عفوا صاحبة الجلالة، لقد تجاوز بعض أبناؤك كل مبادئك، نسوا تاريخك وقوانينك، وعلى قواعدهم الخاصة يسيرون، وماذا بعد ذلك؟! لا أحد يعلم، أو هل سيطلبون العفو؟! سؤال آخر ننتظر له إجابة، فلم يعد أحد يعلم إلى متى سنستمر على هذا الوضع، معظم من يعمل في ساحتك تلاقت أهدافهم في مصير واحد، وهو الربح والكسب المادي، ولا شيء غير ذلك.
من العسير قول ذلك، لكن هذه الحقيقة يدركها الجميع، لم ولن يتقبلها الأفياء من أبناءك، لكن الغالبية منهم تقبلتها بصدر رحب، سيعترض البعض ما أقول، لكن أنظر إلى كل ما هو حولك من صحف إلكترونية حديثة الإنشاء، ستجد أن هدفها الأول والأخير هو الربح، لا تحقق من صدق الأخبار، ولا عرض مطالب الشعب لكل مسؤول مختص، لن تجد سوى "قنوات اليوتيوب" الخاصة بكل جريدة، تتصفح ماذا يعرض عليها، لن تجد سوى الكثير من "تقارير الشارع"، والتي لا تقدم سوى "الهلس".
عرضت من قبل مقال بعنوان "صحافة بلا قيود"، نقدت فيه أساس تقارير الشارع، لكن اليوم وبعد أن أصبحت تلك التقارير محتمة علينا، أود أن أوجه كلمة أخرى، وهي لماذا لا تقدموا محتوى هادف في تلك التقارير، أو لماذا لا تتحول لتقارير إخبارية تخدم الشعب، ماذا سيستفيد الناس من تقارير تتحدث عن عيد الحب "الفلانتين"، وما شبه ذلك من فيديوهات، إن من ضمن أدوار أية صحيفة، البحث عن مساعدة الناس، وعرض مشاكلهم للجهات المختصة لحلها، أين كل ذلك؟
في الثالث من مايو من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، لكن الآن لابد أن نحتفل بصحافة أخرى جديدة، وضعناها لأنفسنا وهي صحافة الربح والكسب المادي.
على هامش تقارير الشارع، هناك موضوع آخر يجب التطرق إليه، يبدو بعيدا عن موضوع السلطة الرابعة، لكن وسائل التواصل وعلى رأسهم "الفيسبوك واليوتيوب"، ساعدت على إنتشاره بشكل غير طبيعي، وهو لماذا يظهر البعض على "السوشيال ميديا"، ليعرضوا لنا حياتهم ويومياتهم، لماذا تعرضون خصوصياتكم للجميع؟! موضوع آخر يجب مناقشته وفهمه.
هناك ظاهرة أخرى غريبة لاحظتها منذ فترة، وهي أن مهمة بعض الصحفيين إقتصرت على تصوير الناس دون علمهم، بهدف الشهرة من وراء عرض حياتهم -الناس- إذا كنت تنتقد ما يفعلون، فلماذا لا تستفسر منهم قبل أن تصور حياتهم وتنشرها للعامة عما دفعهم نحو ذلك، لماذا لا تساعدهم؟! أنت لا تعلم أسبابهم ودوافعهم لكن كل ما تريده هو أن تصل للمجد عن طريق فضح الناس.
هناك كلمة أخيرة واحدة، يجب أن نؤمن بها أشد الإيمان، فهي تلخص كل شيء.... "أيها القراء المخدوعون.. إن هدف الصحيفة الأول..أية صحيفة.. ليست الوطنية.. ولا الثقافة ولا خدمة الشعب ولاحرية الرأي ولا رفع منار الفضيلة.. ولا.. ولا.. ولا شئ من كل هذه الخزعبلات.. إن هدف الصحيفة الأول هو بيع الصحيفة.. هو المكسب.. هو أكل العيش" وقد قالها أستاذنا يوسف السباعي يوما ما.
Comments