كشف مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي عن تقديم إصدار خاص من عرض "الأحلام الإثيوبية" المميز، تماشياً مع قيم عام التسامح التي تتمحور حول الشمولية والاحترام. وقدمت فرقة "سيرك الحبشة" العرض يوم السبت الماضي في ختام مشاركتها في الموسم الخامس للمركز، متوجةً نجاحها ببيع كافة تذاكر عروضها الثلاثة خلال ظهورها الأول في دولة الإمارات.
وشكل العرض انعكاساً للقيم الرئيسية لعام التسامح وانعكاسها في أهداف مركز الفنون، الذي يسعى باستمرار إلى بناء مجتمع شامل عبر تنظيم مبادرات تتيح لجميع أطياف المجتمع التفاعل مع الفنون وحضور العروض الفنية الحية. وتأتي هذه المبادرة في سياق المساهمة البارزة التي قدمتها جامعة نيويورك أبوظبي خلال شهر التوحد، ودورها البارز في استضافة جوانب من الأولمبياد الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأولمبياد الخاص الألعاب العالمية 2019، دعماً لمساعي دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز الوعي وتمكين أصحاب الهمم.
وأشرفت خولة بارلي من الأولمبياد الخاص الإماراتي، وهي إحدى الناشطات في التوّحد، والمؤسسة لبرنامج «أهداف الإمارات» المختص بتوفير برامج وأنشطة رياضية وعلمية مختلفة لأطفال التوحد، على تعديل تفاصيل العرض الفني بما يناسب احتياجات الحضور، وتقدمت بالشكر للفنانين عقب انتهاء العرض تقديراً لمشاركتهم في هذه المبادرة. وساهم الأولمبياد الخاص الإماراتي في توفير التذاكر لأفراد الجمهور من أصحاب الهمم وعائلاتهم، بدعمٍ من منحة جزئية قدمتها السفارة الأمريكية في دولة الإمارات للأولمبياد الخاص.
وانضم مرضى التوحد ممن يعانون من إعاقات تطورية وفرط الحساسية الحسية إلى الحضور من العائلات للاستمتاع بعرض حماسي ضمن بيئة تناسب احتياجاتهم. وتضمنت التعديلات على العرض زيادة مستويات الإضاءة في المسرح طيلة العرض؛ وتخفيض مستوى الصوت؛ وتجنب الإضاءة والأصوات المفاجئة؛ وتوفير المسرح لسياسةٍ مريحة أتاحت للحاضرين التحرك بحرية خلال العرض والرقص والغناء مع أداء الفرقة.
وتعليقاً على ذلك، قالت خولة بارلي: "يهدف برنامج الفن الموحّد، الذي ينظمه الأولمبياد الخاص الإماراتي، إلى تطوير فرص التغيير الاجتماعي عبر تعزيز إمكانية الوصول إلى الفنون. ويعد تطوير مساحات تتيح لأصحاب الهمم وعائلاتهم حضور العروض الموسيقية والمسرحية من أبرز جوانب بناء مجتمع شامل. كما أن تطوير مساحات تلبي الاحتياجات الحسية لأصحاب الهمم يشكّل خطوة بالغة الأهمية نحو تطوير مجتمع فني شامل يتيح لكافة أفراد المجتمع المشاركة في الفنون".
وبدوره، قال بيل براغين، المدير الفني التنفيذي لمركز الفنون: "نشعر ببالغ الامتنان للتعاون مع الأولمبياد الخاص الإماراتي وفرقة ’سيرك الحبشة‘ لابتكار عرض أكثر شمولاً. وخلال هذه التجربة المفيدة، أدركنا أن التغييرات لم تكن ملحوظة بالنسبة لمختلف العائلات من الحاضرين، لكنها أتاحت الفرصة لمشاركةٍ أوسع من مختلف أطياف المجتمع، الذين استمتعوا للغاية بهذا العرض. ونتطلع إلى تقديم المزيد من العروض التي تلبي مختلف الاحتياجات خلال هذا الموسم، ونأمل أن تشكّل هذه المبادرة نموذجاً تحتذي به المؤسسات الأخرى عند تقديم عروضها الفنية، لتتمكن من توفيرها لطيف أوسع من أفراد المجتمع".
كما قالت خوشبو أسواني، منظمة مجموعة عائلات أصحاب الهمم: "على عكس العروض التقليدية، تتيح العروض التي تلبي احتياجات أصحاب الهمم الفرصة أمام الراشدين للاسترخاء وتجنب القلق الدائم من التصرفات التي قد تصدر عن أولادهم، حيث توفر للأطفال الحرية الكافية للتعبير عن أنفسهم بالغناء والتصفيق على أنغام الموسيقى، أو الخروج من العرض عند الحاجة، ما يجعل التجربة مريحة وممتعة لكافة الحاضرين".
وفي معرض تعليقها حول تأثير هذا العرض، قالت الدكتورة بام أولسن، مديرة البرنامج لدى "مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص- بإدارة مركز نيو إنجلاند للأطفال": "بتخفيض الضجة وتوفير إضاءة مناسبة وأجواء تفاعلية، أتاح الأولمبياد الخاص الإماراتي وجامعة نيويورك أبوظبي لأصحاب الهمم فرصة المشاركة والاستمتاع بعرض ’الأحلام الإثيوبية‘ لفرقة ’سيرك الحبشة‘. وفي أعقاب الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019 وخلال عام التسامح، من الضروري أن تشارك المؤسسات في هذه الفرص الشمولية والملائمة لكافة أفراد مجتمعنا، ما سيساهم في الحفاظ على إرث الأولمبياد الخاص ومكانة أبوظبي الرائدة اجتماعياً في مجالات التسامح والتقبل والوعي والشمولية".
كما أعربت ميشيل تشوكولا، منسقة العائلة والمجتمع لدى "مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص- بإدارة مركز نيو إنجلاند للأطفال"، عن استمتاعها بالعرض، قائلةً: "يا له من يوم استثنائي لفرقة ’سيرك الحبشة‘ في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي. لقد كان العرض رائعاً ومفعماً بالحيوية والمرح. وبالنسبة لي، لم ألاحظ التغيرات التي طرأت على العرض الأصلي. وساهمت هذه التعديلات على الأداء الحي بتقريبه من قلوب أصحاب الهمم والأطفال الصغار على حد سواء. يشكل هذا العرض دليلاً متميزاً للشمولية، وأتوجه ببالغ الشكر لجامعة نيويورك أبوظبي والأولمبياد الخاص الإماراتي".
يُذكر أن مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي يعتبر أحد أشهر مراكز الفنون، حيث يُقدم عروضاً وأعمالاً فنية لنخبة من الفنانين المحترفين والمتميّزين من شتّى أنحاء العالم، فضلاً عن مشاركات وأعمال من إبداع الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسيّة والمجتمع الفني المحلي.
Comments