top of page

خذ بالباقي "بنبون"!


‎كان حساب الفاكهة طبقا لما أخبرني البائع 24 جنيها ونصف.. دسست في يده 25 جنيها.. وبعد لحظات تطلع إلي في تساؤل: فيه حاجة يا أستاذة؟

‎فقلت له بهدوء: الباقي؟ فرد مستغربا: باقي ايه؟!

‎قلت أيضا بهدوء: فيه نص جنيه باقي.. ‎توحشت نظرات اﻻستغراب في عينيه.. ‎وبعد لحظات من الصمت قال: "مفيش فكه".. قلت: ماشي اعطيني حاجة بما يوازي النص جنيه..!

‎تتحول نظرات اﻻستغراب في عينيه الى استهجان..ربما ازدراء.. ثم قال: "مفيش حاجة بنص جنيه".. قلت بنفس الهدوء: طيب افتح الدرج اكيد هتلاقي نصف جنيه.. سحب الدرج.. ووجد أنصاف جنيهات وليس نصف جنيه.. وألقى به في يدي شذرا.. ‎يقينا أبدو في عيني هذا التاجر "زبونة نتنة ".. تهدر كرامتها علشان "نص جنيه".. هذا ﻻيعنيني.. هو أيضا يبدو في عيني "حرامي".. لديه "فكة " وينكر.. ويظن أن الخجل وكبريائي اﻻجتماعي سيحوﻻن دون أن أطالب بحقي حتى لو كان تافها.

‎كمستهلك لست مجبرا على قبول خداعي "عيني عينك".. فمن حقي أن توفر لي المتبقي من أموالي المدفوعة.. ووظيفتك كتاجر هي أن تحل هذه المشكلة.. إلا إذا كنت تتظاهر بعدم امتلاكك "للفراطة" من أجل الحصول على مصدر آخر للربح الخفي.

‎وخلال عام ٢٠١٧ قامت مصلحة سك العملة، بسك جميع فئات العملة المعدنية المتداولة وشملت سك 51 مليون قرص معدني فئة الجنيه و26 مليون قرص معدني فئة 50 قرش و91 ألف قرص معدني فئة 25 قرش وهذا حسب الخطة المدرجة وطبقًا لاحتياج السوق.

‎ولحل أزمة نقص "الفكة" في مصر، لابد من التوسع في طباعة فئات من الجنيه المصري كالخمسة والعشرين قرشا، والتي يعاني السوق من نقص حاد فيها. كما ينبغي من مواجهة سوء توزيع "الفكة" في بعض المحافظات وخاصة المناطق النائية. كما يمكن الاستعانة "بماكينات الفكة" في بعض المناطق والتي بدورها تقوم بتحويل العملات الورقية إلى أخرى معدنية. وتقوم الان وزارة المالية بإجراء تجارب تشغيل عدد من ماكينات الصراف الآلي التي تتيح للمواطنين الحصول علي عملات معدنية مقابل عملات ورقية (ماكينات الفكة). وستقوم بتغيير العملات الورقية من فئات الـ 5 و10 و20 جنيها الى عملات معدنية فئات الجنيه والخمسين قرشا.

‎البعض منا يخجل في المطالبة بالمتبقي من جنيهاته.. وذلك بمبدأ أننا ندفع مئات الجنيهات.. وليس من الضروري أن ندقق في "الجنيه" المتبقي حفاظا على "برستيجنا" أمام البلهاء المخدوعين أمثلنا.. ومثل هؤلاء يكونون وجبة لذيذة تزيد من شراهة البائعين على الاستمرار في التفشي في هذه الظاهرة. فالجميع صامتون وغير مبالين بما يحدث راضين بالأمر الواقع الذي هم السبب الرئيسي فيه. فمثلما ارتضوا لهذا الأمر، ارتضوا أيضا عندما كانوا يحصلون على "علكة وبونبون" كجزأ من أموالهم المتبقية.. لتظهر عملة جديدة في مصر.. "عملة البونبون".

Comments


bottom of page