top of page

زيارات توجيهية من أعضاء لجنة التحكيم في الحلقة السادسة من كواليس المنكوس


كان جمهور الشعر النبطي ومحبوه ومتابعو برنامج المنكوس، الأربعاء 13 مارس، على موعد مع اللقاء المتجدد عبر شاشتي قناتي الإمارات وبينونة، لمتابعة أحداث الحلقة السادسة من "كواليس المنكوس" المصاحبة لبرنامج المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، والذي تنظّمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.

المنافسة بين المتسابقين في عز ذروتها

واستُهلت الحلقة بإطلالة مقدّم "كواليس المنكوس"، عيسى الكعبي، متحدثاً عن أهمية دخول المتسابقين المتبقين في المرحلة الثالثة المصيرية التي تحدد بقاءهم أو خروجهم من المنافسة على اللقب، حيث أشار إلى أنّ المنافسات باتت أشد مع بداية المرحلة الثالثة من التصفيات، والمنافسة بين المشتركين أصبحت في عز ذروتها، مشيراً إلى أن الحلقة تشهد استقبال ثلاثة ضيوف بدل الضيف الواحد، يلتقيهم المتسابقون في مجلس كواليس المنكوس في ظلال الإلهام من أشعار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

تلاه دعوة المشاهدين إلى متابعة تقرير عن مجريات الحلقة السادسة المباشرة، وهي الوحيدة من مرحلة ربع النهائي من برنامج المنكوس، والتحضيرات والبروفات التي جرت خلف كواليس الحلقة الممتعة والمتميزة من المرحلة الثالثة المصيرية في البرنامج، والتي شارك فيها فرسان المنكوس ناصر الطويل، صالح الزهيري، هادي بن جابر المري، فيصل محمد المري، سعد اليامي وعلي محمد آل شقير من السعودية، وعبد الله بن عمر المنصوري وحمدان محمد المنصوري من الإمارات، مع إطلالة أولى للمتسابقين حمدان المنصوري وهادي بن جابر المري تحدثا فيها عن الجديد في التنافس المتمثل في المجاراة وحواريات الإنشاد لبيتين من المنكوس والتي تمثل عنصراً حاسماً في إبداع وتأهل أحد المتحاورين من فرسان المنكوس أو كليهما، تلاها إطلالة عبد الله المنصوري الذي عبر عن أمله في فوز الجميع ودعائه بالتوفيق للجميع، معبراً عن صدق المودة بين الأشقاء في السعودية والإمارات، بينما عبر كل من علي آل شقير وصالح الزهيري عن أملهما في التأهل بتقدير من الله واتكال عليه واستعداد للتنافس في سبيل اللقب.

الدكتور حمود الجلوي يبحث عن المختلف ويدعو للتجديد في المنكوس

تميزت الحلقة السادسة من كواليس المنكوس بزيارة ثلاثة ضيوف بدلاً من ضيف واحد، ولقاء المتسابقين بكل ضيف على ثلاث مجموعات، حيث حلّ عضو لجنة تحكيم برنامج المنكوس الأكاديمي الدكتور حمود جلوي من دولة الكويت، ضيفاً أول وكان في استقباله كل من هادي بن جابر المري وعبد الله بن عمر المنصوري وحمدان محمد المنصوري، ودار حوار بينهم في المنكوس وألحانه، وفي خطوة تدريبية توجيهية بعيدة الأثر والدلالة في مسيرة فرسان المنكوس بلقاء أعضاء لجنة التحكيم خارج مسرح شاطئ الراحة في أجواء التقييم ورهبة الاختبار، يتوجه الدكتور حمود إليهم بالنصح والإرشاد والتوجيه ناقلاً إليهم خبرته ومعارفه وعمق تجربته مع الموروث الشعبي والمنكوس بشكل خاص، قال إنّ مشاركة المتسابقين جميعاً في البرنامج هو فخرٌ للبرنامج ولأعضاء لجنة التحكيم، مشيداً بدورهم كشباب في تجديد روح المنكوس وإحياء إرثه والحفاظ عليه، فالمنكوس برأيه بات صوتاً واحداً مع الإمساك بالمدخل والمخرج والتصرف في الوسط والداخل من قبل المتسابقين، طارحاً تساؤل التجديد في المنكوس كما حدث في الأغنية الشعبية، مع إبداء هادي بن جابر المري اعتراضه على مبدأ التغيير خارج المنكوس لأنه أبو الفنون برأيه، بينما أكّد الجلوي على أهمية دور المجددين، كما حدث للشعر الفصيح وتجديد الشعراء في القوافي والبنية العامودية للشعر، مع مناداته بالحفاظ على الأصل والتحرر في الشكل رغم أن مجتمعاتنا ترفض التجديد، في دعوة للمتسابقين كي يتركوا بصمتهم لا من خلال المشاركة في برنامج المنكوس ومسابقته فقط بل في مسيرة ومصير ألحان المنكوس نفسها.

وبعد لعبة بيبي فوت طاولة مثيرة، وفرحة المتسابقين بحضور الدكتور الجلوي بينهم وتوجيهاته الهامة، يطل الدكتور على مشاهدي كواليس المنكوس برأيه المختلف الذي يدعو فيه إلى إيجاد الأصوات التي تحتفل بالتجديد في المنكوس وليس التقليد فكل الفنون وجدت فيها مدرستا التقليد والتجديد، داعياً فرسان المنكوس لأن يكونوا حملة رسالة التجديد بإضافاتهم ومهاراتهم وإبداعهم، وإن حوربوا في البداية ففي النهاية سيعترف لهم الجميع بالانتصار.

محمد بن مشيط يبحث عن الأميز الذي يفرد عضلاته

الضيف الثاني كان عضو لجنة التحكيم الشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، الذي كان في استقباله كل من ناصر الطويل وعلي آل شقيّر وسعد اليامي، حيث دار الحديث عن المعنويات وتخطي المتسابقين للمراحل وصولاً إلى اللقب، مع صفوة الصفوة من المنشدين الذي يسعون إلى تقديم ما يرضي اللجنة والمشاهدين، مع طلب بن مشيط من ناصر الطويل أن يُسمعه اللحن الذي أبكى الشايب وقصته الملهمة، وردة فعل الطويل بعد بكاء الرجل الكبير، وفي إطلالة ثانية تحدث بن مشيط عن توقعاته ورأيه في المتسابقين وأدائهم في البرنامج، قائلاً: "هم أصلاً كلهم متميزون لكنني أبحث عن الأميز، أبحث عن الذي يفرد عضلاته ويتميز"، مشيراً إلى اكتشافه أن أعصابه تزداد توتراً في هدوء يسبق العاصفة.

وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعل فرسان المنكوس

تلاه تقرير تناول نشاط فرسان المنكوس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعلهم مع متابعيهم الذين أجمعوا على الإشادة بالبرنامج وفكرته غير المسبوقة، وتشجيع فرسانهم المفضلين وتوجيه بعض الآراء الداعمة والموجّهة لهم، عبر إطلالات لكل من سعد اليامي، ناصر الطويل، حمدان المنصوري، عبد الله المنصوري، هادي بن جابر وعلي آل شقيّر، مع تفرّد عبد الله المنصوري بتصريحه بعدم اهتمامه بوسائل التواصل الاجتماعي واكتفائه بقلوب المحبين خارج شبكات التواصل، وتميُّز هادي بن جابر بفكرة إحدى المتابعات بضرورة ممارسته اليوغا قبل إطلالته عبر البرنامج لأثرها المطلوب في تخفيف التوتر وإبعاد تأثيرات القلق والرهبة من نفوس المتسابقين.

شايع العيافي يطالب بتوفّر مقومات الأداء وقوة الصوت وخامته

أما الضيف الثالث فكان عضو لجنة التحكيم الشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، حيث كان في استقباله كل من بخيت المرر وفيصل المري والوليد آل عامر، ودار الحديث عن أحوال المتسابقين وتوقعاتهم في مسيرة الوصول إلى اللقب، وتوجيهات العيافي بحكم تجربته الممتدة وخبرته الاحترافية في أداء المنكوس والنظم على ألحانه أيضاً، حيث قال: "إنّ السمة الغالبة والشكل الرئيسي للمنكوس تتمثل في رفع الصوت مع بداية الإنشاد ثم انتكاسته انخفاضاً كما ينتكس الطير، ومن هنا أتت تسمية المنكوس"، وتابع: "هناك متمكنون من المنكوس ولكنهم جميعاً يحتاجون آليات يحتاجونها في التطوير والتدريب والأداء، مثل طول الصوت وقوة النفس وخروجه من أعماق الصدر أو وسط حنجرته، وهو الأفضل بالنسبة لمؤدي المنكوس في رأيه.

تقرير ختامي.. آراء واستعدادات المتسابقين للمجاراة في الثنائيات

في كواليس المنكوس، وقبيل الثنائيات التي جرى الاختيار لها بقرعة أعضاء لجنة التحكيم، والتي شهدت مجاراة حامية بين المتسابقين، حاول كل متسابق من خلالها إبراز أفضل ما عنده رأي لسعد اليامي، عبد الله المنصوري، علي آل شقيّر، وهادي بن جابر وحمدان المنصوري أجمعت على المحبة والألفة التي رسخت بين المتسابقين بفضل البرنامج واجتماع القائمين عليه والمشاركين فيه على حب التراث والانتماء له وعزمهم على إحيائه وتجديده عبر برنامج المنكوس، وأجمعت على الاستعداد والإشادة بقدرات الزميل المتنافس من فرسان المنكوس قبل قدرات المتسابق نفسه، في لفتةٍ أبرزت الإيثار بينهم، والتقدير للموهبة الحقيقية والحضور الأفضل.

وتجري منافسات المتسابقين للحصول على لقب "المنكوس" ضمن 8 حلقات تقدم أمام جمهور مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي وتبث على الهواء مباشرة عبر قناتي " الإمارات وبينونة "، وتتضمن منافسات المشاركين الذين تأهلوا من الحلقات التسجيلية التي تم عرضها سابقاً، وتسير مجريات كل حلقة وفق آلية معينة سيتم الإعلان عنها في الحلقة المباشرة الأولى من البرنامج. ويتبع كل حلقة مباشرة، عرض حلقة تسجيلية بعنوان "كواليس المنكوس"، بواقع 8 حلقات تسجيلية، حيث تتضمن كل منها نشاطات المشاركين في البرنامج، وزياراتهم خلال الأسبوع، بعيدًا عن أجواء المنافسة.

يذكر أن برنامج "المنكوس" قد استقبل أكثر من 300 مشاركاً من عدد من الدول العربية لأداء لحن المنكوس، أحد ألحان وبحور الشعر النبطي، و قد قامت لجنة التحكيم باختيار دقيق وفق معايير وشروط محددة، وقد تم إجراء مقابلات مع لجنة التحكيم استمرت على مدار يومي الجمعة والسبت 14 و15 ديسمبر 2018 في مسرح شاطئ الراحة، حيث تم بث هذه المقابلات ضمن حلقتين تسجيليتين يومي 20 و27 يناير الماضي.

ويعتبر "المنكوس" أحد بحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها، وذلك من خلال تفعيلته المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. ويوجد لـ المنكوس عدد من الألحان المتعارف عليها في منطقة الخليج العربي، ولقد قامت لجنة التحكيم باختيار عدد منها لتكون ضمن معايير التقييم في الحلقات المباشرة، بالإضافة إلى عدد من المعايير المهمة والتي تعتمد على جمالية الصوت وقوته وطريقــــة الأداء عبر إتقان اللحن، وطول النفس.

وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت. كما أن هناك من يرجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى حركة طائر الورقاء "أم سالم"، الذي يستدل البدو من حركته هذه على قدوم فصل الصيف، إذ أنّ صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجي أن ينخفض كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يطلق على المنكوس اسم طارق أو لحن المنكوس، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء.

bottom of page