top of page

المنكوس.. فرحة جماعية بالفوز الإماراتي وذكريات لا تُنسى


كان جمهور الشعر النبطي ومحبو ألحان المنكوس، الأربعاء 27 مارس، وعبر شاشتي قناتي الإمارات وبينونة، على موعد مع الحلقة الأخيرة من برنامج "كواليس المنكوس" المصاحب لبرنامج المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، والذي نظّمته لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، طوال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.

فرحة جماعية بالفوز الإماراتي وذكريات لا تُنسى

استهل مقدّم البرنامج عيسى الكعبي الحلقة باستعراض أهم مجريات الحلقة الثامنة المباشرة والتي كانت الحلقة النهائية ضمن مراحل تصفيات برنامج المنكوس وصولاً إلى اللقب، وما خبأته كواليس مسرح شاطئ الراحة من بروفات ولحظات ومشاعر قلق وانتظار وجهوزية عالية قبيل انطلاق حلقة النهائي، التي أسفرت عن فوز حمدان محمد المنصوري من الإمارات بلقب البرنامج، وحلّ ناصر الطويل من السعودية في المركز الثاني، بينما حلّ علي آل شقيّر من السعودية في المركز الثالث، وفاز هادي آل جابر من السعودية بالمركز الرابع، وكان المركز الخامس من نصيب سعد اليامي من السعودية، وجاء فيصل المري من السعودية في المركز السادس، مع ما شهدته الحلقة الثامنة النهائية من البرنامج من جضور جماهيري حاشد في مسرح شاطئ الراحة، ومترقب لفوز المتسابق المفضّل، وما حفلت به اللحظات العصيبة والمصيرية التي عاشها المتسابقون من مشاعر المودة والإخلاص والمحبة، والقلق والترقب، واشتداد حدة المنافسة عبر الأداء المميز الذي قدمه المتسابقون الستة أمام لجنة تحكيم البرنامج التي ضمت كلاً من لجنة التحكيم الشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، والأكاديمي الدكتور حمود الجلوي من دولة الكويت.

البرنامج فكرة رائدة والفضل لأبوظبي عاصمة الثقافة

وقد سجلت كواليس المنكوس آراء المتسابقين التي اتفقت على أنّ الفوز الإماراتي فوزٌ مستحقٌ عن جدارة، كما أن الفرح بالفوز هو فرحة سعودية إماراتية، وأنه فرح جماعي لكل متسابق خاض تجربة برنامج المنكوس كفكرة رائدة، من المئات الذين قدموا للمشاركة فيه، وصولاً إلى المتسابقين الـ 18 الذين خاضوا منافساته عبر مراحله الأربع، وحلقاته المباشرة الثماني، كما تناولت الآراء مشاعر الوحدة والألفة بين كل متسابق وزملائه، حيث جاء العديد من المتسابقين غير المنضوين ضمن فئة الستة في الحلقة النهائية ليعبروا عن تضامنهم ودعمهم وتشجيعهم لمتسابقي المرحلة النهائية بغض النظر عمن يكون له الفوز باللقب، كما أجمع المتسابقين الذين تم استطلاع آراؤهم في المرحلة المفصلية من نهائيات المنكوس، على أنّ فكرة البرنامج هي فكرة رائدة ويعود الفضل في ابتكارها ومتابعتها ونجاحها إلى أبوظبي عاصمة الثقافة والفنون، والمنصة العالمية للإبداع، كما في كونها حاضنة الأصالة والموروث من خلال اهتمامها بألوان الشعر الشعبي وألحان المنكوس.

بينما عبّر الفائز بلقب برنامج المنكوس، الإماراتي حمدان محمد المنصوري بعبارته الإماراتية الأصيلة "بيض الله وجوه كل من حضر"، عن فرحته بالفوز معتبراً أن الفوز هو للإمارات، وأنّ البيرق إماراتي، شاكراً لجميع من سانده من خلف الشاشات وعبر التصويت الإلكتروني من خلال الموقع الإلكتروني للبرنامج وتطبيق البرنامج، ومن حضر في مسرح شاطئ الراحة.

ثمانية أسابيع من المغامرات والزيارات المفاجئة والأنشطة في مجلس كواليس المنكوس

تلاه عرض استعادي لأبرز محطات كواليس المنكوس، مع الإطلالات التي حفظتها ذاكرة البرنامج للمتسابقين تفاعلاً مع الجمهور، وغناءً وإنشاداً فردياً وجماعياً، وأنشطةً وألعاباً ومغامرات وجلسات سمر وشعر وألحان وتنافس أخوي ومشاعر عميقة جمعت متسابقي المنكوس على حب التراث والاعتزاز به، فكرة بدأت بالإحساس بوجوب الحفاظ على هذا الجانب المميز من الموروث الشعبي، مع إقبال الشباب على المشاركة في البرنامج وفوزهم بلقبه من خلال شاب إماراتي لم يتجاوز بداية العشرينات من عمره. كما تم استعراض إطلالات نصح وإرشاد في تميز المشاركين وهدف البرنامج في البحث عن المتميزين في أداء ألحان المنكوس، وابتكار أنماط تعبيرية جديدة غير مألوفة، تسهم في تجديده والحفاظ عليه للأجيال القادمة.

زيارة الهلال الأحمر والتبرع لصالح الجهود الإنسانية الإماراتية في الخارج

وعبر الحلقة النهائية من كواليس المنكوس كان تقرير ختامي توجته زيارة متسابقي برنامج المنكوس الخمسة: سعد اليامي، حمدان المنصوري، فيصل المري، هادي بن جابر المري، وعلي آل شقيّر، إلى مقر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في أبوظبي، في إطار مبادرة لجنة إدارة البرامج والمهرجانات الثقافية والتراثية في أبوظبي لدعم جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الإنسانية خارج الإمارات من خلال التبرع بمبلغ نقدي قدره 20 ألف درهم إماراتي، لصالح جهود الهيئة الإنسانية والخيرية في جمهورية زمبابوي، وهو المبلغ الذي يساوي عدد مرات تفاعل متابعي البرنامج وجمهور المتسابقين على شبكات التواصل الاجتماعي، في إطار سعي القائمين على البرنامج، للإسهام في عمل الخير كرسالة تؤديها الفنون، وتترجم إحساس متسابقي المنكوس بالمسؤولية المجتمعية وتقديرهم لوفاء جمهورهم ومحبيهم، كما اشتمل التقرير الختامي على عرض فيديو مبادرة المتسابقين الخيرية، التي استلهموا فكرتها من تواجدهم في مجلس كواليس المنكوس التي تزينها أبيات شعرية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ترجمةً لروحية الوفاء للقائد والوالد وإرثه في عمل الخير والإنسانية، كما الوفاء للجمهور الذي تابع حضور المتسابقين في رحلتهم عبر مراحل البرامج، هذه المبادرة التي تمثلت في تسجيل فيديو لقصيدة بأصواتهم وإطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحفيزاً لتفاعل الجمهور من جهة، وعبر هذا التفاعل يكون دعم العمل الإنساني من خلال تبرع إدارة برنامج المنكوس مقابل كل تفاعل ومشاركة وإعادة نشر على وسائل التواصل، لصالح هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حيث تجلت روحية الخير والإبداع معاً في ظلال عام التسامح 2019، في الفيديو الذي تم تسجيله بإنشاد كل من المتسابقين: سعد اليامي، هادي بن جابر المري، فيصل المري، علي آل شقيّر، ناصر الطويل وحمدان المنصوري.

وقد جاءت زيارة المتسابقين إلى مقر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في أبوظبي، لشكرها على أياديها الخيرة على كل العالم، ولشكر جمهور برنامج المنكوس على دورهم في إنجاح المبادرة ونشر رسالة الخير والتسامح من الإمارات إلى العالم، كعمل إنساني واجب على الجميع.

وتجرى منافسات المتسابقين للحصول على لقب "المنكوس" ضمن 8 حلقات تقدم أمام جمهور مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي وتبث على الهواء مباشرة عبر قناتي " الإمارات وبينونة "، وتتضمن منافسات المشاركين الذين تأهلوا من الحلقات التسجيلية التي تم عرضها سابقاً، وتسير مجريات كل حلقة وفق آلية معينة سيتم الإعلان عنها في الحلقة المباشرة الأولى من البرنامج. ويتبع كل حلقة مباشرة، عرض حلقة تسجيلية بعنوان "كواليس المنكوس"، بواقع 8 حلقات تسجيلية، حيث تتضمن كل منها نشاطات المشاركين في البرنامج، وزياراتهم خلال الأسبوع، بعيدًا عن أجواء المنافسة.

يذكر أن برنامج "المنكوس" قد استقبل أكثر من 300 مشاركاً من عدد من الدول العربية لأداء لحن المنكوس، أحد ألحان وبحور الشعر النبطي، و قد قامت لجنة التحكيم باختيار دقيق وفق معايير وشروط محددة، وقد تم إجراء مقابلات مع لجنة التحكيم استمرت على مدار يومي الجمعة والسبت 14 و15 ديسمبر 2018 في مسرح شاطئ الراحة، حيث تم بث هذه المقابلات ضمن حلقتين تسجيليتين يومي 20 و27 يناير الماضي.

ويعتبر "المنكوس" أحد بحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها، وذلك من خلال تفعيلته المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. ويوجد لـ المنكوس عدد من الألحان المتعارف عليها في منطقة الخليج العربي، ولقد قامت لجنة التحكيم باختيار عدد منها لتكون ضمن معايير التقييم في الحلقات المباشرة، بالإضافة إلى عدد من المعايير المهمة والتي تعتمد على جمالية الصوت وقوته وطريقــــة الأداء عبر إتقان اللحن، وطول النفس.

وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت. كما أن هناك من يرجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى حركة طائر الورقاء "أم سالم"، الذي يستدل البدو من حركته هذه على قدوم فصل الصيف، إذ أنّ صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجي أن ينخفض كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يطلق على المنكوس اسم طارق أو لحن المنكوس، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء.

bottom of page