تعودت على أن لا أتصرف أي تصرفات أو أن أتخذ أي قرار إلا بعد توفير المعلومات الكافية التى تجعلنىعلى قناعة تامة ببدء إتخاذ قرارى تجاه شئ ما حتى ولو كان هذا الشئ تتفاوت فيه درجات الإهتمام والأولويات بين الأشياء التى سوف أتخذ حيالها القرار، حتى كتاباتى شهدت عليها أقلامى أن لا يسطر حرف من فراغ، لذا لربما ترددت كثيراً قبل أن أكتب واقع نعيشه الأن..
واقع امتزجت فيه عدة مشاعر واختلطت فيه ردود أفعالنا وسواء إختلفت آراءنا جميعاً لكننا لن نختلف فى أن ردود أفعالنا إختلطت تماما وبالأخص عند سماع كلمة من المفروض أنها مرعبة ومن المفروض أن يكون رد الفعل عندها هو الشعور بالفزع والرعب، دخل "فيروس كورونا" وإنتشر والمؤشرات كلها بدت تشير إلى الزيادة فى الخطورة حتى طرق الوقاية أصبحت ساذجة إلى حد كبير للتصدى لهذا الشبح الخفى والوباء الملعون الذى لايدركه الشخص إلا بعد أن يصيبه ويتمكن منه حتى ولو تم شفاء المصاب فلربما يكون قد نقل الفيروس للأخرين قبل أن يشفى منه.
عندما نسمع أن هناك "فيروس" يهدد العالم وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت على أنه بالفعل "وباء" سريع الانتشار وأن هناك خطر يهدد العالم بأسره وقد إحتاطت منه كل دول العالم فى نفس الوقت التى إختلطت فيه مشاعرنا فبدلاً من أن نشعر بالفزع شبه المطلق والأخذ بأقل الأسباب ألا وهو مبدأ الحيطة والحذر كنوع من الوقاية الواهمة للمنع، أصبحنا نسخر أحياناً ونمزح أحياناً ونندهش أحياناً ونخاف ونراقب ولكن دون مبالاة للواقع المرير والذى يؤشر إلى أن العالم سوف يخاصم نفسه ويعزل نفسه وكما بدأت معظم بوابات العالم الخارجى فى إغلاق مداخلها ومخارجها من موانى ومطارات وطرق برية تعمل على دخول غرباء من الممكن أن يكونوا حاملين للفيروس غير مبالين للخراب الإقتصادى الذى حل على معظم دول العالم والتى بدأت مؤشراته تتجه نحو الخطورة بسبب منع الصادرات والواردات من السلع أى كان نوعها سواء غذائية أو غيرها، بدأ العالم بالفعل الدخول فى عملية الخصام الجبرية "الإنعزال عن الآخرين" خوفاً من عملية إنتقال الوباء إليهم أو نقله للآخرين دون أن يشعرون.
الخطورة فى الموضوع أن الإعلان على أن عملية إنتقال الفيروس بدت سهلة جداً وأن آليات النقل ووسائلها كثيرة وكفى أن الأنباء ذكرت أنها تنتقل عن طريق النفس أو اللمس والأخطر أن عملية اللمس لاتقتصر عن اللمس المباشر بل الأخطر من ذلك هو لمس أى من الأشياء التى لمسها الغير من حاملى الفيروس والتى يصعب حصرها وتعقيمها بصفة مستمرة، وهنا يبقى التساؤل حائراً مثيراً للإهتمام بمسألة المصير القادم وخاصة بعد أن أعلنت الحكومة غلق الكثير من الأماكن العامة والتى تتكدس بالزحام ولاسيما المساجد والكنائس وأيضاًً قرار الحكومة بتأجيل الدراسة مدة لاتقل عن إسبوعين ولربما يمتد قرار التأجيل حسب الظروف حينئذ، فهل فى حين تطور الأمر هل سوف يخاصم العالم نفسه فى مجال العمل، وفى الأسرة، هل سيأتى يوم على الناس رفع أياديها فوق رؤوسها خوفاً من مصافحة بعضهما ببعض باليد، هل ستغلق المحال التسويقية والبيعية خشية من عدم ثقة المتعاملين والمتبادلين للعمليات الشرائية وغيرها، بالفعل بات الأمر أفظع كلما أخذنى التأمل فى الأمور.
والرعب من الاستنتاج ليس للرهبة من الموت ولكن للشكل العام للحياة القادمة والذي هو أرهب من الموت ذاته وهى العزلة المميتة لا قدر الله..
Kommentare