top of page

مدير مستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة: نحن أول منظومة صحية بمصر تعمل إلكترونيا بالكامل.. ونسعى لزراع

أ‌.د أحمد الرفاعي:

- مستشفى الأطفال مستقبل مصر لعشرين عاما قادمة

- نخطط لإنشاء مستشفى المنصورة 2 بـ”المنصورة الجديدة” وإضافة “الإسعاف الطائر” على خدماتها الصحية

- نعمل جاهدين لافتتاح وحدة زرع النخاع في بداية عام 2019م

- نحن أول مستشفى أطفال في جمهورية مصر العربية تضم جناحا للرنين المغناطيسي وأول مستشفى تعمل بنظام إلكتروني بالكامل

- المستشفى تحتاج إلى إمكانيات إضافية لتقديم خدمة صحية أفضل.. ونهدف للقضاء على قوائم الانتظار

- عالجت المستشفى أكثر من 100 طفل من فيروس سي، بشكل كامل ليصبحوا أطفالا طبيعيين

– لم يعد للمريض ملفات ورقية بالمستشفى، حيث استبدلت بمعلومات عنه مسجلة في ملف طبي خاص به على الكمبيوتر

عاش الناس في مصر لفترات طويلة ظروفا صحية لا تليق بهم، بالنظر إلى مخرجات التعليم الجامعي وكليات الطب بجامعاتها، هذا عدا الأسماء البارزة من الكوادر الطبية التي لمعت في مجال الطب من المصريين، سواء داخل مصر أو خارجها. والآن جاء الوقت الذي نشاهد فيه الدولة المصرية تعمل جاهدة على تطوير وتحسين منظومة الصحة، والارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمواطن. وكان ذلك وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لتحقيق طفرة حقيقية وغير مسبوقة في الصحة بمصر خلال العامين المقبلين، من خلال إنشاء العديد من الصروح الطبية وفقا لمقاييس الجودة العالمية، وتجديد المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة، وتزويدها بالأجهزة اللازمة، حيث أخذ على عاتقه منذ توليه للفترة الرئاسية الثانية، أن بناء المواطن المصري، يبدأ من الاهتمام بصحته.

وكان لمستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة ـ التي تخدم أطفال ست محافظات ـ السبق في تحقيق الريادة الطبية، لتكون مستشفى من الجيل الثالث. من خلال اهتمامها بامتلاك أفضل الأجهزة الطبية، وتقديمها أجود خدمة صحية بامتلاك أهم الكوادر الطبية والعلمية، ومواكبتها لأهم المستجدات العالمية في مجال الصحة، واضعة لنفسها بصمة كأفضل مستشفيات مصر، حيث كانت أول مستشفى تدار إلكترونيا بالكامل، وتطبق نظام الحجز الإلكتروني، وأول مستشفى في الجمهورية تمتلك جناحا للرنين المغناطيسي، ومشاركة في مشروع القضاء على قوائم الانتظار، ومعالجة أطفال الدلتا من فيروس سي. لتكون مستقبل أطفال مصر عشرين عاما للأمام.وحيث إنه ووراء كل منظومة ناجحة، رجل ناجح.

كان لنا أن نلتقي مع مدير مستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة، الأستاذ الدكتور أحمد محمود الرفاعي، لإجراء الحوار التالي والذي دار حول ثلاثة محاور رئيسية، وهي: كيف كانت المستشفى في الماضي؟ وكيف أصبحت في الحاضر؟ وكيف ستكون في المستقبل؟ .. فإلى تفاصيل الحوار

س: من المعروف أن مستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة، تخدم قطاعا كبيرا من المواطنين على مستوى محافظات مصر. فما هي أهمية المستشفى؟

تكمن أهمية المستشفى، في أنها تقدم الخدمة الصحية، لعدد كبير جدا من أطفال ست محافظات، بالدلتا وشمال الدلتا، حيث يأتيها المرضى من كل من، بورسعيد ودمياط والشرقية والمنوفية والدقهلية والغربية. ويستفيد خمسة ملايين مواطن في الدقهلية من خدمة المستشفى. وأشارت احصائيات عام2017م – 2018م، عن مستشفى الأطفال الجامعي، أنها تقدم الخدمة الصحية لربع مليون طفل سنويا.

هذا بالإضافة إلى أنه يقوم عمل المستشفى على 14 وحدة تخصصية، أضفت عليها صفة المنظومة المتكاملة. وهي: وحدة الكلى والغسيل الكلوي، وحدة القلب، قسطرة القلب، وحدة الوراثة، وحدة الغدد (الصماء والسكر)، وحدة حديثي الولادة، وحدة الأمراض المتوطنة والأمراض المعدية ونقص المناعة، وحدة الحساسية والمناعة، وحدة أمراض الدم، وحدة الأعصاب، وقسم لجراحة قلب الأطفال، وقسم جراحة الأطفال، فضلا عن وجود وحدة جديدة، وهي وحدة زرع نخاع الأطفال.

بالإضافة إلى مركز خاص لعلاج الأورام. ويوجد بالمستشفى قسم الطوارئ، لاستقبال الحالات الخطرة على مدار أربعة وعشرين ساعة في أيام، الأحد والثلاثاء والخميس، وفي المقابل، تستقبل وزارة الصحة، حالات الطوارئ في أيام السبت والإثنين والأربعاء. لنكون على مدار الأسبوع جاهزين لاستقبال الحالات الحرجة في الدقهليه والمحافظات المجاورة.

وتحتوي المستشفى على مناظير الرئة، ومناظير الجهاز الهضمي، وقسطرة قلب الأطفال، والغسيل الكلوي، وتعمل المستشفى جاهدة على افتتاح وحدة زرع النخاع في بداية عام 2019م.

ونحن كمستشفى نتميز بقدرتنا على تقديم أفضل خدمة صحية؛ لامتلاكنا أهم الكوادر الطبية والعلمية، حيث إن العاملين بقسم طب الأطفال، هم أساتذة في كلية الطب وأساتذة مساعدين ومدرسين، ومدرسين مساعدين ونواب حاصلين جميعهم على الدكتوراه والماجيستير ومؤهلين، وعدد كبير منهم حاصل على الشهادات العلمية من داخل وخارج مصر. وعدد منهم متخصص في تخصصات نادرة ودقيقة.

س: كم عدد الحالات التي يتم استقبالها يوميا بعيادات المستشفى؟

تستقبل العيادات الخارجية للمستشفى من 800 إلى 1000 طفل يوميا، بداية من الأطفال حديثي الولادة وحتى سن الـ18 عاما. لتلقي الخدمة الصحية. وهذا يضع مسؤولية كبيرة جدا نصب أعيننا لتقديم أفضل خدمة ورعاية لهؤلاء الأطفال.

س: ما الإجراءات التي اتبعتموها مؤخرا، لتحقيق الريادة ومقاييس الجودة بالمستشفى؟

مستشفى الأطفال هي مستقبل مصر لعشرين عاما للأمام، لأننا عندما نهتم بأطفالنا، سنخلق أجيالا ذكية وصحية وناجحة، وغير مصابة بأمراض معقدة، يمكن من خلالها أن نجد القادة، وضباط الجيش والشرطة، والأطباء، والمعلمين. ولهذا نعمل كأطباء بالمستشفى على توفير أفضل الرعاية لمرضانا، حتى نكون مجتمعا صحيا، ونعمل على التطوير الدائم لإمكانيات المستشفى، لتكون في مصاف المستشفيات العالمية المتقدمة.

وفي هذا الصدد، كنا أول مستشفى أطفال في جمهورية مصر العربية، تحتوي على جناح للرنين المغناطيسي، والذي تم إنشاؤه منذ عامين، وأول مستشفى على مستوى الجمهورية تعمل بنظام إلكتروني بالكامل. وكان عام 2018م شاهدا على تنفيذ العديد من الإنجازات بالمستشفى، حيث تم تدشين حملة أطفال الدلتا بلا فيروس سي، وتم إجراء التحاليل اللازمة، وصرف العلاج بتكلفة 12 ألف جنيه للحالة.

وتم إنشاء عناية خاصة بالجهاز الهضمي بقسم (3) بالدور بالمبنى الرئيسي. وإحلال وتجديد قسطرة القلب، وإنشاء غرفة قسطرة متعددة بنظام الكبسولة، وعناية جديدة خاصة بجراحة القلب بالدور السابع بالمبنى الرئيسي، وعناية متوسطة خاصة بقسطرة القلب (1) بالدور الأول علوي بالمبنى الرئيسي.

وتم إحلال وتجديد كل من، التكييف المركزي الخاص بقسطرة القلب، وعناية الجراحة، بالدور الثالث بمبنى العيادات الخارجية، وغرفة حفظ ناتج فرم النفايات الطبية الخطرة، مطابقة للمواصفات القياسية للمحافظة على البيئة، ومحطة طلمبات المياه، وخطوط المياه الساخنة والباردة، وخط مياه إطفاء الحرائق، ومحطة تحلية المياه، والأجهزة الطبية بالعناية المركزة والعمليات، بتكلفة 16 مليون جنيه، وتم تجديد عدد 4 مصاعد من أصل 8 مصاعد وجاري العمل على إحلال وتجديد باقي المصاعد الخاصة بالمستشفى.

وتم توسيع الرعاية النهارية ومضاعفة السعة الاستيعابية بها من 5 أسرة إلى 10 أسرة. وقمنا بافتتاح كل من، عيادة تخصصية للأمراض الجلدية، وغرفة خاصة للرضاعة الطبيعية، ووحدة العناية المركزة الجديدة بقسم جراحة الأطفال بطاقة استيعابية 6 أسرة، كأحد الحلول للقضاء على قوائم الانتظار في قسم جراحة الأطفال. وانتهينا من شراء جهاز(سي تي)، بتكلفة 7 ملايين جنيه كتبرع مقدم من البنك الأهلي المصري.

س: في ظل الضغط الدائم على القدرة الاستيعابية للمستشفى. ما هي خطتكم لمواجهة هذه الأزمة؟

تحتاج المستشفى إلى إمكانيات إضافية، لتستطيع أن تقدم خدمات صحية أفضل. ففي البداية تحتاج المستشفى إلى زيادة حجمها الإنشائي. حيث بنيت هذه المستشفى سنة 1999م، وافتتحت على يد وزير التعليم العالي في ذلك الوقت، أ.د مفيد شهاب الدين، وكان وقتها عدد سكان الدقهلية حوالي ثلاثة ملايين نسمة، والآن وصل العدد إلى أكثر من ستة ملايين. وبما أنه تضاعف عدد الأفراد، فلابد من مضاعفة عدد الأسرة وخصوصا في تخصصات قوائم الانتظار، والتي تتمثل في تخصص الكلى والغسيل الكلوي.

فالمستشفى تمتلك أجهزة متقدمة على أعلى مستوى، وهناك الكثير من المتبرعين على استعداد كامل لتزويد المستشفى بالتبرعات، ولكن هذا لن يحل المشكلة الأساسية وهي ضيق المكان. وبناء على ذلك قمنا بالتخطيط لإقامة مشروع يهدف إلى زيادة مساحة المستشفى.

فقمنا بوضع حلين قصير وطويل المدى. الحل قصير المدى والذي سيتم تنفيذه خلال عامين، حيث سيتم تزويد مساحة المستشفى إلى 4400 متر. وهذا سيتم من خلال تزويد طابقين إضافيين بمبنى العيادة الخارجية للمستشفى، وعملت جاهدا خلال عام على تنفيذ هذه الفكرة، التي كانت مرفوض تنفيذها مسبقا؛ ولذلك استدعيت مجموعة من خبراء كلية الهندسة والذين قاموا بعمل مجسات للتربة، وتقرير سلامة إنشائية، وأعلنوا إمكانية تنفيذ وإضافة طابقين إضافيين من خلال تقوية بسيطة لبعض الأعمدة. وبالإضافة إلى ذلك استثمرنا جيدا زيارة دولة رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، لمحافظة الدقهلية، من حوالي شهر، حيث أقنعناه بزيارة المستشفى.

وخلال الزيارة طلبت من سيادته مساعدتنا لبناء طابقين إضافيين بالمستشفى؛ لتزويد حضانات الأطفال، والقدرة الاستيعابية لوحدة الغسيل الكلوي، ووحدة جراحة القلب، والعناية المركزة. وهي التخصصات التي يزداد بها قوائم الانتظار؛ لشدة الضغظ عليها من قبل المرضى المقبلين عليها من جميع محافظات مصر، فضلا عن الحالات التي يرسلها المكتب الصحي لوزارة الصحة لنا أسبوعيا من العريش. وخلالها رحب سيادته بالمشروع، وسألني عن تكلفة التنفيذ، وحينها أبلغته أنه سيكلف حوالي ثمانين مليون جنيه. وكان ردة فعل سيادته لي، مجيبا: “اعتبره اتعمل”.

وفي نفس يوم الزيارة اطلع الدكتور مصطفى، على خطة المشروع، وأعجب بدراسة الجدوى الخاصة بخطة التنفيذ، وأعلن بعدها تبنيه لهذا المشروع. وحتى هذه اللحظة يتصل مكتب سيادته، ومهندسوه، بنا ثلاث مرات أسبوعيا لمتابعة المشروع. وفي هذا الصدد أحب أن أوجه جزيل الشكر لدولة رئيس الوزراء، على شدة حرصه واهتمامه المستمر بالمشروع، بالإضافة إلى المهندسة حنان عرفات، والتي تعمل مهندسة استشارية في وزارة الإسكان بمكتب رئيس الوزراء، على اهتمامها بالأمر وتواصلها الدائم بي لمتابعة المستجدات ومراجعة ملف المشروع، حتى يحصل على الإسناد فور عرضه على رئيس الوزراء لإحدى شركات المقاولات حتى تنفذه وتنهيه في أسرع وقت ممكن.

والحمدلله أنني استطعت أن أحقق حلمي الذي أعمل عليه منذ فترة، والذي تبناه رئيس مجلس الوزراء، ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، بفضل الله ، أولا ثم بفضل رئيس جامعة المنصورة السابق، أ.د محمد القناوي، ورئيس الجامعة الحالي، أ.د أشرف عبدالباسط. وإن تم تنفيذ هذا المشروع، ستنقل المستشفى، ومحافظة الدقهلية، والمحافظات المجاورة، نقلة علمية وطبية غير معهودة من قبل.

س: كيف سيقضي مشروع زيادة مساحة المستشفى على قوائم الانتظار؟

تعد مستشفى الأطفال إحدى المستشفيات المشاركة في برنامج رئيس الجمهورية للقضاء على قوائم الانتظار. ولهذا المشروع أهمية بالغة في إيجاد تخصصات طبية على أعلى مستوى، للقضاء على قوائم الانتظار بالتخصصات التي سبق ذكرها، وخاصة أننا المستشفى الوحيدة بالدلتا بجانب مستشفى الزقازيق، اللتان تجريان غسيلا كلويا للأطفال الذين يقل أعمارهم لأقل من ثمانية عشر عاما.

وقد تصل قوائم الانتظار بوحدة الغسيل الكلوي إلى أربعين مريضا، والذين لا يجدون أماكن شاغرة لتلقي الغسيل لأن الطاقة الاستيعابية للمستشفى أصبحت غير ملائمة للتزايد المستمر في أعداد المرضى.

فعلى سبيل المثال، العناية المركزة الآن مكونة من عشرة أسرة، وعند تنفيذ المشروع، سيزداد عدد الأسرة إلى ثلاثين سريرا. ونمتلك الآن عشرين حضانة، ليضيف المشروع إليهم ، تسعين. مما سيسهم أيضا في التقليل من الحضانات الخاصة، والتي تكلف المواطن حوالي ألف جنيه في الليلة، لتمثل عائقا كبيرا على المواطن البسيط. وهذه الخطوات هي نتاج خطة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتطوير قطاع الصحة خلال العامين القادمين.

س: هل تكفي موازنة الدولة المخصصة للمستشفى، الاحتياجات الدائمة لها؟

فيما يخص هذا الشأن، فإن ميزانية الدولة المخصصة للمستشفى، لا تكفي متطلباتها المستمرة. ولكن الدولة قامت بتزويد الموازنة السنوية للعام المالي 2017م/2018م، إلى حوالي 30%. بالإضافة إلى أننا لم نقف عند هذا الحد، فقمنا ببذل مجهود كبير كفريق عمل متكامل بالمستشفى، وبقيادة حكيمة، لزيادة موازنة المستشفى. وأثمر هذا العمل إلى تحقيق مايلي: قمنا بتدعيم خزينة المستشفى بمبلغ 16 مليون جنيه أحضرناهم من موازنة الدولة ، كان فائض موازنة ذاهبا إلى مراكز مجاورة، لم تستطع استغلاله الاستغلال الصحيح. وحصلت عليه في آخر يومين من العام المالي الماضي. ومن خلاله دعمت المستشفى، بـ10 أجهزة “فونتليتور” (أجهزة التنفس الصناعي)، للعناية المركزة، و10 “مونيتور” والعديد من الأجهزة الطبية، وغرف عمليات، وطاولات لغرف العمليات، وكشافات للعمليات على أحدث مستوى، حققت تنشيطا للعمل بالمستشفى.

ثم زودنا المستشفى بمبلغ 17 مليون جنيه، تبرع من البنك الأهلي، وقمنا باستغلاله في تزويد المستشفى، بأحدث جهاز أشعة مقطعية، بالعالم ويستخدم للمرضى الكبار والصغار، وسيتم تركيبه خلال شهر، وبلغ ثمنه حوالي 8 ملايين جنيه. ثم أحضرنا محطة لتنقية ومعالجة المياه لوحدة الغسيل الكلوي، على أعلى مستوى بالعالم، ومماثل للمحطة المستخدمة لوحدة الغسيل الكلوي بألمانيا، وقد تكون أفضل منها، حيث إنه أحدث أجهزة هذا العام، وسيتم تجهيز المستشفى به خلال أربعة أشهر، والتي سيتم توسيعها بالمشروع القادم.

كما أننا حصلنا على تبرع يقدر بـ16 مليون جنيه مقدم من بنك مصر، بهدف تجديد حضانات المستشفى وتوسيعها وفقا لمشروع زيادة مساحة المستشفى، وتزويد المستشفى بـأحدث الحضانات، وأجهزة التنفس الصناعي، و”مونيتورز”، في العالم، وقمنا بتوقيع العقد، وطرحت المناقصة وجاري إدخالها إلى المستشفى قريبا. كما أننا حصلنا على مبلغ 80 مليون جنيه خلال زيارة رئيس الوزراء للمستشفى.

س: ماذا عن مشروع علاج أطفال الدلتا من فيروس سي؟

تشارك المستشفى، في حملة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي في الأطفال. وبدأنا بالفعل وعالجنا أكثر من 100 طفل من هذا المرض بشكل كامل ليصبحوا أطفالا طبيعيين. وعلى الرغم من صغر العدد ولكن لو لم يتم معالجتهم، لكانوا بعد عشر سنوات شبابا مدمرا ولن يكون لهم حلا وقتها سوى زرع الكبد ونحن نعلم جيدا معوقات هذا الأمر، بداية من التكلفة الكبيرة لزراعة الكبد، والفترة الزمنية الطويلة التي قد يمكثها الطفل بالمستشفى، وما سيحل على الأسرة من دمار، بأخذ عضو الكبد من الأب أو الأم. وبالنسبة لتكلفة العلاج، يكلف الطفل الواحد ما يقرب من الـ15000 جنيه، فقمنا بالتعاقد مع شركة الدواء وقمنا بالضغط عليهم لتوصيل سعر تكلفة العلاج إلى 9000 جنيه.

وأحضرنا تبرعات من الشركات مثل شركة (هيرمز جروب)، وهم من تحملوا تكلفة علاج المرضى، لكي لا يدفع المواطن شيئا ويحصل على العلاج بشكل مجاني بالكامل. وفي هذا الصدد تعمل مصر للقضاء على مشاكل مزمنة ومستوطنة بطريقة جذرية لتخليص المصريين من آفة كانت تهدد حياتهم منذ فترة طويلة وبشكل نهائي. وبدأت وسائل الإعلام المشاركة بصورة إيجابية في هذا الشأن لحث المواطنين على السعي لإجراء الفحوصات الطبية للكشف عن الإصابة بالمرض، وإعطائه الثقة الكاملة، بأن الدولة توفر له العلاج المجاني بالكامل حتى يتماثل للشفاء. وأرى أن هناك همما كبيرة بالدولة للتقدم وتغيير الواقع إلى ما هو أفضل، وخطة لبناء وطن قوي، ولذلك لابد أن نتكاتف جميعا، حتى ننهض. فنحن كشعب لدينا كافة المقومات الجينية والحضارية لتحقيق ذلك.

س: تم الإعلان مؤخرا عن مشروع تجهيز الملف الطبي للمريض. فما هو هذا النظام؟

نحن أول وأفضل مستشفى أطفال على مستوى جمهورية مصر العربية، تدار إلكترونيا بالكامل (الإدارة عن بعد). فلم يعد للمريض ملفات ورقية بالمستشفى، حيث استبدلت بمعلومات عنه مسجلة في ملف طبي خاص به على جهاز الكمبيوتر. فلو أرادت الأسرة أن ترى وتحصل على أي معلومة صحية تخص طفلها، أو أشعة أو تحليل أجراه، ستجده في هذا الملف الطبي الخاص بطفلهم، ومن أي دولة بالعالم. واستطعنا أيضا من خلال هذا النظام أن نوفر الكثير من أموال ميزانية الدولة. فلم نعد نحتاج إلى الأوراق المكلفة.

س: في ظل اهتمام المستشفى بتكوين علاقة جيدة وسلسة مع المريض. كيف استطعتم أن تحققوا الراحة للمريض؟

يحصل المريض على الخدمة الصحية الجيدة والأدوية المجانية، وتحاول المستشفى أن تقضي على قوائم الانتظار. ولكننا حتى نحقق مقاييس الجودة، ونخفف على المريض آلامه ومعاناته، عملنا على إيجاد مرضى ذوي ولاء للمستشفى، من خلال أن يجد المريض خدمة وصورة تلفت انتباهه، ولم يكن يتوقع أن يراها.

في الماضي، إذا أراد المريض أن يأتي للمستشفى للفحص كان ينتظر فترة طويلة في طوابير لا تنتهي، حتى يحصل على تذكرة الدخول، فعانى المواطنون كثيرا من هذا الأمر، ولتقديم سبل الراحة للمرضى، كنا أول مستشفى أطفال في جمهورية مصر العربية، تطبق نظام الحجز بالمواعيد الإلكترونية، فمن خلال تنزيل تطبيق مجاني من (أبل ستور) أو (جوجل ستور)، وامتلاك المريض لبطاقة تحتوي على رمز خاص به، فيقوم بعرض البطاقة أمام الهاتف المحمول، ليقرأ الرمز الموجود على البطاقة، فيخبره الهاتف بالطفل صاحب البطاقة، واسم العيادة التي حجز بها، واذا كنت ترغب في تغيير موعد الحجز، وهذا كله يتم وأنت بمنزلك بكل سهولة وييسر دون أن تتعطل وتضيع وقتك في الانتظار أمام المستشفى، فضلا عن قيام هذا التطبيق بتقديم إرشادات ونصائح طبية للمرضى وذويهم للوقاية من أمراض معينة منتشرة حاليا، وإذا ازداد الأمر سوءا تنبه أولياء الأمور بضرورة عدم ذهاب طفلهم إلى المدرسة لحمايته من خطر الإصابة بأي عدوى. ويخطر الأسرة بضرورة توجه طفلهم للمستشفى للحصول على تطعيم معين.

فاستطتعنا من خلال هذا النظام أن نقدم سبل الراحة للمرضى وأسرهم، وأن نلحق بالدول المتقدمة في مجال الصحة.

س: ليس من السهل أن يتخذ الطبيب القرارات المصيرية الخاصة بالمريض، فكيف كانت المستشفى رائدة في مجال فصل التوائم؟

مستشفى أطفال المنصورة، معروفة عالميا بإجرائها لعمليات فصل توائم ناجحة، مثل عملية فصل التوأمين “صابر وبلال”، وتم إجرائها منذ حوالي ست سنوات. وكان الالتصاق عن طريق البطن والحوض والأعضاء التناسلية، وأجريت هذه الجراحة بفريق عمل متميز، وكان مكونا من جراحي أطفال، وجراحي مسالك بولية، وجراحي جهاز هضمي، وطب الأطفال، وكان لهذا النجاح أن تكون المستشفى المستقبل الأول لأي حالة لتوأم ملتصق. وكان مطلوبا لإجراء عملية فصل “صابر وبلال”، في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يقرب من الـ60 مليون جنيه مصري، ولكن أجرت مستشفى أطفال المنصورة العملية بشكل مجاني بالكامل. وبعدها قمنا بإجراء عمليتين أخريين، واحدة منهما، كانت ناجحة تماما، وواحدة كانت ناجحة جزئيا، وبعد ذلك حدث وفاة لهذين الطفلين، وهذا لأنهما كان لديهم تشابكا شديد جدا في الدورة الدموية، وفي حالة عدم إجراء العملية كان سيموت أحد الطفلين.

س: بعد الحادثة الأخيرة بوحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم بالشرقية. أطلعنا عن مستوى الأمان بالمستشفى؟

جاءت زيارة رئيس الوزراء للمستشفى بعد هذه الحادث مباشرة، للاطمئنان على مستوى الخدمة الطبية الموجودة بوحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى.

وتمتلك المستشفى وحدة متميزة جدا للغسيل الكلوي من قبل سنة 99، وكانت مجهزة منذ نشأتها بأعلى معايير واحتياطات الأمن، حيث إن محطة تنقية المياه بالوحدة كانت أفضل محطة تنقية في مصر بتلك الفترة، وحتى نستمر في هذا التميز، كنا قد عقدنا جلسة، لشراء محطة جديدة على أعلى مستوى علمي في العالم، قد لا يكون نفذ منها في مصر حتى هذه اللحظة.

س: في ظل نقص احتياجات مصر من الحضانات. ما رأيكم في امتلاك مستشفى العلاج الحر لحضانات خاصة؟

تمثل الحضانات الخاصة عائقا كبيرا على المواطن المصري، حيث إنها تكلفه الكثير من الأموال، غير أنها غير مزودة بإشراف طبي جيد. أما بالنسبة لحضانات المستشفى، فلا يكلف المواطن بدفع أي مصاريف سوى مبلغ ستين جنيها عند الدخول كرسوم تأمين. ويحصل على الأدوية بشكل مجاني بالكامل، مهما كانت فترة وجوده بالمستشفى.

وعند خروجه يحصل على الستين جنيها الذي دفعهم عند الدخول. وبالإضافة الى ذلك أن ما يميز حضانات المستشفى عن الحضانات الخاصة أن ما يشرف عليها مجموعة من أساتذة ونواب كلية الطب، حيث يصل عدد النواب إلى ثمانين نائبا مقيمين بشكل مستمر، وأعلاهم مائة من المدرسين المساعدين، وأساتذة. فهنا نتحدث عن مؤسسة ضخمة تعمل وتتحرك. مستفيدين الاستفادة الكاملة من الموارد البشرية التي نمتلكها، لتقديم كل ما هو أفضل للمواطن.

س: هل تعاني المستشفى من أزمة في نقص الأدوية؟

لم تمر المستشفى بمشكلة نقص الأدوية أو أكياس الدم على الإطلاق، فمرت مستشفيات مصر سابقا، بأزمة تتمثل في نقص الأدوية والمحاليل، ومنتجات الدم، ولبن الأطفال. وبفضل الله مستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة، لم تواجه هذه المشكلة على الإطلاق خلال الأربع سنوات الماضية، ولم يشتك أي أحد من وجود أي من هذه الأزمات بالمستشفى. وفي تلك الفترة أغلقت الكثير من وحدات الغسيل الكلوي، بالقاهرة، ولكننا لم نغلق وحداتنا فاستمرينا في العمل، وهذا يرجع إلى أنني دائما أهتم بأن تحتوي المستشفى على مخزون إضافي من المنتجات الطبية، ويتم المحافظة عليها، حتى لا نتأثر بأي مشكلة طارئة في السوق. واستطعنا أن نجعل المستشفى في حالة من الاستقرار والأمان، مبتعدة عن أي مشكلة من المشاكل السابقة، بفضل الله ثم بفضل الجهات السيادية، التي قدمت لي العون في وقت الأزمات، ثم بفضل الإدارة الحكيمة، وفريق العمل المتكامل، والذي يبذل قصارى جهده فيما ينسب إليه من عمل، ولهذا نجحت هذه المنظومة.

س: هل تقدم المستشفى الخدمة الصحة لغير المصريين؟

نعم. يأتي المستشفى الكثير من المرضى غير المصريين، من السعودية، وسوريا، وليبيا والدول الأخرى.

س: ما سبل تدعيم المستشفى أمنيا؟

تزود المستشفى بأفضل الأنظمة الأمنية، حيث إن نظام المراقبة بالمستشفى يقوم على مبدأ الفيديو، فتوزع كاميرات المراقبة على جميع أركان المستشفى، مما يحقق الانضباط سواء من الطبيب أو الممرض أو المريض، فتكون تقنية الفيديو بمثابة الدليل القاطع أمام أي محاولة لتضليل الحقيقة، بالإضافة أن هذا النظام يعمل على تقليل الطاقة السلبية المتمثلة في إهدار الوقت، فقبل تطبيق هذا النظام في المستشفى، كان يضيع الكثير من الوقت في إجراء التحقيقات للكشف عن الحقائق. ولنجاح أي منظومة لابد من تحقيق التوازن بين الثواب والعقاب، حيث تقوم المستشفى بتشجيع ومكافئة أي عضو من أعضائها، يجتهد في عمله، وينجح. وفي المقابل يتم معاقبة أي شخص يهمل في عمله وأدائه، أو يسيء إلى المريض، ويقصر في تقديم الخدمة الطبية له، بالجزاء المالي الفوري، مما يحقق الانضباط بالمستشفى. فلا أسمح بالتقصير في حق المريض بأي شكل من الأشكال.

س: هل هناك بروتوكولات تعاون مع مستشفى الأطفال الجامعي؟

هناك بروتوكول تعاون بيننا وبين دور الأيتام بالدقهلية، فجميع من في دور الأيتام بالدقهلية نفحصهم مجانا على مدار 24 ساعة، وهناك بوروتوكول تعاون مع جميع العاملين بجامعة المنصورة وأسرهم، وبوتوكول تعاون فوري مع جميع المراكز الطبية المحيطة بنا، وجميع الحالات الصعبة في وزارة الصحة يتم تحويلها على مستشفى الأطفال بعد التنسيق المتبادل. وبهذا تعتبر مستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة، مستشفى طبية من الجيل الثالث.

س: ما موقف مستشفى الأطفال حول ما أثير مؤخرا عن موضوع التبرع بالأعضاء؟

مستشفى أطفال المنصورة هي إحدى المستشفيات التي تسعى لزراعة الأعضاء، لوجود حالات كثيرة من الفشل الكلوي، وحالات فشل الكبد، وحالات زرع النخاع.

س: تمتلك مصر الكوادر الطبية المتميزة. ولكن تظل الأزمة في طاقم التمريض، حيث نجد البعض منهم غير مؤهلين للتعامل مع المرضى وتقديم الرعاية لهم. فما سبل معالجتكم لهذا الأمر؟

أعلى نسبة رضاء عام عن التمريض، توجد بمستشفى أطفال المنصورة، وهذا تحقق من خلال قيامنا منذ أربع سنوات بعمل برنامج تدريبي للممرضات، وكانت أول دورة تدريبية لهم عن ثقافة التعامل مع المرضى وذويهم، فلم يكن لديهم ثقافة التعامل مع المريض، وامتصاص توتره واحتواء غضبه أحيانا، وطريقة التخفيف عنهم.

فكان لهذه الدورة الأثر البالغ على الممرضات حيث أصبح لديهن القدرة على التعامل الأمثل مع المريض، مما خفف من المشاكل التي كانت تحدث دائما بين المرضى والممرضات، فسياسة المستشفى تقوم على تبادل الاحترام بين المريض والطبيب والممرضة.

س: ما هي نصيحتكم للأهالي الذين يلجأون للصيدلي لتشخيص المرض؟

هذه العادة هي أكبر خطأ يرتكبه المصريون، ويعبتر جريمة في حق الطب، ولا يمكن في أي دولة أجنبية أو عربية أن يحدث ذلك ، فنحن اكثر دولة تستهلك الدواء في العالم. فمجرد الاصابة بدور برد بسيط يتم التجرع بانواع مضادات طبية غير مناسبة وفقا لمعلومات طبية خاطئة تضعف من القوة المناعية للشخص. ودائما ننصح الناس في وسائل الإعلام بالابتعاد عن هذا السلوك الخاطئ ولكن مع الأسف الناس مقتنعة ذاتيا ان ما يفعله هو الصح، فلابد من الرجوع الى الطبيب أولا قبل التسرع في تناول أي نوع من الادوية فيعود علينا بالسلب على المدى البعيد.

س: ما هي رؤيتكم واستراتيجيتكم المستقبلية للتطوير من عمل المستشفى؟

ستقوم المستشفى بافتتاح وحدة زرع النخاع بعد تجديدها بتكلفة 4 مليون و500 ألف جنيه، وافتتاح معمل بحوث الحبل السري بتكلفة 1195000 جنيه، وتحديث وحدة الولادة، وزيادة السعة الاستيعابية لوحدة الغسيل وزيادة عدد ماكينات الغسيل الكلوي من 12 ماكينة للغسيل الدموي إلى 20 ماكينة، استعدادا للبدء في عمليات زراعة الكلى للأطفال. وسيتم إنشاء وحدة معامل مركزية، وقسم صيدلية اكلينيكية، ووحدة تنقية مياه على أعلى مستوى للغسيل الكلوي. وتوسيع وحدة مناظير الجهاز الهضمي، ووحدة مناظير الجهاز التنفسي، ووحدة الوراثة.

ونخطط في المستقبل لإنشاء مستشفى المنصورة 2، بمدينة المنصورة الجديدة، ونهدف لأن تكون أفضل مستشفى أطفال بالعالم، فسنشاهد المرضى تنقل بالطيارات الهليكوبتر (الإسعاف الطائر) لتوصيل المريض في وقت قياسي للمستشفى، بعيدا عن الزحام المروري.

س: ماذا تحتاج المستشفى من المجتمع المدني ؟

نتمني أن تحظى مستشفى الأطفال الجامعي بالمزيد من الدعم والمساندة من المجتمع المدني، ورجال الأعمال، سواء أكان بالتبرعات أو بالأجهزة الطبية، حيث لا تحظى المستشفى بالمساندة سوى من 1% فقط من رجال، والباقي يوجهون الدعم الكامل لمستشفيات القاهرة، في ظل تجاهلهم لمستشفى الأطفال التي توجد بمحافظتهم، ويتناسون ما تقدمه لأطفالهم من خدمات طبية على أعلى مستوى.

فالمستشفى لا تريد منهم أي دعم مادي، وإنما تحتاج إلى الدعم العيني، بأن يتم تدعيم المستشفى بالأجهزة الطبية التي تنقصها، لتصبح المستشفى، منظومة متكاملة بمكان مجهز تجهيز يليق بالمستشفى، بجانب ريادتها علميا وطبيا..

bottom of page