الحرمان! تعريفه في الآخرة، أن يحرم العبد رضا وعفو ومغفرة وجنة رب العالمين! أما تعريفه في الدنيا، أن يحرم العبد من نعيم الدنيا وزينتها، فلا يملك منه شيئا! وله تعريف دنيوي آخر هو أشد وأقسى، وهو أن يملك العبد كل متع الدنيا وزينتها، ولكن نفسه تمنعه من الاستمتاع بها!
تماما كما فعل هذا البخيل، بخلا شديدا، لدرجة الشح! فاستقطع من ماله مبلغا يتيح له أن يملك سيارة تعينه علي سهولة التنقل! ولكن طبعه غلب عليه، وهو الشحيح، مغلول اليد التي كادت تلتصق بعنقه! فاشترى السيارة، واختار لها مكانا مميزا تبيت فيه، ويستطيع أن يراها من شرفة شقته، وأخذ منه الحرمان مبلغه، فكان يقوم صباح كل يوم بتنظيفها، وتلميعها جيدا! ثم يتخذ مكانا معينا يقف أمامها مشدوها، فاغرا فاه، ينظر إليها معجبا فخورا، ومعني ذلك أنه اشترى السيارة ليتفرج عليها وتقر بها عيناه، ولا يستخدمها أبدا!!! فهو محروم، من الاستمتاع بما يملك، من متع الدنيا، وهو نوع قاس من الحرمان!
وهذا يملك شقة فاخرة يتركها ويعيش في شقة صغيرة خوفا من (بهدلة العفش الجديد)! وآخر يملك ملابس لا حصر لها يكتظ بها دولاب ملابسه ولكنه يلبس نوعا واحدا لا يغيره! وذاك يملك مالا كثيرا يكنزه ولا ينفقه ويبحث عن عزومة هنا وأخرى هناك ليوفر ماله!
وفي دنيا الناس أمثلة كثيرة لهذا النوع العجيب والغريب من الحرمان مع الامتلاك! عافانا الله من الحرمان الدنيوي بكل أشكاله وصوره، وعافانا ربنا من الحرمان الأكبر، وهو أن يحرم العبد رضا وعفو ومغفرة رب العالمين، ونسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار.
Comments