ثقافة لم يعتدها الغالب الأعم من الناس، ولم يعملوا بها أبدا، فلم يتعودوا إن أخطأوا، أو انفعلوا، أو جهلوا على أحد من الناس، أن يرجعوا، ويفكروا، ويتحاوروا مع أنفسهم حوار صدق، وبعدها يقولوا لمن أخطأوا في حقه أو انفعلوا عليه، أو جهلوا.
أنا آسف!! الغالب الأعم من الناس لا يستطيع أن يتفوه بهاتين الكلمتين، القليلتين في العدد الكبيرتين في المعني والأثر، إذا جهلوا على أحد، لأنهم لم يحسوا بتأنيب الضمير، ولا وخزة الذي هو أشق من وخز الإبر، ولأنهم قد وقعوا تحت تأثير شيطانهم الذي ضحك عليهم وعلمهم أنهم الأعلون، وأنهم أصحاب العقل الراجح، أصحاب الاختيارات الصحيحة، أصحاب الرأي الثاقب، فلا تحاور، ولا تفاهم، ولا جدال بالتي هي أحسن، إنما هو خصام، وانصراف، وغلو، ونوع مقيت من الكبر، الذي يؤدي إلي الخصام، والشقاق، وسوء الأخلاق! وكما تفشى هذا التصرف الغبي بين الناس في الحياة العامة، فقد انعكس أثره أيضا على مواقع التواصل الإجتماعي، الذي أصبح بوجود هؤلاء المتكبرون مواقع الإنفصال الإجتماعي!
الاعتذار ثقافة لم يتعلمها المجتمع في غالبه الأعم، واستسلم للشيطان الذي نفخ فيه نفخات كبر وغباء فتعصب لرأيه فقاطع وغادر وضيع أرحاما وصلات وثيقه مع الناس. أنا آسف.. كلمتان قليلتان، ولكنه لا يقولهما إلا الأقوياء، الأقوياء دينا وخلقا والتزاما وعملا وفهما ونضجا وثقة بالنفس وعلما وعزا وحكمة!. فالاعتذار يرفع من شأن صاحبه ويرقي به، ويحصل به على رضا ربه. ثقافة الإعتذار.. لها آثار إيجابية جدا في التراحم وتآلف القلوب، تعلموها، واعملوا بها، وعلموها لأبنائكم ومن تتولون أمرهم.
Commentaires