top of page

في الحلقة قبل الأخيرة من شاعر المليون سعد بن بتال ينضم إلى قائمة الشعراء المتنافسين بـ83% عن الحلقة

6 شعراء يتنافسون، وسيف المنصوري يُعيد البيرق إلى المسرح بقصيدة

30% تمنحها اللجنة للشعراء في الحلقتين النهائيتين، و40% للجمهور.

دعوة للمشاركة في شاعر المليون للأطفال يوم السبت القادم في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي

انضم الشاعر سعد بن بتال من الكويت إلى شعراء الحلقة ما قبل الأخيرة من المسابقة، وذلك بحصوله على 83% عن الحلقة الثالثة من المرحلة الثالثة بعد أسبوع من الانتظار وتصويت الجمهور له عبر الرسائل النصية، حيث أعلن حسين العامري عن اسمه بعد جولة قصيرة من اللعب على أعصاب الشعراء بحضور زميلته مريم مبارك.

ليكون بن بتال من ضمن الشعراء الستة الذين قدموا ليلة أمس قصائد غاية في الجمال، وهم: خزام السهلي، محمد السكران التميمي، وعبدالمجيد الذيابي/ من السعودية، وراجح الحميداني/ من الكويت، وزينب البلوشي/ من الإمارات، ليصبحوا جميعاً على مسافة أيام قليلة من اللقب والبيرق والملايين الخمسة، وليكمل بن بتال مشواره في المسابقة الأكثر شهرة بين مسابقات الشعر النبطي، والأوسع انتشاراً ومشاهدة من بين البرامج المهتمة بالتراث المعنوي.

أما مشوار الشعراء سعود بن قويعان 42%من الكويت، فهد المري 42% من قطر، وسامي العرفج 40%من السعودية؛ فقد انتهى على خشبة مسرح شاطئ الراحة، ومع ذلك لا يعني خروجهم من المنافسة سوى أنهم في بداية طريق الانتشار والشهرة.

تمام العاشرة من مساء أمس انطلقت أحداث الحلقة قبل الأخيرة من برنامج "شاعر المليون" بموسمه السابع، من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، بحضور أعضاء لجنة التحكيم (سلطان العميمي، د. غسان الحسن، حمد السعيد)، وجمهور المسرح الذي حضر مشجعاً ومتذوقاً.

في حلقة الأسبوع الماضي؛ كان سلطان العميمي قد كشف عن معيار حلقة ليلة أمس، فقد طلبت اللجنة من الشعراء كتابة قصائد رئيسة لا يقل عدد أبياتها عن 10 أبيات، ولا يزيد عن 12 بيتاً، حرة الوزن والقافية والموضوع.

أما المعيار الثاني الذي أعلن عنه مساء أمس فقد تمثل في الرد على الشاعر سيف المنصوري حامل البيرق في الموسم السادس 2013-2014، وهو الذي فضّل إعادة الأمانة التي كانت بين يديه كي يستمر التنافس بين الشعراء.

وبناء على النصوص التي قدمها الشعراء ليلة أمس، وأبيات الارتجال التي جارى فيها الشعراء المنصوري حامل البيرق، فقد حصلت زينب على أعلى الدرجات التي تمثلت بـ28.6، تلاها الذيابي بـ28، وحصل السهلي والحميداني وبن بتال على26.3، وحصل السكران التميمي على 25 درجة.

- من جهة أخرى وجّهت اللجنة المنظمة للبرنامج الدعوة للمشاركة في شاعر المليون للأطفال في موسمه السابع، حيث سيتم التسجيل للترشح يوم السبت القادم 14 مايو 2016 في مسرح شاطئ الراحة، ما بين العاشرة صباحاً حتى الثانية ظهراً، ومن ضمن الشروط والمعايير ألا يتعدّى عُمر المشارك 12 سنة، وإحضار قصيدة موزونة لا تتعدى 15 بيتاً.

محطات من الأمسية

  • تحدث العميمي تحدث عن آلية التنافس في الحلقة الأخيرة من شاعر المليون، فالمطلوب من الشعراء كتابة قصيدة حرة الوزن والقافية والموضوع، وستعطي عليها اللجنة 30% من الدرجات، في حين تذهب 30% لحلقة ليلة أمس. وتبقى 40% للجمهور.

  • عن الفخر ألقى الشعراء أبياتاً، تغنوا فيها بالإمارات، والمجد الذي وصلت إليه، وكذلك الازدهار الذي حققته، وعلاقة التكاتف والتعاضد مع قيادتها.

  • ضيفان حلا على شاطئ الراحة، وهما محمد الدعي الذي أنشد قصيدة من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشاعر المعروف جمعة بن مانع الغويص.

السهلي.. على طريق الشهرة

خزام السهلي الذي لم يكن متوقعاً استمراره في البرنامج بسبب شراسة المنافسة، منذ اشتراكه مرحلة الـ100، ولعل أكثر تعليق رسخ في ذاكرة الشاعر جاء من الناقد سلطان العميمي، علي بيت ألقاه خزام، ما استدعى العميمي للقول: إن ذلك البيت من أجمل الأبيات التي مرت عليه في تاريخ المسابقة.

تمادى الليل يا نور الصباح اللي سهرت أرجيه على باب الأمل يقبل مثل ما يقبل الساعي

بأحلام الفقير اللي قليل من الفرح يرضيه مضى ثلثين عمره ما دعاه لبسمته داعي

رسم للحلم تلويحة يدين وللغياب وجيه وللتذكار دمع وللجروح المقبله ناعي

وانا مثله رسمت الليل درب ولا بغيت أسريه ظلامه يرمي بوجهي تعب ويهشّم أضلاعي

طواني الهم من كثر احتياجي والمسافه تيه وأنا كنت أنتظر عين السماء تشفق على قاعي

نعم مثله ولي ربٍ ليا منّي سجدت أدعيه يجيبك يا أول أحلام الطفوله وأكبر أطماعي

وبعد ما جابك الله بدرٍ موافق هوى ساريه تباشر بك خفوقي قبل صوتك يحضن أسماعي

يا حلمٍ ما حلمت إني أعيشه وأتهنى فيه سوا باشعاري اللي تشبهك يا بذرة ابداعي

لفيتيني عمر كنت أتمنى لو قدرت أشريه بعمري وأهتني لذّة منامي وأهجر أوجاعي

تجلّيتي مثل نور القمر ما يقبل التشبيه وكنّ الناس من حولك نجومٍ ما لها داعي

د. غسان الحسن قال بداية، وقبل التعليق على قصيدة السهلي: نحن في المراحل النهائية، ولا بد أن يكون الشعراء على خير حال من الاستعداد.

وعن قصيدة خزام قال: إن الشاعر قدم قصيدة عاطفية جميلة، بناؤها متماسك بما فيها من موضوع، ونوه إلى التماسك في البيت الأول (تمادى الليل يا نور الصباح اللي سهرت أرجيه/ على باب الأمل يقبل مثل ما يقبل الساعي)، ففي هذا البيت مجموعة من الصور جزئية (تمادى الليل يا نور الصباح)، (أرجيه على باب الأمل)، ثم قال الشاعر (قبل مثل ما يقبل الساعي بأحلام الفقير) فلبس ثوب الفقير الذي تشبّه به.

وحول التماسك الموجود في القصيدة قال د. الحسن: إن التماسك بدأ من أول بيت، واستمر حتى آخر القصيدة التي كانت صورها جزئية لكنها ممتدة، وحين قال الشاعر في البيت الأخير (تجلّيتي مثل نور القمر ما يقبل التشبيه) فإن الشاعر وافق الشاعر النابغة الذبياني في التشبيه، لكنه اختلف عنه من ناحية الشعور في الشطر الثاني (وكنّ الناس من حولك نجومٍ ما لها داعي).

سلطان العميمي رحب بالحضور والمتابعين، وقال: إن الشعراء الآن في عنق الزجاجة، وهي مرحلة فاصلة في مسيرتهم.

ثم وجه كلامه لخزام السهلي فقال له: أنت شاعر مميز من أول مرحلة من مراحل هذا الموسم، و"العين عليك من اللجنة" من البداية، فقد عقدنا العزم عليك. أما بالنسبة للقصيدة التي ألقيتها الليلة فهي جميلة، وأريد التعليق على جزئية واحدة تموضعت في بيتين هما: (رسم للحلم تلويحة يدين وللغياب وجيه/ وللتذكار دمع وللجروح المقبله ناعي)، و(وانا مثله رسمت الليل درب ولا بغيت أسريه/ ظلامه يرمي بوجهي تعب ويهشّم أضلاعي)، حيث كنت هنا مخرجاً سينمائياً ورساماً كذلك، فقمت بداية بتوزيع الأدوار، لنجد أيضاً أن الرسم بات موزعاً على الأبيات من الأول إلى الآخر.

وما لفت نظر الناقد كذلك تركيز الشاعر على مفردات مثل (الليل، الصباح، نور القمر، نجوم) بما فيها من دلالات على الألوان، ومن هنا يمكن النظر إلى تلك القصيدة من زاوية أنها قصيدة رسام، ورسم شاعر.

حمد السعيد أكد أن خزام السهلي بطل شعر، وأثبت أحقيته في المرحلة النهائية، فمشاركاته جاءت متصاعدة عبر البرنامج، ما يؤكد نضج الشاعر شعرياً، وهو الذي شبّه معاناته في النص الذي قدمه ليلة أمس بمعاناة الفقير، وعلى طرق مميز.

وأضاف حمد السعيد: في النص سيناريو جميل، تجسد في عدة أبيات من بينها (وانا مثله رسمت الليل درب ولا بغيت أسريه/ ظلامه يرمي بوجهي تعب ويهشّم أضلاعي)، والبيت (تجلّيتي مثل نور القمر ما يقبل التشبيه/ وكنّ الناس من حولك نجومٍ ما لها داعي)، وقد أعجبني تمكنّك من الأداء، وتفاعلك مع القصيدة. وأستطيع القول إنك أصبحت مميزاً، ووضعت قدميك في بداية طريق الشهرة، أنت الذي كنت مختلفاً في الأداء والإلقاء والتمكن من المسرح منذ بداية المسابقة.

الحميداني.. اسم في سماء الشعر

القصيدة التي ألقاها راجح نواف الحميداني جميلة ومؤثرة، وتكفي الأبيات الأولى للحديث عن موهبة الشاعر كما قال الناقد سلطان العميمي، وجاء في النص:

الليل يوقف بوجه النوم وقفة خصيم نازَل على العين فرّيس النعاس وغلب

أجرّ فيه النسم وارقب مهب النسيم بضلوع تسبر نسانيس الصبا عن كثب

ضايق ومزحوم بأفواج العتاب الأليم أحيان وسع الصدر ما هو بقد العتب

استنطق "الـ ليه؟" من فم الظلام العتيم وأملى هدوءه نقاشات وجدال وصخب

قالوا لي النار دايم تنتشر بالهشيم وقالوا لي إنها ما تطفي دام فيها حطب

لكّن ما قالوا إن الحرب نار وجحيم ما تشتعل غير ف أجساد وبلاد العرب

زادوا على محمد الدرّة محمد وسيم وزادوا على هم غزّه غم حمص وحلب

"حبيب الاطفال" وإن ودّع حميمٌ حميم يصير صمت الأدب مشروع قلة أدب

ف الشام من وين لأيتامك طبيب ونديم الأرض تنبت وجع والمزن تمطر لهب

ومع كل هزة تدك الارض يسقط يتيم ما عاد به جذع لا هزوه يسقط رطب

عن كل تعليل قاسي يا العطوف الرحيم لقيت في جعبة أعذاري جواب وسبب

وف الموت بالذات ما حصلت للسين جيم تعبوا من الموت؟ ولاّ الموت منهم تعب؟

ولاحظ العميمي أن الثيمة التي اشتغل عليها الشاعر تمحورت حول تصوير الإحساس بالألم، وهو ما طغى على الأبيات الشعرية، وهذا ما نجده في البيت (ضايق ومزحوم بافواج العتاب الأليم/ أحيان وسع الصدر ما هو بقد العتب)، والبيت (استنطق "الـ ليه؟" من فم الظلام العتيم/ وأملى هدوءه نقاشات وجدال وصخب)، وأشار الناقد إلى أن الشاعر في حديثه عن الطبيب محمد وسيم جاء إنسانياً، وهو الطبيب الذي بذل روحه في سبيل الأطفال وكبار السن أيضاً، وهذا البعد الإنساني أضاف للشاعر الإحساس العميق بالمأساة الموجودة. وختم العميمي بالقول: إن الحديث عن القصيدة يطول، لكن الشاعر لا يزال متألقاً وإنسانياً.

حمد السعيد قال موجهاً حديثه لراجح: استطعت أن تخط اسمك في سماء الشعر، وأنا من جمهورك، فهذا النص فخم ويستحق الثناء، وحضورك اليوم حضور أبطال. أما مدخل القصيدة فيحتاج إلى شرح يطول، ولا يكتبه إلا شاعراً متمكناً، في حين جاء التركيب جميلاً، والصور متميزة وراقية، ومفرداتها مختارة بعناية، كما في البيت (أجرّ فيه النسم وارقب مهب النسيم/ بضلوع تسبر نسانيس الصبا عن كثب)، إلى أن يقول (ضايق ومزحوم بأفواج العتاب الأليم/ أحيان وسع الصدر ما هو بقد العتب)، بالإضافة إلى البيت (لكّن ما قالوا إن الحرب نار وجحيم/ ما تشتعل غير ف أجساد وبلاد العرب)، ومع أن التوظيف جاء جميلاً لكنه محزن.

السعيد أعجبه تسليط الشاعر الضوء على المحمدين، محمد الدرة، ومحمد وسيم، وكذلك على غزة وحمص وحلب، ورأى ان كل شخصية تجسد بطولة ومقاومة شعب، وفيه النص دلالات على ذلك مثل (يتيم)، (رطب)، (تعبوا)، وهي اختصار وتجسيد لحال سوريا، والناقد يشارك الشاعر ذلك الألم. ثم ختم بأن النص شامخ جداً.

د. غسان الحسن لم يخالف العميمي والسعيد في إطرائهما، مضيفاً: إن الأبيات الخمسة الأولى من القصيدة تبدو وكأنها تنم عن حالة ذاتية خاصة بالشاعر، لكن فيما بعد يتضح أن هذا الهم الفردي ليس إلا هماً جماعياً قومياً أوسع من النطاق الذي يعيش فيه الشاعر، وفي هذا شيء من الجمال.

ثم جاء الشاعر بسبعة أبيات ذهب فيها من الخاص إلى القومي، كما ذهب إلى تلخيص الهم العام، مثل ما تجلى في البيت (لكّن ما قالوا إن الحرب نار وجحيم/ ما تشتعل غير ف اجساد وبلاد العرب). بعد ذلك لخص الشاعر الهم في شخصيّ الطفل محمد الدرة والطبيب محمد وسيم، وفي مدينة غزة ومدينتي حمص وحلب.

وما أعجب د. غسان مفردة (زادوا) في البيت (زادوا على محمد الدرّة محمد وسيم/ وزادوا على هم غزّه غم حمص وحلب)، فهي تشير إلى أن الفاعل هو واحد، وبالتالي لم يحتج الشاعر إلى ذكر فاعل آخر، وهذا الأمر إن كان مقصوداً أم لا؛ فإن فيه رؤية واضحة وواعية لما يدور. كما توقف الناقد عند الشطر (ف الشام من وين لأيتامك طبيب)، ورأى أن مفردتي (لأيتامك) و(طبيب) جاء فيهما تخصيص، ثم أورد في الشطر (ومع كل هزة تدك الارض يسقط يتيم) مفردة (يتيم). وفضّل لو أن الشاعر ترك المسألة أوسع من ذلك، حيث للطبيب مهمة ليست لليتيم فقط. ومع ذلك في النص إشراقات جميلة.

زينب.. شيهانة الشعر

زينب البلوشي التي حصلت على 51% من تصويت جمهور المسرح، توقعت وصولها إلى مرحلة متقدمة من المسابقة، وأكثر ما رسخ في ذهنها أن المتلقي الذي يسمع قصائدي يعرف أنها إماراتية، استطعت من بناء قاعدة جماهيرية، تمثلين الشعر النسائي، وقال في نصها (إعراب الضمير):

ضميرنا وإن قالوا إن المُستتر عنده ضمير سلاح نور يعزّنا ويشق ديجور الظلام

يوم الطواغِ ما لها في العير والاّ في النفير لانت صدور المسلمين وكن ما فيها عظام

دقّت طبول السّلم يوم الحلم في الفصل الأخير يدوي بصوت الحق رعد ويمطر العالم سلام

وابيّضت عيون الكظيم اللّي على همّه بصير ما يستحل الدم والمسلم على المسلم حرام

غيرَته بالله تستجير وفزعة عروقه تجير وتطوّع الجائر بكثر الحق وتفك اللّحام

لا اشتد عصف الرّيح ما يسمع لها الظالم صفير الله يسخّرها ليالٍ سبع ويسوق الغمام

نغضب إذا مسّوا كرامتنا ووحدتنا تغير قدّام يا وعدٍ شهدنا وقفته يوم استقام

كبّر وصفّ العز خلفه واستوى المجد الغفير والغيم يستسقيه وامطر شَعْب ما فيه انقسام

ما دنّسوا تربة عروبتنا لأن القاع غير ماطى القدَم يلْحَقه من طيبٍ يدوسونه ملام

قالوا عرب كنّا بخير أقول لا زلنا بخير ما دام جذر الأرض فينا فرّع اغصانه وقام

نتنصّخ الأمجاد عز ونشهق بليّا زفير ما نختنق واحنا نحيّي السّلم ونرد السّلام

حمد السعيد وصف زينب البلوشي بأنها شيهانة الشعر، وأضاف: حضورك بحسك الوطني القومي تجاوز المحلية، بما تملكين من نفس إماراتي، وبما تحمل قصيدتك من ثقافة دينية، ومن ترابط، وصور جميلة جداً، كما في البيت (كبّر وصفّ العز خلفه واستوى المجد الغفير/ والغيم يستسقيه وامطر شَعْب ما فيه انقسام)، حيث في هذا البيت تمكن واضح.

د. غسان الحسن أشاد بمستوى الشاعرة الذي كان يتصاعد على مدار المسابقة، وقد أثبتت ذلك من خلال هذا النص بدءاً من العنوان، وكذلك من أول بيت الذي قالت فيه (ضميرنا وإن قالوا إن المُستتر عنده ضمير/ سلاح نور يعزّنا ويشق ديجور الظلام).

ثم دخل الناقد إلى مرتكزات القصيدة، فالموضوع وطني قومي إنساني كبير، وقد اقترن الشكل بالموضوع، حيث لهما الأهمية، بعدهما يأتي التسلسل، وقد تفوقت الشاعرة في اقتناص الموضوعات المهمة التي كانت تذهب إليها، كما الأمر بالنسبة لهذا النص، ومن أجل تكثيفه التقطت عبارات وأشياء من الثقافة العربية، أي من القرآن والحديث، ومن اللغة أيضاً بما فيها من عبارات وظفتها في النص، ولجأت الشاعرة كذلك إلى التلاعب في الأقوال، كما في عبارة (دقت طبول السلام) التي خدمت القصيدة، وجاءت قلباً للصورة (دقت طبول الحرب) ، وعبارة (واستوى المجد) وهنا جاءت العبارة تشبيهاً بالاستواء في الصلاة، وهذا التغيير المختلف في العبارات يشكل مفاجأة، حيث لم تستخدم الشاعرة عبارات مألوفة، فجميع ما استخدمته ينتمي إلى القصيدة، وإلى الشاعرة ذاتها، أما الموضوع فهو يشير إلى الناحية الوطنية، وإلى (السلم) التي تكررت ثلاث مرات، وكذلك مفردة (عروبة). ورأى د. غسان أن النص يتسم بالتفاؤل، مشيراً إلى أن التفاؤل هو سمة قصائد الشاعرة، رغم ما فيها من إشارات واقعية، وختم بقوله: إن قصيدة زينب مثقفة، ومخدومة موضوعاً ومفردات وصورة.

من جهته أكد سلطان العميمي على جمال القصيدة وفخامتها، والتي تثبت من خلالها زينب أنها في كل مرة تقدم قصيدة أقوى من سابقتها. مشيراً إلى الوعي والإبداع الموجود في النص المليء بالإشارات التاريخية والدينية والثقافية، واضاف أن كل صورة يمكن تفسيرها وتحليلها بأكثر من زاوية، لكن ما أعجبه امتزاج مشاعر زينب الإماراتية بالمشاعر العربية، الانتقال بين تلك المشاعر بذكاء.

وعن البيتين (نغضب إذا مسّوا كرامتنا ووحدتنا تغير / قدّام يا وعدٍ شهدنا وقفته يوم استقام)، و(كبّر وصفّ العز خلفه واستوى المجد الغفير / والغيم يستسقيه وامطر شَعْب ما فيه انقسام)؛ قال الناقد إن انتقالاً ذكياً بينهما، وهو يعبر عن الروح الجميلة للشاعرة، التي جاءت بتصوير عميق جداً في البيت الثاني منهما (انقسام). وما أعجب العميمي أن القصيدة تقرأ كنص يدعو للسلام (قالوا عرب كنّا بخير أقول لا زلنا بخير/ ما دام جذر الأرض فينا فرّع اغصانه وقام)، وكذلك البيت و(نتنصّخ الأمجاد عز ونشهق بليّا زفير/ ما نختنق واحنا نحيّي السّلم ونرد السّلام)، ففيهما صوت قوي واثق يدعو إلى السلام، تلك الصفة التي تعتبر من أنبل ما يمكن أن يوصف به الإنسان.

الذيابي.. جوهر شعري

عبدالمجيد الذيابي ألقى (ليل الحزن)، فجاء نصه جميلاً أعجب لجنة التحكيم، حيث قال سلطان العميمي إن الذيابي الذي لا يزال يثبت أنه عداء صاحب نفس طويل، فهو منطلق بقوة لم تقل درجة الإبداع فيها، وقال الذيابي في النص:

ساد ليل الحزن وانهالت على الصدر الغمامه واختفت شمس الفرج والصبر طال وزاد حده

والفياض البيض فيها من رسوم الوقت شامه من هجرها الغيث والخدان بيدن مجرهده

والبعير اللي نسف حمله وفاختني خطامه كل ما زدت الهقاوي فيه باح الوقت سده

لي سنه وانا اتحراله متا يقضي صيامه حين فك صيامه اللي طال قام يعض بده

ياكله شوقه على أحبابه وياكلني ندامه انتحابي عن سكون الليل وعناق المخده

في رجا بدرن سطع نوره وسراني هيامه تضحك الأيام من ضحكت شفاه ولين قده

عن بحر حبه بحور الشعر تصرفها الملامه شرد بيوت القصيد تذوب في جزره ومده

من يشوف الشمس وسط الليل في ذروة ظلامه ما يعذّل فيه عبرات العيون المستبده

والبرَد والجمر لو عجزت تغطيها اللثامه أعرف إنه في عيون الناس ما لي عنه صده

فارقه عنهم مثل فرق الشداد اعن المسامه في عيون أهل الوفا وأهل الفعايل والأشده

لين ساومني على وصله وأنا عندي كرامه عادة الطيب يتله عرق أبوه وعرق جده

أقفت ركابه وشرهات الغلا خلفه وأمامه الليالي ما تجي دايم على ودّي ووده

ما فضح عزم الشجيع اللي رصاصه في حزامه غير عينٍ دمعها همال من جرح الموده

عن عيون احبابي اللي يزرعون الابتسامه ودي أقفي وأطلق المسباق للهاجس وأهده

تحتويني كل ما غنت على الغصن الحمامه كنّها تسمع صدى صوتي يناديه وترده

أكد الشاعر من خلال نصه هذا على أنه في مسيرة متصاعدة منذ البداية، كما قال د. غسان الحسن، وأضاف كلما قلت إن الشاعر وصل إلى القمة، ارتقى أكثر في نصوصه التالية. أما عن نص ليلة أمس قال الحسن: النص متماسك بقوة، وكأن الذيابي كتبه خلال جلسة واحدة، حيث لا تلكؤ فيه، ولا فجوة في المعنى، كما تراتبت المعاني وترادفت بصور جميلة في ذلك الموضوع الذاتي، ومع أن إلقاء الشاعر كان حماسياً أكثر مما ينبغي، إلا أن التصوير فيه رائع جداً، وفي كل الأبيات ثمة حصيلة وافرة من الجوهر الشعري، أما مفردة (شامه) في البيت (والفياض البيض فيها من رسوم الوقت شامه/ من هجرها الغيث والخدان بيدن مجرهده) فتعطي معنى جدياً في السياق، في حين جاءت مفردة (المجرهده) من البيئة المعتادة للشاعر الذي استفاد من توظيف العادي في نصه.

وأضح د. غسان أن في ذلك النص الرائع رموز مثل (البعير، البدر، الشمس) شكلت انتقالات معينة، لكنها بالنسبة للشاعر كانت بمثابة نقاط في موضوعه وفي أبياته التي يقال فيها الكلام الكثير، والتي هي عبارة عن كتل، فالبيت (ياكله شوقه على أحبابه وياكلني ندامه/ انتحابي عن سكون الليل وعناق المخده) يؤدي إلى بيت. وما لاحظه الشاعر ازدحام العيون في النص مثل (عبرات العيون، عيون الناس، عيون أهل الوفا وأهل الفعايل والأشده، عينٍ دمعها همال، عيون احبابي)، وكلها عيون وظفها الشاعر من دون أن يشعر المتلقي بالملل.

من ناحيته عبر سلطان العميمي عن فخره بالذيابي الذي يثبت أنه قادر على التعبير عن بيئته، وهو الذي يملك مقدرة على خلق ابتكارات جميلة وجديدة منها، وهي ميزة ليست موجودة عند كل الشعراء، أما الصور والمشاهد السينمائية في النص فهي عدية، مثل (المستبده، البرد اللثامه، شرهات الغلا، تحتويني)، ما يؤكد أن الذيابي مبدع، وبطل من أبطال الموسم السابع كما قال السعيد، فوصل إلى هذه الحلقة بجدارة ليلقي قصيدة متميزة.

التميمي.. أسلوب متفرد

محمد السكران التميمي، أو فارس الشعر الذي باتت تُعرف قصائده من دون أن يدون اسمه، مثلما قال الناقد حمد السعيد، حيث قال التميمي في أبيات تلك القصيدة:

أنتي عذيّـه وأنا شاعر وقدّ المقام يغلا جسر بين ماضي ومستقبلي

أنتي سبب صدتي عنك قبل كم عام يوم أتحامل على نفسي واسوق اجملي

في رحلة التيه تقتلني عباة الظلام من يبتسم لي واعده واحدٍ من هلي؟

يعزمني الحزن في بيت الشقا والهيام كل ما بغيت ألتهي عنك ذبح لي طلي

من البدايات في حبك المسك الختام على كثر ما تعلمتلك يزيد جهلي

أحيان أشوفك نبط خارج نطاق الكلام وأحيان أشوفك سحابة صيف ما تنجلي

ليت الليالي علي مرت مرور الكرام وأنا على صهوة الغربة وصدري ملي

من قلبك الصلب لو إني لقيت اهتمام ما طال صبري على المنفى وطال ازعلي

يا فاتنه ماني بيوسف عليه السلام قدّي قميصي وأجيك من آخري لأولي

أنا تجاوزت في حبك حدود الغرام في وجهك أشوف عمّاني وجدي علي

في باطنك باقي منهم رفاة العظام وفي ظاهرك ما بقى منهم سوا مايلي

منازلٍ زاد وحشتها هديل الحمام هي خاليه والحمام اللي يغني خلي

يا نجد آن الأوان إني أموت احترام مكتوب للتالي إني ألحق الأوّلي

سلطان العميمي أبدى إعجابه بالقصيدة، وباللجهة النجدية التي جاء بها الشاعر، فهي من الظواهر الصوتية المميزة في السعودية. وأضاف: دائماً تتحدث عن قضايا بعيدة عن الهم الشخصي المباشر، إنما تذهب إلى الهم العربي القومي، وقد لعب الشاعر على أنسنة الأشياء الجامدة أو تحويلها إلى كائنات حية، فحول (الظلام) إلى بشر، و(العباة) إلى قاتل، فيما جاءت الصور الشعرية في القصيدة المتماسكة كثيرة، وتوضح أسلوب الشاعر. وقد كشف العميمي عن نبرة العتب التي جاءت أحياناً مرتفعة فيما قدم التميمي، رغم عدم غياب المحبة والغلا.

حمد السعيد أد على أن للشاعر أسلوبه الشعري المنفرد، وأضاف أن الشاعر ألقى أجمل ما قيل في نجد، بإحساس جسده وسطره في معزوفة جميلة حملت واللوم والعتب والحب والحنين والغربة، وبصور شعرية كانت حاضرة من أول بيت إلى ختام القصيدة المليئة بالجمال والصور بالشاعرية، كما في البيت (يعزمني الحزن في بيت الشقا والهيام/ كل ما بغيت ألتهي عنك ذبح لي طلي) صورة جميلة جداً، وكذلك التصوير الذي جاء في محله في البيت (يا فاتنه ماني بيوسف عليه السلام/ قدّي قميصي واجيك من آخري لأولي)، ففيه تناغم مع قصة النبي يوسف عليه السلام. وأشار الناقد كذلك إلى مفردة (مايلي) في البيت (في باطنك باقي منهم رفاة العظام/ وفي ظاهرك ما بقى منهم سوا مايلي) والتي تهيئ المتلقي للصورة الجميلة في البيت التالي (منازلٍ زاد وحشتها هديل الحمام/ هي خاليه والحمام اللي يغني خلي)، وللصورة في البيت الأخير كذلك (يا نجد آن الأوان إني أموت احترام/ مكتوب للتالي إني ألحق الأوّلي)

د. غسان الحسن علق على علاقة الشاعر مع الوطن الذي تجسد في القصيدة من خلال صورة فتاة، يغازلها ويعاتبها، فكتب سبعة أبيات في الوطن. أما معالم الانكشاف فبدأت مع البيت (أنا تجاوزت في حبك حدود الغرام/ في وجهك أشوف عمّاني وجدي علي)، غير أن هذا الانكشاف لم يكن 100%، إلى أن جاء البيت الأخير (يا نجد آن الأوان إني أموت احترام/ مكتوب للتالي إني ألحق الأوّلي)، إلى درجة أن الظن يذهب بالمتلقي إلى اتجاهات أخرى، تتجسد في العشق والحب والعتب، وهذا يدل على كم محبة الشاعر لنجد، لكن كانت للناقد ملاحظة على ذلك الطرح، وهي أن الشاعر يرى أن يلاده هي سبب ما حدث، ولهذا يعاتبه، والتئام الشمل يكون بأن يراوده الوطن ليعود إليه، وهذا ما تجلى في البيت (يا فاتنه ماني بيوسف عليه السلام/ قدّي قميصي واجيك من آخري لأولي)، وهنا تراسل الشاعر مع الصورة بنوع من التعارض، والنبي يوسف رفض الفتنة، أما الشاعر فلن يرفضها، وهو بحاجة إلى إشارة فقط، مع العلم أن الإنسان هو الذي يصغر أمام وطنه كما قال د. الحسن، لكنه لم يعترض على وجهة نظر الشاعر. أما بالنسبة للشخوص التي تبلورت في النص كثيرة، مع العلم أن السكران لم يذكرها. غير أن الناقد لم يجد في عبارة (سوى مايلي) شاعرية، وقال إنها من مفردات الناثر لأنها تنتمي إلى العقل الواعي.

بن بتال..

سعد بن بتال ألقى قصيدة أعجبت الناقد السعيد الذي رأى فيه تجانساً بينه وبين الأداء، مختاراً قافية صدر وعجز واحدة أضافت جمالاً لما ألقاه:

حول النجم البعيد لمرقبه مدري غيابه والسهر راحت تعاليله وقرب من مشيبه

وروح المشتاق مع صوت العنود إلي سرابه وغابت الأصوات لو هي من مدى سمعه قريبه

ليله البارح سرى البرد وطوى الشاعر كتابه التلاقي كان ملح الليل من بعد المغيبه

راح نصف الليل والطرقي قضى باقي زهابه وباقي من الليل نصفِ عش حلاته بالي هيبه

مرحله وصل الغلا مرهونه بكسر الرتابه اكسري حاجز رهيب الصمت ما في الحب ريبه

ساعة أسمع صوتك أشعر بأن في صدري رحابه وإن سمعي ياخذ من حروفك العذبه نصيبه

ليت سور الوصل ما سكّر عن العشاق بابه كان سوره صار ذكرى من حبيب إليا حبيبه

أخذ من الهجر صحرا بعد ولا خوف غابه وأخذ من القرب نشوه روح في لحضه عجيبه

أدري إن الزين فيك أكبر من وصوف الذرابه بس خلي شاعرك يقدر يجيب إلي يجيبه

يا مهاة الصيد بعض الصيد في العين يتشابه وفرقك إنك قايده ومعتقه عنق ونجيبه

ينظر الرماي فيك بعين تحقيق الإصابه وتخطي الرميه هدفها إلي تبيبك ما تصيبه

استبيحي دفتر الشاعر قبل يفنى شبابه إنتي أول ملهمه ترسم علي أوراقه نحيبه

سلم الله جرح قلبِ طيبِ يحمل صوابه لو تضايق منك ما شافت عيونك غير طيبه

ونص بن بتال جاء مسترسلاً، كما أضاف السعيد؛ وهو بتحدث عن موقف غرام وشوق من خلال سيناريو متميز في صوره التي كانت تمتد في أكثر من بيت، كما الحال في البيت (يا مهاة الصيد بعض الصيد في العين يتشاب وفرقك إنك قايده ومعتقه عنق ونجيبه)، والبيت (ينظر الرماي فيك بعين تحقيق الإصابه/ وتخطي الرميه هدفها إلي تبيبك ما تصيبه)، وهذا الامتداد دليل تمكن الشاعر من أدواته.

سلطان العميمي وجد سعداً بمستوى المرحلة التي وصل إليها، فما لفت نظره أن القصيدة التي ألقاها الشاعر بدأت بانتهاءات جميلة (حول النجم البعيد لمرقبه مدري غيابه/ والسهر راحت تعاليله وقرب من مشيبه)، تمثلت في (النجم البعيد)، (غيابه)، (تعاليله)، (قرب من مشيبه)، وهو ما ترك أثراً في ذات الشاعر، في غياب التلاقي (ليله البارح سرى البرد وطوى الشاعر كتابه/ التلاقي كان ملح الليل من بعد المغيبه)، الذي هو أحسن من الهجران، والذي تجلى في البيت (ليت سور الوصل ما سكّر عن العشاق بابه/ كان سوره صار ذكرى من حبيب إليا حبيبه)، وهنا نجد صورة جميلة جداً، وكأننا أمام فاصل وحجاب، فالباب يفتح ويقفل، والسور فاصل وواصل، ومثلما أعجبه ذلك البيت، أعجبه البيت الذي قال فيه الشاعر البيت (يا مهاة الصيد بعض الصيد في العين يتشاب وفرقك إنك قايده ومعتقه عنق ونجيبه).

والقصيدة جميلة في فكرتها وبنائها مثلما أشار سلطان العميمي رغم عادية الموضوع. فقد تحدث الشاعر عن بيئة البر والصياد والعنود والمهاة، وعبر عن بدء الرحلة (ليله البارح سرى البرد وطوى الشاعر كتابه)، واستند إلى المفردات الدالة على الصوت في الثثل الأول من القصيدة (صوت العنود، غابت الأصوات، أسمع صوتك)، وفي الثلث الثاني صار أكثر بوحاً، ثم عاد الشاعر في الثلث الأخير إلى الوصف، وما أثار عجب الناقد أن الصياد في النص كان يلاحق طريدته ويدعوها بأن تستجيب لطلبه بأن يصيدها، مبدياً إعجابه بالفكرة رغم غرابتها، وهو مما جعل القصيدة مميزة، ومن القصائد المختلفة التي مرت عليه.

المنصوري.. حافظ الأمانة

ألقى سيف المنصوري قصيدة أكد من خلالها أنه سيترك البيرق للشعراء المتنافسين في هذا الموسم، وقد اقتطفنا من نصّه:

دنّ الرعد لا البارق الزفّان اللي غدا له في السما شريان

كنّه مهند في مين محمد في ساحة يرهب به العدوان

وأنا مسامر في الغلس عرضاته شامخ مناحر بارد الشفّان

أدكّ في الميدان وأغبر به وعلى الرمك أصهل بدون عنان

وأجاوب الرعد على منحاته اللي نشد عن بيرق الشجعان

العام قيّظ فوق زمة يرّه دونه نخيل البدو فاليوّان

قرنص وتم الريش في جنحاته وبعض التبن في المنكبين يبان

محزق الريش بجزل المعنى والدّق في صدره من القيفان

نقشة صفاره في حَمَاره كنّها جردالة في منحرٍ الرويان

راهي على وكره وجبرٍ ساقه وإن شطشط يهيض له الوجدان

يشوش راسه بين دونك والزم وإن وشوش النكود دخلها جنان

ما ينلزم عند اللزوم سبوقه معيد صيد يسخّر الحفّان

واليوم تاح النايفة في حلّه وأهديه صقاره من الضيفان

عاداتنا عاد الليالي محيله نهدي النوادر غاليات أثمان

- أعضاء لجنة التحكيم أثنوا على القصيدة التي قدمها المنصوري، وقالوا إنها تمثل إبداعاً حقيقياً، والشاعر لا يستهان به، حيث تمكن من التعبير برمزية عما يريد (وهو تسليم البيرق للبرنامج كي يصل إلى مستحقه)، وذلك من خلال موضوع رائع وهو القنص، مستخدماً قاموسه الواسع الملفت للنظر، وشكرته اللجنة على إعطاء زملائه الشعراء الفرصة لاستمرارية التنافس فيما بينهم.

وطلب أعضاء اللجنة من الشاعر الاستمرار في حضور المناسبات الشعرية، والتواصل كذلك مع الإعلام، متمنين أن يوافق على طباعة قصائده في ديوان.

- مع استكمال اللجنة رأيها طلبت من الشعراء المعيار الثاني للتنافس، فطلبت منهم كتابة بيتين يبدون رأيهم بما أعلنه المنصوري، أو يوجهوا البيتين إلى المنصوري الذي ترك الفرصة لهم للتنافس، ولهم الحرية باختيار الوزن والقافية.

ردود الشعراء

السهلي:

أرحب يا بو سالم بخط النار بعد التحية والسلام الحار

طالبك عن بيرقك لا تتنازل أنا أحب منافس الشعّار

الحميداني:

يا سيف وان كان بغيت تشارك ما قدمك إلا فارس وميدان

وإن ما بغيت ألله يبض وجهك ما هي غريبة عنك يا كحيلان

زينب:

وقت التحدي يا بو سالم حان وأنا كفو في ساحة الميدان

أبغيك تزهلها على اختك زينب والبيرق بيبقى إذا الله عان

الذيابي:

يا سيف لاح البرق فال عياذ علم الحيا في سكة المزان

ابغاك يا راعي الوفا والطيب يا ليتك لاقيك في الميدان

السكران:

ماني بقايل غير صح لسان اللي خداه بشعره الملينا

هذا الإماراتي لو إنا نطلب روحه يقدمها لنا سفطان

بن بتال

يا شعري الرايق الطربان سلم على سيف وأشعاره

الشاعر المبدع الفنان يا زين طرقه وأفكاره

وقد أبدت اللجنة إعجابها بما قدم الشعراء، فكل واحد من الشعراء الستة لجأ إلى مذهب وقافية ووزن، بطروحات مختلفة ومتميزة.

الغويص.. الشاعر الجزل

الشاعر جمعة بن مانع الغويص ألقى قصيدة مديح في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من بعض أبياتها..

الشعر من بين الخوافي أنت لي وإن ياك من روس الفهامة ينتلي

وانفنّ ما بين الفنون الصاملة يبش لها قلب الولي عيذاتّه لي

تسجي بها أفكاري ويصرم بالقلم صريم فرغٍ من مياذ بتدّلي

لي من نضح تنزح له عقول الملا والجزل وانّا غير طاب الأجزلي

والناس وإن قالوا غزير وعايروا قصدي أخالف به هزر المقذلي

ومن شاف غدران السيوح تناضحت يدري المغاني بعضها من جدولي

ولي دنّو الركبان حسكات الوبر دنّيت مردوم السنام العندلي

هذي كِلي وإن شفتها مملايا وإن شفتها ضامر ترا ما هو بِلي

من رِبّ بلي ما ينعطوا ومنفنّقة وأتفاخر بها يوم تعرض رِبّ لي

bottom of page