إيه رأيك في اللي بيحصل ده؟ اللي بيحصل واللي لسه هيحصل، إنه...! معلش هو زي ما قلت لك كده الموضوع ده عايز حاجات كتير. ولا مؤاخذه يعني، قطعت كلام حضرتك! أعتقد أن هذا الحوار المجتزأ والمقطوع بين شخص وآخر يتناقشان في قضية من القضايا. قد حدث لعدد كبير منا، وكم أحس المتحدث بالحرج، لما قطع كلامه الذي يحاوره. والذي يتبع خطأه بجملة أقل ما توصف بها أنها (سخيفة)، ولا مؤاخذه يعني قطعت كلام حضرتك! فهو السائل أصلا , ولكنه لايريد من محاوره إجابة ولا يريد منه بيانا أو رأيا، قد يكون صوابا ويكون رأيه هو الخطأ فيرجع المخطئ عن رأيه، ويسيران معا في طريق الصحيح المفيد، وهذه واحدة من نتائج أي حوار بناء. ولكنه الكبر المقيت، وتوابعه من إغلاق القلب والعقل والفكر، واللي في اعتقادي هو الصحيح وكل ما اقتنع به هو المهم والمفيد. فلم يكون الحوار؟ مع مثل هؤلاء الناس لا يجدي الحوار فما يعرفون آداب الحوار أصلا، ولا يريد أي منهم أن يصل إلي الحقيقة. فالحقيقة عنده هي التي يؤمن بها ويقتنع، وما يحاور ويسأل غيره إلا لتأكيد رأيه هو وقناعته هو! ويرجع أسباب هذا كله إلي ضعف الإيمان في قلوب الناس وبعدهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم صلي الله عليه وسلم، وسيرته العطرة مع أصحابه وآله رضوان الله عليهم، فهم المدرسة الكبري لكل المسلمين بل وللناس أجمعين. وحتي يكون الحوار، أي حوار، مفيدا لابد أن يكون له هدف، وموضوع يدور حوله، وثوابت وضوابط تحكمه. أهمها الإلتزام، وإعطاء الفرصة للكل ليبدي رأيه ويشرح هدفه، ثم يبدأ الحوار الذي يكون هنا حوارا بناءا ممنهجا له قواعد وأصول، وأن لا يكون فيه للهوي والنفس والأغراض الشخصية مكانا. فالهدف منه هو الحقيقة! وللإمام الشافعي كلاما رائعا، يعد قاعدة أصولية فقهية مهمه.
(رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، و رأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ ).. هذه قاعِدةٌ أصولية عند الفقهاء، وهي تُستَخدمُ فيما يَحتمِلُّ الظنَّ مِن المسائل، وذلك بعد أن يجتهد الفقيه في البحث في المسألة والنظر في كافة الآراء الأخرى وأدلتها ومِن ثَمّ لا يرى إلا رأياً واحداً أقربُ للصواب.
ومن القواعد المهمه لكل حوار ناجح هذه الجملة العبقرية لإبن خلدون: (قمة الأدب أن تنصت إلى شخص يحدثك في أمر أنت تعرفه جيدا وهو يجهله).
コメント