كان جمهور الشعر النبطي ومحبوه ومتابعو برنامج المنكوس، يوم الأربعاء 20 مارس، على موعد مع اللقاء المتجدد عبر شاشتي قناتي الإمارات وبينونة، لمتابعة أحداث الحلقة السابعة من "كواليس المنكوس" المصاحبة لبرنامج المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، والذي تنظّمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
مشاعر ألفة ومودة زرعها البرنامج في قلوب المتسابقين
استهل مقدّم البرنامج الحلقة باستعراض أهم مجريات الحلقة نصف النهائية من برنامج المنكوس، وما خبأته كواليس مسرح شاطئ الراحة من بروفات ولحظات ومشاعر قلق وانتظار وجهوزية عالية قبيل انطلاق حلقة نصف النهائي، التي أسفرت عن تأهل المتسابقين علي آل شقير، فيصل المري، سعد اليامي، ناصر الطويل وهادي بن جابر المري من السعودية وحمدان محمد المنصوري من الإمارات، حيث رصدت الكاميرا لحظات استعدادهم للوقوف أمام أعضاء لجنة تحكيم البرنامج والجمهور في المسرح وخلف الشاشات، وتضمن التقرير إطلالة للمتسابق ناصر الطويل قائلاً إنّ وصول المتسابقين "إلى هذه المرحلة هو بحد ذاته فوز عن إخواني المشاركين، فالمرحلة نصف النهائية مثلها مثل النهائية، وفرسان المنكوس كلهم أقوياء وهم صفوة الصفوة"، متمنياً لمن يحالفه الحظ بالتأهل الوصول إلى النهائي والحصول على لقب المنكوس".
بينما أطل المتسابق صالح الزهيري مشيداً بأداء حمدان المنصوري وصوته المبدع، ممازحاً إياه بقوله "ولكنه لا يشكل خطراً على الشخص الواثق بنفسه"، ليبادله حمدان المزاح بموافقته ما قاله، مشيراً إلى أن في قلبه كلاماً آخر لم يقله.
في الكواليس محمد عبده وفيروز حاضران، والقلق والترقب
وكان كبار المطربين العرب حاضرين طيفاً ومفرداتٍ في كواليس مسرح شاطئ الراحة مع فرسان المنكوس حيث تغنى فيصل المري بأغنية دعاني الشوق لفنان العرب محمد عبده، مرددا: "والي من العين همالي"، بينما غنّى هادي بن جابر المري بمفردات نسم علينا الهوا من أغاني السيدة فيروز، مرددا: "نسّم علينا الهوا من مفرق الوادي/ يا هوا دخل الهوا، خدني على بلادي".
أطل بعد ذلك فيصل المري الذي عبر عن فرحته بوصوله إلى مرحلة نصف النهائي التي يتمنى كل متسابق في البرنامج أن يصل إليها، أما حمدان المنصوري فاعتبر أن كل مشارك في برنامج المنكوس هو مبدع، معددا أسماء زملائه جميعاً، وفي لفتة تواضع جميلة، أشار إلى أنه أقلهم أداءً وأفضليةً بينهم برأيه، وأكّ> صالح الزهيري جهوزيته لاستكمال رحلة التأهل ضمن الحلقة نصف النهائية والتي لم يحالفه الحظ في التأهل فيها، ومن جهته عبّر هادي بن جابر المري عن استعداده رغم اشتداد المنافسة وضيق الدائرة أكثر على المشاركين وصولاً إلى مرحلة النهائي والوصول إلى اللقب.
متابعو الفرسان عبر التواصل الاجتماعي: وسائل تحفيز ورسائل محبة
في رسائلهم وتعليقاتهم على مشاركات المتسابقين من فرسان المنكوس، يبدي الجمهور من محبي المنكوس عبر وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من مشاعر الدعم والتحفيز لمتسابقيهم المفضلين، ويحاولون من خلال هذا التفاعل توجيه النصح والتوجيه في سبيل دعم الظهور الأفضل والأداء الأمثل للمتسابق، حيث وصلت إلى فيصل المري رسائل تشيد بخامة صوته، وحُسن اختيار نصوصه، إلا أنها تطالبه بحُسن استخدام صوته، فيرد بأن للمسرح هيبته ومقامه ورهبة الجمهور، الأمر الذي يقلص من إمكانات صوته، ورسائل أخرى تطالبه بهدوء النفس قبل الأبيات وإغماض العين ليعيش الإحساس ويتفاعل مع مفرداتها، أما هادي بن جابر فيطالبه متابعوه بالحماس فيرد بأن القصيدة هي التي تصنع اللحن وتبعث الحماس، منشداً: "والله إني عارف ويش قسمي بهالقسوم... والمراكز الأولى ما تجي بالغشمرة"، بينما متابعو علي آل شقير فيشيدون بصوته المميز وكفاءته واستحقاقه المركز الأول، ويقرأ حمدان إشادة المتابعين بصوته وتمكنه فيبادل التحية بأحسن منها شاكراً الجمهور على المتابعة والوفاء لتجارب المتسابقين والتزامهم بدعمهم في المسرح وخلف الشاشات وعبر وسائل التواصل، كما يعبر عن إعجابه بهادي بن جابر الذي يعتبر نفسه من تلاميذه، فهو لا يختلف حوله اثنان وهو من عمالقة المنشدين في الساحة الشعرية، ويشيد المتابعون بناصر الطويل وتجربته وانتماءه الأصيل للقبيلة، وقدرته على التنافس فيرد بأن كل المتنافسين يستحقون الفوز وكلهم مقتدرون، ويعلن عبد الله المنصوري عن استخدامه سناب شات وانستغرام داعياً الجمهور لمتابعته.
مبادرة فنية داعمة للهلال الأحمر ومحفزة لتفاعل الجمهور مع البرنامج
وقد تميزت الحلقة السابعة من الكواليس بفكرة فرسان المنكوس في إطلاق مبادرة تعكس سعيهم للإسهام في عمل الخير كرسالة تؤديها الفنون، وتترجم إحساسهم بالمسؤولية المجتمعية وتقديرهم لوفاء جمهورهم ومحبيهم، مستلهمين من تواجدهم في مجلس كواليس المنكوس التي تزينها أبيات شعرية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي خطوة تعكس روحية الوفاء للقائد والوالد وإرثه في عمل الخير والإنسانية، كما الوفاء للجمهور الذي تابع حضور المتسابقين في رحلتهم عبر مراحل البرامج، حيث يتفقون على إطلاق مبادرة تسجيل فيديو لقصيدة بأصواتهم وإطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحفيزاً لتفاعل الجمهور من جهة، وعبر هذا التفاعل يكون دعم العمل الإنساني من خلال تبرع إدارة برنامج المنكوس مقابل كل تفاعل ومشاركة وإعادة نشر على وسائل التواصل، لصالح هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
يا حظ من بالخير له موقف ملموس
ومع اتفاق المتسابقين على إطلاق المبادرة، يجتمع فرسان المنكوس، يتدربون على إنشاد الأبيات من ألحان المنكوس، ليكون نتيجة شغفهم بالمنكوس ومبادلتهم جمهورهم الوفاء، فيديو أكثر من رائع، يأتي كإهداء من برنامج المنكوس والقائمين عليه إلى جمهور الشعر الشعبي، ومحبي المنكوس، وكبادرة إنسانية جادة وهادفة، يصوّر في خلفيته مشاهد عاصمة الثقافة والفنون أبوظبي، ويسهم في تعزيز التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أعمال الخير والرسائل الإنسانية، يشارك في تسجيله كل من المتسابقين: سعد اليامي، هادي بن جابر المري، فيصل المري، علي آل شقيّر، ناصر الطويل وحمدان المنصوري.
وتجري منافسات المتسابقين للحصول على لقب "المنكوس" ضمن 8 حلقات تقدم أمام جمهور مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي وتبث على الهواء مباشرة عبر قناتي " الإمارات وبينونة "، وتتضمن منافسات المشاركين الذين تأهلوا من الحلقات التسجيلية التي تم عرضها سابقاً، وتسير مجريات كل حلقة وفق آلية معينة سيتم الإعلان عنها في الحلقة المباشرة الأولى من البرنامج. ويتبع كل حلقة مباشرة، عرض حلقة تسجيلية بعنوان "كواليس المنكوس"، بواقع 8 حلقات تسجيلية، حيث تتضمن كل منها نشاطات المشاركين في البرنامج، وزياراتهم خلال الأسبوع، بعيدًا عن أجواء المنافسة.
يذكر أن برنامج "المنكوس" قد استقبل أكثر من 300 مشاركاً من عدد من الدول العربية لأداء لحن المنكوس، أحد ألحان وبحور الشعر النبطي، و قد قامت لجنة التحكيم باختيار دقيق وفق معايير وشروط محددة، وقد تم إجراء مقابلات مع لجنة التحكيم استمرت على مدار يومي الجمعة والسبت 14 و15 ديسمبر 2018 في مسرح شاطئ الراحة، حيث تم بث هذه المقابلات ضمن حلقتين تسجيليتين يومي 20 و27 يناير الماضي.
ويعتبر "المنكوس" أحد بحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها، وذلك من خلال تفعيلته المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. ويوجد لـ المنكوس عدد من الألحان المتعارف عليها في منطقة الخليج العربي، ولقد قامت لجنة التحكيم باختيار عدد منها لتكون ضمن معايير التقييم في الحلقات المباشرة، بالإضافة إلى عدد من المعايير المهمة والتي تعتمد على جمالية الصوت وقوته وطريقــــة الأداء عبر إتقان اللحن، وطول النفس.
وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت. كما أن هناك من يرجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى حركة طائر الورقاء "أم سالم"، الذي يستدل البدو من حركته هذه على قدوم فصل الصيف، إذ أنّ صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجي أن ينخفض كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يطلق على المنكوس اسم طارق أو لحن المنكوس، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء.
Hozzászólások