الدرجات التي يستحقونها من أصل 60 درجة، وذلك على ما يقدمونه على مدار الحلقتين من قصائد المجاراة. حيث تم تخصيص 30 درجة لحلقة ليلة أمس بعد مجاراة الشعراء (داليّة) الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، و30 درجة للحلقة القادمة.
وكانت اللجنة قد طلبت من الشعراء مجاراة القصيدة الدّالية وزناً وقافية وموضوعاً، على ألا تقلّ أبيات كل واحد منهم عن ثمانية، ولا تزيد عن عشرة. كما طلب أعضاء اللجنة من الشعراء مجاراة ثلاثة أبيات المتنبي، وزناً وقافية، حيث اختار كل عضو بيتاً للمتنبي.
والمفاجأة التي شهدها الجمهور - بعد إلقاء الشعراء قصائد وأبيات المجاراة المطلوبة منهم – تقدم الشاعر السنغالي محمد الأمين جوب على زملائه الشعراء؛ إثر حصوله على أعلى درجات اللجنة والبالغة 27 درجة، تلاه في الترتيب الشاعر المالي عبدالمنعم حسن محمد والشاعرة الإماراتية شيخة المطيري إثر حصول كل واحد منهما على 26 درجة، وحل ثالثاً الشاعر السعودي سلطان سبهان الشمري بعد حصوله على 24 درجة، كما حصل الشاعر المصري مبارك سيد أحمد على 23 درجة، تلته مواطنته هبة الفقي التي حازت على 20 درجة.
أما ما تبقّى من الدرجات والبالغة 40 درجة؛ فتمّ تخصيصها لمتابعي البرنامج، حيث يكون التصويت إلكترونياً عبر تطبيق "أمير الشعراء" أو عبر موقع البرنامج على الإنترنت.
ومع نهاية حلقة الأمس تم فتح باب التصويت للجمهور، على أن يستمر حتى نهاية الحلقة القادمة، أي الحلقة العاشرة والأخيرة من حلقات الموسم الثامن.
معارضةٌ للحلقة الأخيرة
طلب د. علي بن تميم من كل شاعر من الشعراء الستة كتابة قصيدة لا تقل عدد أبياتها عن ثمانية ولا تزيد عن اثني عشر بيتاً للحلقة القادمة والأخيرة من البرنامج، وذلك على وزن وقافية بيتا أبي الطيب:
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ
إِذا لم تُشَاهِدْ غَيْرَ حُسْنِ شِيَاتِها وأَعْضَائِها فالحُسْنُ عَنْكَ مُغَيَّبُ
وأوضح د. بن تميم أن اللجنة اختارت هذين البيتين للمتنبي بهدف الاحتفاء بديوان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي جاء بعنوان (قصائدي في حب الخيل).
الجميري ضيف الأمسية
ليلة أمس؛ وفي مستهلّ الحلقة غنى الفنان البحريني أحمد الجميري قصيدة (مضناك جفاه مرقده) للشاعر أحمد شوقي، والتي سبق أن لحنّها وغناها محمد عبدالوهاب. وقد تمكّن الجميري بصوته الشجي من الاستحواذ على إعجاب جمهور البرنامج، نظراً لأدائه المتميز عزفاً وغناء.
أما الشعراء فقد خطفوا الأسماع والألباب بما قدموه خلال الأمسية من شعر حاز على اهتمام لجنة التحكيم المكونة من د. علي بن تميم، ود. صلاح فضل، ود. عبدالملك مرتاض، وهم النقاد الذين حرصوا منذ انطلاق البرنامج على جعل النقد قريباً من الجمهور.
(مُوَشّى لغريب ما) مع سلطان سبهان الشمري
د. صلاح فضل قال في البداية: إن الشعر – وكما عبّر النقاد - رقص في القيود، وخاصة قيود الوزن والقافية. وإن المجاراة أو المعارضة إنما هي زيادة في هذه القيود، لأنها تلزم الشاعر بنوع خاص من الوزن، وبقافية محددة، وبتجربة شعرية خاصة أيضاً.
ووجد د. فضل أن سلطان سبهان ومن خلال القصيدة التي قدّمها؛ إنما هو راقص جيد. أما موضوع الشعر في المجاراة فهي رؤية الشاعر لفنه وشعره، وهو الذي يرى نفسه منذ البداية غريباً يرفو حقيبة الحزن لغريبة مثله، لكنه يجيد رفو الحقائب الجليدية. ثم يمّد الشاعر يده لتراثه الغني من (سقط الزند)، إلى أبي تمام في (ماء الملام)، إلى (ثهمد). وأضاف د. فضل: إن باب الشعر عند سلطان عريض وجميل، لكن الشاعر يجعل الفضة يقيناً والذهب شكوكاً. مشيراً إلى أن الشعر عنده إنما هو نهر مجازات لأنه استعارة كبرى عظيمة، وهو الذي تحدث عن الشعر في المطلق. غير أن الشاعر لم يتأمل شعره، لتظل الغربة الملمح الأساسي له في قطعته الشعرية التي قدمها.
من جهته أوضح د. علي بن تميم أن الشعراء يعارضون جزءاً من دالية الشيخ محمد بن راشد موضوعاً وقافية ووزناً، مشيراً إلى أنها من البحر الكامل. وقال إن اللجنة اختارت الجزء الذي ينظر فيه الشيخ محمد بن راشد إلى فنه، وكيف كانت علاقته بالشعر. مؤكداً أن القصيدة تستدعي كلمات من التراث لتضعها في سياقها الجديد، وتقرّبها من أرواح المتلقتين، ولهذا فإن لتلك القصيدة مهمة وظيفية.
وبيّن د. بن تميم أن الجزء الذي اختارته اللجنة من الدّالية الطويلة؛ يوضح علاقة الشيخ محمد بن راشد بشعريته وبالنص الذي كتبه، وكيف يفهمه في إطار اتصاله بالطبيعة وتجاوبها مع أحاسيسه وحواسه، وعبر ذاك النص يتساءل الشاعر إن كانت القصيدة تنتمي لقائلها أم لقارئها. ذلك أن القصيدة تمتزج بالجسد والأحاسيس، وتوحي لمن يقرأها بضرورة أن يكون متأنياً في قراءتها ومتأملاً ومدققاً. وهي التي تعلي من شأن التراث، ومع ذلك لا تستسلم له، إنما تعيد قراءته.
وأضاف د. بن تميم: من هنا فإن سلطان وبدءاً من عنوان قصيدته (مُوشّى لغريب ما) يقول إننا إزاء نص موشّى ومزيّن ومخاتل ومكوّن من عدة طبقات. فحرص سلطان على تزيين نصه، وأشار من خلال الفعل المركزي فيها إلى كلمة (انتظرها)، وهو يحيل إلى قصيدة محمود درويش الشهيرة (درس من كاماسوترا)، كما ذكر أسلافاً مهمين جداً اختارهم بعناية، من خلال (سقط الزند) ليحيل إلى أبي العلاء المعري، و(ماء الملام) ليحيل إلى أبي تمّام، ثم (ثهمد) ليشير إلى مطلع معلقة طرفة بن العبد.
وقد جاء نص سلطان موشى بقدرٍ لا يخفى من الحزن الشفيف والشغف والتساؤل والغربة، لتتولد القصيدة من الآباء الكبار، محاولاً أن يهتك بهم ويعيد قراءتهم، ثم يسعى إلى امتلاك صوته الخاص، وفي الأبيات الثلاثة الأخيرة وجد الناقد لوناً من التمرد الجميل على الأبوة الشعرية، وولادةً لصوتٍ من خلال المعاناة، وللشعرٍ كذلك لكن في سياق المحبة الحزينة والشعور بالغربة كما يوضح البيت الأخير، حيث أن الشعر لا يبحث عن الحقيقة، إنما يتولّد من خلال السؤال والشك الذي يهتك باليقين، فقال الشاعر سلطان: (لمْ يَحتطِبْ شَجَرَ الحقيقةِ شاعرٌ/الشِّعرُ من جمْرِ التّساؤلِ يُولَدُ).
ثم أشار د. عبدالملك مرتاض إلى أن سلطان ومن خلال القصيدة التي قدمها ليلة أمس؛ حاول أن يُغْرِّب في عنوانها، فجعل صفة الموشّى لموصوف غائب، وذلك تكثيفاً وإغرابا. وقد أشاد د. مرتاض بجمال مطلع النص. وأوضح كذلك أنه لم يفت الشاعر توظيف أداة الحوار كوسيلة لسرد الحدث وإن كان غامضاً فيها، فافتتحها بمفردة (قال)، ثم خنق السرد بعد أن أخرجه من (سناك) وهو ما جاء في البيت الأول (قالَ )انتظرها) من سَناكَ ستُوقَدُ/ستموتُ، لكنّ الضّياءَ سيخلُد)، وإن جعل الشاعر الضياء أثناء ذلك يخلد ويبقى.
وتوقف د. مرتاض عند البيت (لمْ يَحتطِبْ شَجَرَ الحقيقةِ شاعرٌ/الشِّعرُ من جمْرِ التّساؤلِ يُولَدُ)، وقال إن الشعر برأيه وبرأي النقد الحداثي لا يولد من جمر التساؤل ومن وحي التفكّر والتفلسف، إنما يولد من رحم الخيال. وبالتالي فإن الشاعر ليس شاعراً لأنه يفكّر بالشعر، بل لأنه يقول الشعر، كما قرر الفيلسوف الفرنسي جان كوهين، وهي المسألة النقدية التي سبقه إليها أبو عثمان الجاحظ.
ثم أشار د. مرتاض إلى ما يعجبه في نص سلطان، وهو جنوحه نحو تعامله مع المسكوت عنه، وذلك في البيتين السابع (يا كلَّ ما لمْ.. كيفَ لا أضعُ الخُطى/فوق الخُطى وأصوغُ ما يَتَفرَّدُ)، والأخير (لغريبةٍ يَرفو حقيبةَ حزنِها/وردٌ وديواني الأخيرُ، موعدُ)، وهو بيت يرقى بالشعرية في القصيدة إلى المستوى الشعري الرفيع.
(أجمل الشعر أبعده) مع شيخة المطيري
بدأ د. علي بن تميم من عنوان القصيدة (أجملُ الشِّعرِ أبعدهُ)، والذي يسعى إلى قراءة المقولة الشهيرة عند العرب (الشعر أعذبه أكذبه)، فالشعر حينما يكون مناقضاً للحقيقة يزهو ويرتفع، وهذا ما تحاول الشاعرة تأكيده في فهم شعريتها. وكأنها تقول إن أجمل القصائد تلك التي لم أكتبها بعد، وهي مقولة شهيرة لناظم حكمت.
وأضاف د. علي بأن القصيدة تدخل في علاقات شعرية مع تجارب شعرية حزينة تشير إلى خولة التي تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد، ومرارة لحظة الرحيل في بيت امرئ القيس (كأنّي غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا/ لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ)، فسعت القصيدة إلى بناء لحظة طلليّة مفعمة بالرحيل والغياب من خلال مفردات شعرية رائعة، ومفردات تحاول أن تناظر مفردات الشيخ محمد بن راشد في قصيدته، فكانت شديدة الحضور قبل الإسلام، وتمثلت في (الوشم، الخيام، الرمل الهودج، الريح).
وأوضح د. علي أن القصيدة عندما حاولت بناء أفق شعري أنثوي؛ جاء الأفق حافلاً بالغربة والتعب والفجيعة، حتى لكأن الشاعرة تريد أن تقول إن عبور الجدار الشعري العربي صعب لأنه متحيز للفحولة، فصارت القصيدة كالموؤودة التي تموت حتى قبل ولادتها. كما تشير قصيدة شيخة إلى البيت قبل الأخير من داليّة الشيخ محمد بن راشد حين قال: (قَدْ كَحَّلَتْ عَيْنُ الصَّباحِ أنَامِلي/وَدَليلُهُ أنْ في يَدي المِرْوَدُ)
فيما قال د. مرتاض: إن للشعرية صولات تصولها، وللبلاغة جولات تجولها، وللبيان تجليّات يتجلاها بينهما، وللقصيدة جمال وشمها به طرفة منذ القدم، فاتّسمت له أبياتها، ولا تزال طوراً تتعالى وطوراً تتهاوى، حتى لينقُف امرؤ القيس حنظلها، فتذرف دموعها. وأي سحر هذا الذي اتفق للشاعرة شيخة في قصيدتها، فتناثر على ألفاظها العجاب، وأي عطرٍ وقع لها في شعريّتها فضمخ نسوجها العِذاب. وها هي الشاعرة تمثل وتنشد من الشعر ما تنشد بلغة جمال ودفق خيال. موضحاً أن الصورة التي سحرته وبهرته في النص مثلت في قول الشاعرة: (يَحْبُو على فمي الكلامُ كأنّهُ/طفلٌ بِلثغَتِهِ الشّفيفةِ يُنْشِدُ)، وكذلك: (وشمٌ يلوحُ على العُيونِ وبُردَةٌ/ويبوحُ من كحلِ الكلامِ المِروَدُ). وأضاف إن هذا الشعر مضمخ ومنمق ومعطر معتق، حتى كأنه ليس من الكلام، إنما من السحر الدوام، أو كريم الرهام، أو رسيس الغرام.
ثم أكد د. صلاح فضل بأن المطلوب من الشعراء في المجاراة أو المعارضة كتابة نص يمثل مرآةً للشاعر، بحيث يرى فيه ذاته وشعره. وعليه فقد وجد مرآة الشاعرة شيخة صافية بديعة وكأنها مرآة الغريبة.
وفي هذا الباب تذكر د. فضل قول الشاعر حسان بن ثابت (وإنّ أشعرَ بيتٍ أنتَ قائلهُ/بَيْتٌ يُقالُ إذا أنشدتَهُ صَدَقا)، وكذلك (أعذب الشعر أكذبه). مشيراً إلى أن الشاعرة برعت عندما خرجت من دائرتي الصدق والكذب، وفضّلت التباعد الأنيق الجميل، فلبست عباءة قديمة جداً عندما وقفت كناقِفة الحنظل مثل أمرؤ القيس، وأبدعت جداً حين قالت البيت: (يَحْبُو على فمي الكلامُ كأنّهُ/طفلٌ بِلثغَتِهِ الشّفيفةِ يُنْشِدُ)، والبيت: (وشمٌ يلوحُ على العُيونِ وبُردَةٌ/ويبوحُ من كحلِ الكلامِ المِروَدُ). كما أن شيخة أمعنت في الخصوصية عند اعتبرت الشعر أنثى الغياب. وأشار د. فضل إلى أنه مثلما يبعد الشعر عند الشاعرة يبعد الخليل، ويشتد الشوق، ويحلو السهر. ولعل الإشفاق الرهيف والتوجّس والخوف من الفشل وتوهّم الوأد قبل الميلاد؛ هو خاصية شيخة الشعرية البديعة، ما جعلها تلد قصيدةً لم توأد أبداً.
(وَتَرٌ كَوْنِيٌّ) لـ عبدالمنعم حسن محمد
إلى الشطر الذي قال فيه الشاعر: (قَصدُوا نَووْا حَرَثُوا سَقوا غَرَسُوا جَنَوْا) أشار د. مرتاض، فأنشده بصوته إنشاداً. ثم دعا الجمهور إلى سماع اللغة الشعرية في ذاك الشطر، وهي التي تتغنى بنفسها، وتفتتن بضفائرها، وتتباهى بأصواتها، فتستحيل من مجرد أصوات - يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم برأي ابن جنّي - إلى ملحمةٍ من الأنغام العِذاب تطرب وتعجب.
كما أشاد د. مرتاض بالبيت (في الغيمِ مِحبرتانِ أغْمِسُ فيهما/بَرْقاً، فَتَنْتَفِضُ الحروفُ وتُرعَدُ)، ووصف الصورة الفنية التي وردت فيه بالسحر. وقال للشاعر: لو كنت أعرف رَئِيَّكَ – أي شيطانك - لكنت قد كتّفته وجئت به ليمثل في شاطئ الراحة فيبصره الحضور، ويروا كيف ينفث الشعر في مخيلة الشاعر فيجعله سحراً كُبَّارا. ولله ما ألهم وما أعطى وما
أنعم وما حبا، ولك الويلات يا حسن ما أشعرك، فقد سحرتني وأسرتني وبهرتني.
أما د. صلاح فضل فتابع شرح المجاراة، ليؤكد أن الشاعر عندما يرى وجهه في النص الأول، وعلى المتلقي أن يتبين وجه الشاعر من خلال أسلوبه، حيث لكل شاعر أسلوب. وفي القصيدة التي ألقاها عبدالمنعم تجلت ذاته بأوضح أشكالها، فبدأ بكلمة (في البدء)، وهي كلمة مقدسة، تعتبر أم البدايات، خاصة وأنها وردت في الإنجيل، وقبله وردت في كتاب الموتى أو الخروج الفرعوني.
وأكد د. فضل أن إحساس الشاعر بغيره من الشعراء كان قوياً وعظيماً، وهو ما يؤكد أن الشاعر غير أنانيّ ولا نرجسي. شارحاً أن الشاعر ركزّ على وظائف الشعر في بيت بديع تمثل في: (قَصدُوا نَووْا حَرَثُوا سَقوا غَرَسُوا جَنَوْا/وإلى سُيولِ رؤايَ ما امتدَّتْ يدُ). ثم عكف الشاعر على نفسه ليشرح سعيه وهو ينصت لتمتمات العشب في نار القصيدة، غير أنه اكتفى بوصف أسلوبه بما هو عادي ومألوف ليقول إنه حين ينشد يرى العين ويسمع سامع كما جاء في البيت (شجوُ الأغاني – غيرَ جَرْسي – أن ترى/عينٌ، ويسمعُ سامعٌ إذ أنشدُ). ومع ذلك فإن عبدالمنعم مواطن متميز في قبيلة الشعراء.
فيما أوضح د. علي بن تميم أن عبدالمنعم أراد أن يتحدث في نصه عن نشأة الشعر، وهو ما طرحه الشيخ محمد بن راشد في قصيدته. فمن أين يأتي الشعر ولمن ينسب؟ هل يـأتي من الشمس؟ هل ينسب إلى أنسي؟ وهل ينسب إلى ذكر أم إلى أنثى؟ وتلك هي الهوية التي حاول الشيخ محمد بن راشد البحث عنها حينما أراد تحديد الهوية الشعرية، فقطع الحبل السري الرابط بين المؤلف والقصيدة حتى يمنعنا من التقليد.
وأضاف أن عبدالمنعم وبشعرية جميلة يرى أن القصيدة تعود إلى زمن الأقاصي البعيدة الخالي من الشعر، وتساءل د. بن تميم كيف يمكننا أن نتصور أن هناك زمناً خالياً من الشعر؟ مستعيداً البيت الأول من قصيدة الشاعر (في البَدءِ.. لم تكنْ الغصونُ تُغرِّدُ/والفَجْرُ في أفقِ العَمَاءِ مُمدَّدُ). ووجد الناقد أن القصيدة في بيتها الثالث (قَصدُوا نَووْا حَرَثُوا سَقوا غَرَسُوا جَنَوْا/وإلى سُيولِ رؤايَ ما امتدَّتْ يدُ) تعبّر عن الفعل الإنساني الذي ظل بعيداً عن حقل الشعر، وهو ما قصده الشاعر، لينبجس الشعر فجأة نتيجة إلهامٍ وكشفٍ لعلاقة خفية مع مظاهر الطبيعة والحياة، وهذا مثل الجنون حسب وصف د. بن تميم. فالشعر لحظة كشفٍ للتجربة الفردية الخالصة التي اعتز بها الشيخ محمد بن راشد في قصيدته، كي لا نقع في سجن الأسلاف والماضي. ولهذا على الشاعر أن ينعتق ويعتز بذاته عندما يكتب الشعر.
وأوضح د. علي الإشارة الخفيّة والمضمرة للشعراء الآخرين في نص عبدالنعم، وذلك عبر البيت الأخير الذي يلمّح إلى بيت المتنبي (جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى/عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ). في حين وجد الناقد في البيت الأخير من نص عبدالمنعم (إلّا الّذي أخذَ السّنا وأراقَهُ/في شعرِه فبدا يغارُ العَسْجَدُ) تناصاً واضحاً مع البيت الأخير من دالية محمد بن راشد (فأخذتُ من شَمْسِ النَّهار إياتَها/وسبكتُه فبدا يغارُ العَسْجَدُ).
(نَجمان من طين) مع مبارك سيد أحمد
حول القصيدة التي قدمها مبارك قال د. صلاح فضل: إن الشاعر يتأمل ذاته وشعره بشيء من الرضا والقناعة وليس بكثير من الطموح. ويحسن منذ البداية، إذ يرى ثنائية المجاز والرؤية، حيث هما جناحا الشعر. لكن مبارك يستخدم مفارقات غير دقيقة في نصه، وخاصة عندما قال: (فَغزَلتُهَا شَفَةً لِدَمعةِ)، ذلك أن الدمعة ليست بحاجة إلى شفة. كما وجد الناقد أن تلك المفارقة جعلت الوردة تهوى الوداد، لكنها لا تتودد. ومع ذلك انطلق الشاعر ببلاغة رصينة ليقول: (وَسَكبتُ روحي أنهراً بسطورِها/تظما إلى القرّاءِ وَهْيَ المَورِدُ)، وكذلك (وَوَهبتُ أَجنحتِي لمهجةِ نَغْمَةٍ/تَهذِي بِخَفقِ الرِّيشِ حينَ تُغَرِّدُ).
وأضاف د. فضل بأن أهم ما لدى مبارك أنه يتوحد مع قصيدته بشكل جميل، ويعبر بما باح به من كلمات عن طبعيته الشعرية والوديعة، ليتعترف بأنه مخلوق مع شعره من طين، فلم يصبه جنون الشعراء، ولا تألههم، ولا غرورهم.
ورأى د. علي بن تميم أن مبارك كان مشغولاً في قصيدته بمصائر الشعراء. فهم يرحلون بأجسادهم فقط. والشعراء في نهاية المطاف هم مجازات تمطر ولا تزول، وهذا معنى أراد قوله الشاعر في قصيدته إلى جانب انشغاله بتشكّل القصيدة ومصائرها، وهي المصائر التي انشغل بها الشيخ محمد بن راشد في قصيدته. تلك المصائر التي يختلف حولها من يتلقاها، فيتخاصم هؤلاء حول المعنى، وكأنهم يريدون رفض المعنى مقابل التأكيد على الدلالة، والمعنى في الشعر برأي د. علي؛ يشبه رمي الكرة في الماء، مما يخلق دوائر لا يمكن تأويلها بمعنى أحادياً.
وأكد د. بن تميم كلك أن قصيدة مبارك مشغولة بتحولات القصيدة وطرق تشكّلها، فيتحدث عن الشعر بالشعر، حتى يكاد أن يشكل نصاً شارحاً للشعرية. وتبدأ القصيدة رويةً، ثم تعبر إلى المدى لتكون تعبيراً عن العاشق والوردة والأغنية، لكن بعض أبيات القصيدة كانت جيدة الصياغة، وبعضها تعثرت كما في البيت السادس، حيث جاء الفرق جلياً بين الصدر والعجز (وَسَكبتُ روحي أنهراً بسطورِها/تظما إلى القرّاءِ وَهْيَ المَورِدُ).
وفيما يتعلق بالبيت قبل الأخير؛ وجد الناقد أن الشاعر بجل السكوت، في حين أنه من المفترض أن يعلي المسكوت عنه (متفرِّدٌ حَرْفِي بِجَمْرِ سُكُوتِهِ/وسُكوتُهُ لُغَةٌ بها أتَفرَّدُ). وختم الناقد بالقول: إن القصيدة تحاول البحث في مصائر الشعراء واستقبال القصيدة.
ومن وجهة نظر د. مرتاض فإن مبارك يقيم الإشكالية الفكرية في نصه على ثنائية الذات والآخر، وهذا جميل، ومع أن تلك الحوارية غائبة إلا أنها تُفهم وتُستخلص من خلال (عبَرتُ، فَغزَلتُهَا، وَسَقيتُهَا، وأذقتُهَا، وَسَكبتُ، وَوَهبتُ). وفي المقابل هناك آخر يخاطبه الشاعر وهذا جميل أيضاً. والقصيدة – برأي د. نرتاض - تحمل فكراً، وهي ليست شعراً فقط. وتساءل كيف يستطيع الشعراء أن يهموا همياناً ولا يتبددون كما قال الشاعر في البيت الأول (نَهمِي مَجازاتٍ ولا نَتَبَدَّدُ/ومصيرُنَا بِيدِ الرُّؤى يَتَحَدَّدُ)، فهذا مستحيل ولا يمكن أن يكون إلا في الشعر.
ثم أشار د. مرتاض إلى البيت الخامس الذي أعجبه، بما فيه من انتهاك جميل للغة الشعرية (وأذقتُهَا شهدَ الغرامِ فأُسكِرَتْ/وغدتْ إذا رَعَدَ النَّوى تَتَشَهّدُ). في حين وجد في البيت الثامن أن الشاعر شاكل وباين بين الهطلان والغيم حسب لغة رائد مدرسة باريس السيميائية ألجيرداس جوليان غريماس (يكفي لِنَهطلَ يا قصيدي كلُّ مَنْ/سُقْنا إليهمْ غيمَنَا فتوقَّدوا)، في حين أن التوقد تباين معهما، مما جعل تلك الصورة الشعرية البديعة قائمة على التناقض والتنوع اللذين هما ليسا هنا إلا زينة في هذا النص البديع.
(مُكابَداتٌ في مقام القصيدة) لـ محمد الأمين جوب
تحدث د. علي بن تميم عن شعرية جوب التي تشبه الوعل الأفريقي. ثم بدأ من عنوان النص (مكابدات في مقام القصيدة) الذي أشعره بأنه أمام منظور صوفي ينطلق من منظور المقام، وهو مرتبة من المراتب التي يصل إليها المريد في مدارج السالكين، وبهذا المعنى فإن القصيدة ترسم الأحوال التي يعيشها الشاعر، ولتجمع بينها وبين المقامات.
أما بالنسبة للمكابدات فهي برأي د. علي تحمّل المشاق، والشاعر (عشرون عاماً) وهو يبحث عن ذاته، وقد وجد تلك العربدة جميلة منذ أن جمع الفراهيدي بحور الشعر إلى أن أطْلَقَنا لنعربد في البحر المليء بالسُّكْر. ولهذا فإن القصيدة تتولّد في فضاء اللغة المملوء بالمجاز وتحاول الكشف والوصول، مع أنه لا يوجد وصول أبداً بالرغم من المحاولات المتكررة. وأضاف د. علي بأن النص الشعري يولد في خضم تلك المعاناة كما ورد في البيت الخامس (وهُنَاكَ تحْسِبُنِي الّلغاتُ مَسِيحُها/وَتظَلُّ تصْلبُنِي رُؤى وتُجَدِّدُ). وعليه فإن الشعر على هذا النحو هو محاولة لاكتشاف الذات لكن دون جدوى، وهو مباغتة، وهوية مهشمة لا نستطيع بلوغها.
ووجد د. بن تميم أن البيت الأخير من نص جوب: (أَ"مُحَمَّدٌ" هَذَا تَطَفُّلُ عَاشِقٍ/عُذر اً:/لأنكَ مَن "يَحِلُّ وَيَعْقِدُ) يتناص مع بيت الشيخ محمد بن راشد في داليّته حين يقول: (شذراتُ شعرٍ لا يلِّمُ بِوَحْيِها/إلّا أخو بَدعٍ يحلُّ ويعقِدُ).
من جهته قال د. مرتاض إن محمد الأمين جوب تربع على عرش الشعرية الرفيعة في تلك المسابقة الكبيرة، فأخذ بيد الشعرية التقليدية التي كثيراً ما تجنح لاستنساخ ما قاله الشعراء قديماً، وبصورٍ قلّ أن نعهدها فيها مثل: (لَيْلٌ مَجَازِيُّ المَلاَمِحِ/يَرْتَدِي عَطَشاً/لأنّ الأَبْجَدِيَّةَ تُرْعِدُ). وتمنى د. مرتاض على الشعرية العربية أن تتجدد وتعدد مصادر تشكيلها، وأن تخرج من التقليد الذي يلازم بعض التشبيهات. ثم ختم بأن جوب أبدع في نصه، وأمتع، وجوّد، وسحر، وبهر.
فيما شبّه د. صلاح فضل قصيدة جوب بأنها رقصة أفريقية عنيفة وملونة وجميلة، وأن جوب يرقص في شبر واحد، ويصعد على كتف النهار، ويرقص على السلالم، ويسكب عليه الفراهيدي خمر الإيقاع وعطره، فيسكرنا الشاعر برحيقه. ويضيق الزمان على الشاعر لكن لا يضيق عليه القول، ويبدع في مساحة صغيرة، ويحيي اللغات وشعريّتها مثلما كان المسيح يحيي الموتى. كما يجيد الشاعر تحريك أوضاع الكلام، مثلما تجيد الراقصة سياسة جسدها, وانتقل الناقد إلى الشاعر حين تضرع إلى الله ليخفّ قدمه كي يكتب أنغامه، ويبرز أن طموحه لا حد له، فيمضي إلى تحقيق ذاته وأبو الطيب المتنبي إمامه الذي قال (وإذا كانت النُّفوسُ كِباراً/تَعِبَت في مُرادِها الأجسامُ). لينتهي الشاعر بتعرية نفسه وهو يخاطبها في الأبيات الأخيرة.
(إلى عينيك) لـ هبة الفقي
وصف د. عبدالملك مرتاض هبة بأنها شاعرة كبيرة، وقصيدتها مفعمة بالقُبل التي لا تزال تتجدد ويتجدد معها الحب الإنساني العظيم لقيمة عظيمة تخاطبها، فهل هي الشعر أم الشاعر أم الإنسان المندس في الشعر أو الشاعر؟ وقال إن الشاعرة بهذا الخطاب كانت موفقة كثيراً.
كما أشار الناقد إلى البيت: (زَيَّنْتَ بِالأحْلامِ/جِيد طُفولَتي/وَوَهَبْتَ عُمْري/بَسْمة لا تَنْفَدُ)، وكذلك إلى البيت: (يا شِعرُ/مَنْ ألقى الوجودَ براحتيكَ/وأطْلَقَ الأنهارَ خلفَك/تُنشِدُ؟) الذي جمعت فيه الشاعرة بين الإلقاء وإطلاق الأنهار، فتزاحمت الأحياز فيه، وشكّلت منه الشاعر ملحمة زادها الصوت المنشد جمالاً ونضارة وأناقة، لتقدم هبة قصيدة انتقت لغتها، وزيّنت نسوجها، ونغّمت إيقاعها، فلامست فيها الشعرية العليا.
وهبة الشعر كما وصفها د. صلاح فضل؛ لجأت في نصها إلى المراوغة. فعندما توجه خطابها للمذكر منذ العنوان (إلى عينيك) يتوهم القارئ أنها تخاطب رجلاً، فيعجب من جرأة الشاعرة في إهدائه القبلات، وعشقها له منذ الطفولة، إلى أن يفاجأ القارئ بعد عدة أبيات بأن الشاعرة تخاطب الشعر. فبدت تلك المخاتلة جميلة.
وفي القصيدة تحكي الشاعرة بسلاسة قصة عشقها للشعر، لترى فيه ما يرى المؤمنون في الجنة، وتلمس فيه ما لم تلمسه يد. أما بنية القصيدة فهي شديدة الإحكام والتماسك، منذ طفولة الشاعرة الشعرية والارتماء في حضن عيون الشعر، إلى الميلاد المتجدد في كل نص مبدع، حتى الانصهار بهذا النص. وما غزل الشاعرة بشعرها وكأنها رجلها،
والتوحد به والانصهار معه؛ إلا رؤية مكثفة وشعراً متيناً.
من جانبه وجد د. علي أن العنوان نمطياً. وأضفى: ثمة بيتان شهيران وشديدا الحضور للمتنبي يقول فيهما (لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي/وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي)، (وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه/ وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ)، ويبدو أن الشاعرة لديها علاقة بمثل هذا، لكن العينان هنا هما القصيدة ذاتها.
وأضاف الناقد أن القصيدة تسعى إلى بناء حكاية حب مع الشعر من خلال المجاراة، لكن تلك الحكاية جاءت نمطية رغم جمال صياغتها وانسياب لغتها، إذ يكاد العاشق ينصهر في محبوبته، وهو الذي يبدو مصدراً من مصادر الشعرية. وحول لغة النص وموضوعها؛ فلم يجد د. علي أن لهما علاقة بالمجاراة، لكن الشاعرة في العمق أرادت خلق علاقة بين المرسل والمستقبل، والرسالة تجلت في الشعر والقصيدة.
الارتجال مع المتنبي
في حلقة أمس خضع الشعراء الستة لامتحان آخر مع الارتجال أو المعارضة، لكن من خلال ارتجال ثلاثة أبيات من أبيات أبي الطيب المتنبي وزناً وقافية. فاختار كل عضو من أعضاء اللجنة بيتاً، وطلب من الشعراء معارضته خلال دقيقة واحدة فقط. والأبيات التي اختيرت من شعر المتنبي جاءت تحية لروح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان أحب المتنبي واستلهم منه الحكمة، وتذكّر أبياته المرتبطة بالخيل.
وقال أعضاء لجنة التحكيم إن الارتجال الفوري يشير إلى سرعة البديعة، وخصوبة القريحة، وجمال العبارة، وجميع الشعراء أبدعوا وأجادوا عموماً، وهم يمثلون الشعرية العربية في أرقى مظاهره.
في الحلقة الأخيرة - 2 أبريل
حلقة واحدة بقيت من الموسم الثامن من "أمير الشعراء"، خلالها سيعيش الشعراء التحدي الأخير فيما بينهم، ليتم الإعلان في النهاية عن "أمير الشعراء"، فيحمل الفائز لقباً كبيراً وبردة الشعر وخاتمه، وذلك بعد قضاء أشهرٍ طويلة مع الشعر والقلق، في إطار مسابقة تحتاج فعلاً إلى نفس طويل، وتفكير مستمر بما ستؤول إليه الأمور، ومنافسة مهمة بين الشعراء من أجل قول أجمل الكلام وأوقعه.
فالطريق إلى الشعر – وبعيداً عن المسابقة – شاقة وشائكة، تأخذ من الشاعر – كما تمنحه - أجمل السنين وأحلاها، وهو الذي يستند على تجربته الحياتية، وعلى ما ينهل من كل مشارب الثقافة.
Comments