كشف الناقد والروائي المصري سيد الوكيل، أسباب تدهور النقد الأدبي المصري، في عشرة نقاط، مؤكدا وجود نقادا متميزين، لكن المبدعين وكل شروط الواقع الثقافي مسؤولة عن تعثر النقد في مصر.
وأرجح الوكيل أسباب التدهور في عشرة أسباب، وهي اعتقاد المبدع أن الناقد يعمل في خدمته، وأن مهمته هي إلماع المبدع لا أكثر، وأن كل المبدعين يلجؤؤن إلى نقاد مقربين من دوائر أصدقائهم، مما يورطهم في المجاملات، وأضاف أن المتابعات الصحفية أتاحت الفرصة لكي يعمل الجميع بالنقد، فيتراجع النقد الجاد والعميق الذي لا يتناسب مع بوكسات الجريدة، والأخطر هو تفضيل المبدعين لهذا النوع من النقد الخفيف الدعائي.
وقال: "المبدع النشط يكسب شهرة ومجدا من الناقد، ويلفت انتباه لجان الجوائز بكثرة ما كتب عنه، فيشعر المحكمون بالخجل والخوف من تجاهل هذا المبدع ذائع الصيت، فيمنح الجوائز، والناشر يكسب من وراء المبدع، والناقد فقط عليه أن يدفع من ماله ووقته وعقله.. الخلاصة علينا أن نعرف أن لا شيء ببلاش، فهذا شرط نجاح أي منظومة، مؤكداً أن أكثر المبدعين لا يقرؤون نقدا ولا يعرفون عنه شيئا، (جهلة نقديا) لهذا يفرحون بأي كلام حلو، وغالبا لا يقرؤون ما كتب عنهم، فلو كتب الناقد رأيا في عمل، فالمبدع لا يقول له شكرا، والقراء يباركون للمبدع فقط لأنهم لم يقرؤوا النقد أصلا.. فيشعر الناقد بأنه غير مهم في حلقة الكتابة. فإما يقول أي هبل، أو يتراجع تماما. والنتيجة أن المبدع لا يتطور أبداً".
وأضاف "الوكيل": "بعض النقاد يحفظون (صم) أورادا للنقد مثل: عتبات النص، الراوي العليم، والراوي الذي لا يعلم، واللغة الشعرية، التي أفضل دائما من لسان العصفور.. فيعطون انطباعا أن هذا هو النقد، ومع الوقت تتكيف أدمغة الناس عليه، وأي نقد خارج هذا الصندوق يصبح مرفوضا من المبدعين والنقاد معا... بيقولنا كلام منعرفوش، مضيفًا غياب دوريات متخصصة في النقد، فعلى الناقد أن يتسول من الجرائد ومديري المجلات السيارة.. والنبي انشرولي أنا كاتب عن عبدالسميع اللميع. وعلى الناقد الخجول أو المحترم أن يكتب على روحه في البيت".
وتابع: "حفلات التوقيع في كل العالم هدفها النقاد، فدور النشر تدعوهم لتلقي العمل (هدية) بتوقيع من صاحبه، وتحتفي بهم بوصفهم حلقة مهمة في منظومة النشر، وتترقب كتابتهم باهتمام، وهذا الاهتمام ينتقل إلى المبدعين والقراء لدرجة أن القراء يتنافسون على شراء الكتب التي اهتم النقاد بها فقط.. ليصبح الناقد مرشدا للقراء. حفلات التوقيع عندنا كأعياد الميلاد للأصدقاء والمجاملين، كله يفرح ويتهنى.. والناقد أبو دم تقيل، مجرد ديكور.. فهو شر لا بد منه، مشيراً إلى أن التباريك، والتهاني، التعقيبات على مواقع التواصل الاجتماعي تعطي انطباعا خادعا بأهمية العمل بقدر عدد أصدقاء المبدع وشهرتهم، وهذا من ناحية، يجعل الناقد الذي له رأي آخر أن يتراجع عن رأيه، حتى لا يبدو سيكوباتيا و(قتم)، لكن الأخطر أنه يعطي انطباعا عند المبدع نفسه بالإشباع والزهو فهو ليس في حاجة إلى الناقد".
واختتم الحديث بكشفه عن شبكات المصالح في الساحة النقدية، وعلاقتها بالفوز بالجوائز الكبرى.
Kommentare