أكد الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أنه عندما تلتقي الإرادة السياسية مع الشجاعة الدينية يمكن أن يتحقق السلام و ينتشر السلم والتسامح في كل أنحاء العالم، وأن وثيقة الأخوة الإنسانية فرصة جادة لدعاة السلام للعمل بمبادئها.
وأضاف، خلال مشاركته في الندوة الدولية البوم الثلاثاء ٥ فبراير، بمقر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف حول الحوار و المبادرات، بمناسبة الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان، والتي نظمتها تنسيقية المنظمات غير الحكومية من أجل الحوار المعتمدة بالأمم المتحدة بجنيف و بمشاركة المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أضاف أن قوة وثيقة الأخوة الإنسانية انها جمعت بين الإرادة السياسية للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات و بين عزيمة القيادات الروحية للطوائف الدينية في السير نحو الوئام والتعاون على الخير.
ولفت "البشاري"، الى مبادرة القيادة الرشيدة في دولة الامارات العربية المتحدة حملت دلالات إيجابية للتعامل مع الآخر، حيث شددت التجربة الاماراتية في ادارتها للتعددية الدينية و التنوع الثقافي على احترام عقائد الآخرين ودور عبادتهم، وحسن الجوار، والتهنئة في المناسبات، وجواز بناء الكنائس، وتبادل الهدايا، وترسيخ قيم الحوار مع أهل الكتاب، وغيرها من الأمور التي تعضِّد من فكرة الأخوة الإنسانية والتعددية الدينية.
في المقابل حملت فتاوى الجماعات المتطرفة أحكامًا ذات دلالات سلبية في التعامل مع الآخر، وكانت في مجملها دعوات عنصرية، حثَّت على نبذ الآخر، ورفضه بالكلية. حيث يعتمد كما قال الدكتور البشاري المتشددون ألفاظ عنصرية ضد الآخر، مثل: وصف ديارهم بدار الكفر، ومن ثم تجريم بناء الكنائس، وتحريم تهنئتهم، وتحريم إلقاء السلام عليهم، وتحريم توظيفهم في أماكن مهمة، وما شابه، في توجه مخالف لما نصَّت عليه الشريعة الإسلامية ببرِّهم وحسن التعامل معهم.
وشرح الامين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة للحضور المشارك مقاصد وثيقة الأخوة الدينية الداعية الى احترام البعد الإنساني للآخرين؛ حيث تساهم في خلق مجتمع متجانس وقوي، بل و تسعى الوثيقة في مضامينها إلى خلق جيل واعٍ من شبابنا قادر على تحمل الأعباء، كما ساهمت هده القيم أيضًا في تحقيق الوئام المجتمعي بين أتباع الأديان في الوطن الصغير (الدولة) والوطن الكبير (العالم) الذي يحتضن الجميع.
وفي نهاية كلمته أوصى الدكتور البشاري، بضرورة تبني برامج علمية وتربوية لتنمية الوعي الذي يعزز ثقافة التعايش السلمي والتسامح المجتمعي وينشر قيم الإخوة الإنسانية، و بوضع مناهج تربوية وتعليمية جديدة لإعداد جيل واع وقادر على تحمل أعباء المرحلة الراهنة. منا دعا البشاري الى تبني خطاب ديني معتدل ينبذ كل أشكال التطرف والتشدد في الممارسات الدينية والثقافية والاجتماعية، وسجل الدكتور البشاري، إشادة كل المجتمعات المسلمة بــ"وثيقة الأخوة الإنسانية" معتبرة إياها رسالة سلام للعالم كله ومظلة أمان تقي البشرية من نيران الحروب والإرهاب.
وفي ختام الندوة رحب كل المشاركين بوثيقة الأخوة الإنسانية و دعوا لجعلها وثيقة أساسية للمنظمات غير الحكومية المعنية بقضايا الحوار و تقدموا بالشكر الجزيل لدولة الامارات صاحبة المبادرات الجادة في خدمة قضايا الإنسان واعتبروا أن وثيقة الأخوة الإنسانية فرصة جادة لدعاة السلام للعمل بمبادئها.
ويشار الى أن أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هو حدث سنوي يُحتفل به خلال الأسبوع الأول من شهر شباط/فبراير ابتداء من عام 2011.
وقد أقّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم A/RES/65/5 والذي اتخذ في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2010. وأشارت الجمعية العامة في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.
واعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والإنسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة جميع الدول إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقا للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.
ความคิดเห็น