أكد جيحون بيراموف، وزير خارجية جمهورية أذربيجان الجديد، أن بلاده لن تقبل أي حل قبل انسحاب القوات المسلحة الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية المعترف بها دولياً بما في ذلك إقليم ناغورنو كاراباخ والمناطق السبع المحيطة به، وعودة الأذربيجانيين الذين طردوا قسراً من هذه الأراضي إلى بيوتهم. وأشار في حديث خاص إلى أن أرمينيا قامت بانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي واحتلت خمسة مناطق بالأراضي الأذربيجانية المعترفة بها دولياً مستخدمة قوة السلاح. مؤكداً ان هذه السياسة العدوانية المستمرة لأرمينيا تُشكّل عقبة رئيسية أمام السلام والأمن في المنطقة. وقال وزير خارجية أذربيجان الجديد: "لسوء الحظ فإن السياسة العدوانية لأرمينيا وتصرفات قيادتها العسكرية - السياسية وبياناتها التي تخدم إشعال التوترات في المنطقة. كما يعلم الجميع، انتهكت القوات الأرمنية المسلحة قرار وقف إطلاق النار في الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، وقصفت بالمدفعية مواقع القوات المسلحة الأذربيجانية المتواجدة هناك. كما حاولت وحدات القوات المسلحة الأرمينية الهجوم للاستيلاء على المواقع الأذربيجانية في اتجاه منطقة "توفوز" الأذربيجانية الواقعة على الحدود مع أرمينيا باستخدام نيران المدفعية. وردّت القوات المسلحة الأذربيجانية بالمثل وألحقت بقوات ارمينيا ضربات قاسية وأجبرتها على الإنسحاب. وذكر أن أهداف أرمينيا من هذا الاستفزاز تحويل انتباه المجتمع الدولي عن سياستها العدوانية، وجرّ المنظمات العسكرية - السياسية التي هي عضو فيها وكذلك الدول الثالثة الأخرى إلى الصراع، وصرف انتباه الجمهور عن المشاكل التي تفاقمت بسبب الوباء، وتقويض مشاريع الطاقة والنقل الهامة بالقرب من الحدود الدولية. وقال الوزير في حديثه: "نظراً لأن أرمينيا لم تحقق أياً من أهدافها، فهي تواصل أعمالها من أجل تفاقم الوضع في المنطقة. وهي تقوم بالأنشطة المنتهكة للقوانين في الأراضي الأذربيجانية المحتلة بما في ذلك سياسة الاستيطان غير الشرعي في هذه الأراضي. وأوضح انه في أعقاب الانفجار الذي وقع في مدينة بيروت اللبنانية تمّ الإعلان عن خطط لاستيطان الأرمن القادمين من لبنان في منطقة ناغورنو كاراباخ الأذربيجانية وفي المناطق المحتلة الأخرى حولها. وهذا مثال واضح آخر على سياسة الضمّ التي يتبعها النظام الأرميني ومحاولاته لتقوية مكاسب سياسة التطهير العرقي المتبعة في هذه الأراضي. وفيما يخص إزالة عواقب سياسة أرمينيا ، قال الوزير الاذري " أعتقد بأنه يجب على المجتمع الدولي بما في ذلك، كما ذكرتم، الدول العظمى، القيام بخطوات جادة لتنفيذ القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز والمنظمات الدولية الأخرى. إذا تعرضت الدولة المعتدية للضغط، فقد تضطر إلى إنهاء سياستها العدوانية. وإلا فإن وجود جو الإفلات من العقاب يمكَن أرمينيا من الاستمرار في أعمالها غير الشرعية. وقال إنه يجب أن تهدف جميع الجهود الدولية إلى العمل وفق القانون الدولي ، بما في ذلك احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دولياً، والاعتراف بحقوق النازحين الذين انتهكت حقوقهم الأساسية، والحدّ من سياسة أرمينيا العدوانية التي تعرقل السلام الدائم في المنطقة. مفاوضات السلام وردا على سؤال حول احتمال استئناف المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا تحت مظلة منظمة مينسك للأمن والتعاون الأوروبي لاستعادة السلام والاستقرار في المنطقة ومضي قيادة أذربيجان في تنفيذ خطط التنمية الشاملة في البلاد؟ وقال الوزير: "تشارك أذربيجان في محادثات تسوية النزاع منذ أكثر من 25 عاماً. الغرض الرئيسي من المحادثات، التي توسطت فيها مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، هو إزالة أسباب النزاع وعقد مؤتمر السلام. إن القضاء على أسباب النزاع يعني بطبيعة الحال انسحاب القوات المسلحة الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية المعترف بها دولياً بما في ذلك إقليم ناغورنو كاراباخ والمناطق السبع المحيطة به، وعودة الأذربيجانيين الذين طردوا قسراً من هذه الأراضي إلى بيوتهم. ونجد أن جميع القرارات رقم: 822 و 853 و 874 و 884 الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والقرارات ذات الصلة الصادرة عن المنظمات الدولية، تُطالب جمهورية أرمينيا الحدّ من العدوان على جمهورية آذربيجان والانسحاب من الأراضي الآذربيجانية المحتلة، وتأييد سيادة جمهورية أذربيجان ووحدة أراضيها. ومضى وزير خارجية أذربيجان يقول: "يؤسفني أن أقول إن أرمينيا تتجاهل هذا الموقف العادل للمجتمع الدولي، وتحاول تقوية عواقب سياستها العدوانية وتقوم بتقويض كافة سبل التفاوض لحلّ النزاع. لقد أكدنا مراراً، ومن خلال جميع بياناتنا، على التزامنا بالتوصّل إلى تسوية النزاع بالطرق السلمية. ومع ذلك، يجب أن تكون إجراءات مفاوضات السلام موضوعية وترتكز على النتائج الملموسة. وأضاف "لقد قامت أرمينيا بانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي واحتلت خمسة مناطق بالأراضي الأذربيجانية المعترفة بها دولياً مستخدمة قوة السلاح. إن السياسة العدوانية المستمرة لأرمينيا تُشكّل عقبة رئيسية أمام السلام والأمن في المنطقة. وأرى بأن مفاوضات السلام يجب أن تعمل على إزالة هذه العقبة. وخلافاً لذلك، لا نجد أن هناك أية فائدة من عقد اجتماعات من أجل المفاوضات فقط. وقال في ختام حديثه ان بلاده تُولي اهتماماً بالغاً لتطوير علاقات الصداقة وتوسيع التعاون في مختلف المجالات مع البلدان العربية التي ترتبط معها من خلال الأواصر الثقافية والدينية التاريخية، ولاسيّما دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
Comments