قال تعالي ﷽ ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) صدق اللَّهُ العظيم. الآية ١٩ سورة آل عمرا.
حينما قال المولي عز وجل إن الدين عند الله الإسلام فلم يعنِ بذلك تفضيل ولكنه إقرار لحقيقة أنه شرع دين واحد منذ أول خلق آدم عليه السلام إلي يوم البعث، وأن الاسلام هو منهج الخلق علي إختلاف العصور سواء كانوا من الإنس أو من الجن.
إذاً لا يوجد ما يسمي بالأديان السماوية فهذا خطأ شائع لأنه لا يوجد إلا دين واحد ألا وهو الإسلام كما ذكرنا، وأن جميع أنبياء الله ورسله وأقوامهم كان دينهم هو الإسلام مع إختلاف ديانتهم.
إذاً فما هي الديانة ؟ هي رسالة سماوية عبارة عن منهج وقتي لمجموعة محددة من الأفراد في زمن محدد يعبدون الله من خلالها، ولكنها ليست الدين، وأن كل نبي أو رسول بعثه الله قبل سيدنا محمد ﷺ كان صاحب ديانة، وكان مبعوث في قوم أو مجموعة صغيرة أو حتي فرد بعينه لتبيلغ ما أمر الله به من عبودية ووسيلة لمعرفة الخالق عز وجل من خلال هذه الديانة.
فحينما قال الله تعالي ﷽ ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ). الآية ٦٧ سورة آل عمران
كان ينفي عن نبي الله إبراهيم عليه السلام أن يكون يهودياً أو نصرانياً أو مشركاً، ولكنه كان يُثبت أن دينه الإسلام وملته حنيفاً ، أي يعبد الله علي الفطرة السليمة دون تحريف فيها.
وحينما بُعث سيدنا إبراهيم بُعث في قوم بعينهم مَثله مَثل كافة الأنبياء والرُسل مثل نبي الله موسي حينما بُعث بالديانة اليهودية وكتابها التوراه، ونبي الله عيسي بالديانة المسيحية وكتابها الإنجيل.
لذا فالديانة هي منهح رباني أرسله الله علي أنبياءه ورسله بضوابط ومعايير موافقة لعصورهم قابلة للتغير، بتغير العصور والأقوام، وذلك بتنزيل ديانات أخري.
وخير مثال علي ذلك هو أنه هناك مُحرمات كثيرة في ديانات أنزلها الله وأحلها في ديانات أخرى، والعكس صحيح. لأن الديانة متغيرة لكن الدين ثابت، ما عدا رسول الله محمد ﷺ.
وهنا ننتقل الي بعث الرسول محمد ﷺ الذي ميزه الله عن غيره من الأنبياء والرسل بعدة اشياء أولها أنه ميزه الله عز وجل بأن ديانته هي دينه وهي الإسلام وما أُنزل في هذه الرسالة هو تشريع أبدي لا تغير فيه إلي يوم الحساب، وذلك من خلال كتاب جامع وهو القرآن الكريم، فيجُب ما قبله من ديانات وتشريعات وكتب. وبأنه خاتم للأنبياء فلا نبي بعده ولا ديانة بعده. وبأنه أُرسل للعالم أجمع ليس لقوم محددين بل وحتي ليس للبشر فقط ولكنه للبشر والجن كما قالي تعالي في كتابه الكريم، ﷽ ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) صدق اللَّهُ العظيم. سورة الجن:1-6
وبذلك فإن الفرق واضح بين الديانة والدين فلا يجوز قول أديان سماوية لأن الدين واحد وهو الإسلام ولكن يُقال ديانات سماوية لأن الديانات متعددة لتعدد الرسالات، والأنبياء، والرُسل.
Comments