top of page

منال السيد تكتب : للعُلا أبناءَ مِصْرٍ للعُلا .. وبِمِصْرٍ شَرِّفُوا المستقبلا


على مدار تاريخ البشرية يتواجدُ أبطالٌ في كل زمانٍ ومكان يثبتون أنهم إضاءات الأمل الذي يصنع المستقبل .. أبطالٌ يبرهنون على عمق حبهم للوطن وإخلاصهم لهُ .. يجسدون بذلك سلسلةً من الانتصارات الطويلة على الحرب الهمجية للعقول معلنين بذلك أنهم أبناء حضارة وتاريخ يعجز العالمُ عن صنع مثلهم .. رغم ما يزيفوه ورغم ما يعانوه من خلل في عقولهم ورغم ما يؤولوه على حساب أهوائهم الشخصية .. بارعين في خلط المعاني وآخذين بهوى النفس الذي يميلون له ميلا عظيما دون أدنى إدراك صحيح سواء إن كان لغويا أو اصطلاحيا بمفهوم الحضارة والتاريخ أو حتى أي شيء آخر على حساب العلم بالشيء!!


"وَفِدًا لِمِصْرِنا الدُّنيا فلا .. نَضَعُ الأَوْطَانَ إِلا أَوْلًا" .. أبطالٌ يضعون أرواحهم على كفة الوطن .. أبطالٌ يعجزُ العالمُ عن فهمهم أو استيعاب قدراتهم الوطنية وإخلاصهم وانتمائهم قادرون على التحدي والمرور والتجاوز والإصلاح والتطور .. لم يقفوا عند حادثات الليالي يندبون حظوظهم بل سهروا لأجل رفع راية هذا الوطن دول كللٍ أو ملل .. أبطالٌ يؤمنون أن مصرَ الخالدةُ خالدة وإن فنت البشريةُ جميعها.


ولعل الحدث الأخير الذي شهدته مصرُ بل والعالم أجمع؛ برهن لنا من خلال ما رأيناه على وجود رجال سهروا يخدمون هذا الحدث الجلل بكل ما أوتوا من حب لتراب هذا الوطن مرددين بكل إجلال "اسْلَمِي يا مِصْرُ إنِّنَي الفدا .. ذِي يَدِي إنْ مَدَّتِ الدّنيا يدا" .. أبطال أخصهم بالذكر:


بطلٌ منهم علمنا أن القائدَ الحقيقي هو من يصنع قادةً آخرون .. قائدٌ أبهر العالم بحسن التخطيط .. قائدٌ وضعَ خطوطا حمراءً لكل من سولت له نفسه التفكير في المساس بحبة من تراب هذا الوطن .. قائدٌ علمنا معانٍ جديدة في فنونِ الإدارة .. بالأفعال التي ما كانت إلا ترجمةً لأقوالٍ ظنها البعض محض كلامٍ والسلام .. والسلامُ عليك سيدي الرئيس .. "عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية".


ومنهم أيضا بطلٌ يحركه شغفه .. شخصٌ مهذبٌ ومهندمٌ .. وجه في خطابه رسالةً ضمنيةً لسارقي الآثار ولكلِ من سولت له نفسه العبث بمقتنيات حضارتنا العظيمة .. وبكل سلاسة بعيدةً عن النمطية تحدث أمام قائده بكامل رونقه .. بطلٌ يمتلك سيرة ذاتية قوية ..مؤهلٌ لمدى لم يأتِ بعد .. أستاذ علم المصريات .. قام بتدريس اللغة المصرية القديمة .. وكان أستاذا زائرا بجامعة بول فاليري .. لباقته في جميع اللقاءات جعلته الشخص المناسب في المكان المناسب .. "وزير السياحة والآثار المصري د. خالد العناني".


"لكِ يا مصرُ السَّلامة .. وسلامًا يا بلادي

إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه .. أتَّقِيها بفؤادي"


"فنوا عن بكرة أبيهم وفي هذا أقصى درجات المجد، وكفاهم فخرًا أن واحدا منهم لم يتزحزح عن مكانه" .. هي كلماتٌ قالها اللواء محمد نجيب عن حماةِ هذا الوطن الذين سجلوا لمصر مجدًا وعظمةً وفخرا .. يعدوا شريك التميز الأول للحدث العالمي الخاص بنقل المومياوات الملكية من المتحف القومي بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط مرورا بكورنيش النيل .. حماة الوطن الذين سهروا شهورا طويلة لتأمين موكب أجدادهم القدماء حتى يستقروا بسلامٍ في بيتهم الأخير. "أبطال مصر البواسل من الشرطة المصرية".


"إن الفن يوحد الشعوب أكثرَ من السياسة" .. في خطةِ عملٍ ممنهجة استمرت لستةِ أشهر .. خرج علينا مائة "عازف" إلى جانب مائة مغني "كورال" إلى جانب ثلاث مائة عازف من الموسيقات العسكرية، ومائة وخمسون عازفَ إيقاع، ومائة وخمسون آلةَ نفخٍ، إلى جانب ثماني مائة طالب من التربية الرياضية وقائدي العجلات الفرعونية وما يقرب من مائتي حِصان .. في حفل شهد له العالم أجمع بتحية تقدير وإجلال لعمل يليق بعظمة هذا البلد العريق وتاريخها الذي يعود لسبعة آلاف سنة .. تحت إخراج خمسةً وعشرين مخرجا مصريا بالإضافة إلى العبقري هشام نزيه الذي وضع موسيقى الموكب الذهبي وبقيادة المايسترو العالمي نادر عباسي وطاقم الأوركسترا والكورال .. كان الحفل الأعظم الذي أطلق عليه حفل القرن .. والذي أثبت للعالم أن أحفاد الأجداد بارعون في إبهار العالم في جميع المجالات .. وكما قيل "هذا الشبل من ذاك الأسد".


"أنا مِصْرِيٌّ بناني من بنى .. هرمَ الدَّهرِ الذي أَعْيا الفنا.

وَقْفَةُ الأهرامِ فيما بَيْنَنَا .. لِصُروفِ الدَّهرِ وَقْفَتي أنا"


أول من حقق الوحدة .. وأكد أن الاتحاد هو الطريق إلى بناء حضارة عظيمة .. الذي يتمتع بقلبٍ نقي ولا يخلو وجهه من الإبتسامة .. يتميز بروح الفكاهة حتى في أحلك المواقف .. يحارُ العالم في صفاته وإنسانيته ويقف عاجزا أمام كرمه وضيافته .. إذا جاع العالم أطعمهم وإذا جاع هو فلن يسد جوعه أحدٌ .. عاطفيٌ بطبعه .. واثقٌ بنفسه .. بعد أن ظنه العالم أنه عاجز عن تعويم السفينة الجانحة .. أبهر الجميع بنجاحه في وقت فاق كل التوقعات .. وحين خُيِّلَ لهم أنه سيموت عطشا تفاجأ العالم أنه على أتم الاستعداد للوقوف فيم وجه الريح مدافعا عن حقوقه ومكتسباته بكل ما أوتي من صبر وقوة .. أخذَ من كلِ ثقافةٍ أجملَ ما فيها وأطيب ما فيها وظل متمسكا بأصالته وشهامته .. عَكَسَ للدنيا بحالِها السرَ الذي عجزوا جميعا عن تفسيره .. وكأنه بذلك يضع العالم كله في كفة البحث بلا خريطةٍ للعودة .. الشعبُ المصري الأصيل .. باني البناة .. وهازم الغزاة .. إنه حفيد الأجداد .. ابن أول دولة في التاريخ وأول جيش في التاريخ وابن الدولة التي كانت ولا زالت وستبقى مقبرة الغزاة.


"اسْلَمِي يا مِصْرُ إنِّنَي الفدا .. ذِي يَدِي إنْ مَدَّتِ الدّنيا يدا.

أبدًا لنْ تَسْتَكِيني أبدا .. إنَّني أَرْجُو مع اليومِ غَدَا

وَمَعي قلبي وعَزْمي للجِهَاد .. ولِقَلْبِي أنتِ بعدَ الدِّينِ دِيْن".


bottom of page