قد يكون أقرب الناس إليك أبعدهم عنك، وقد يكون أبعدهم عنك أقربهم إليك! وقد يكون الشخص متواضعا فكريا، لكنه عميق الأثر! وقد يكون أكثر ثقافة وأوسع إدراكا ولكن لا أثر له!
وقد تقرأ كتابا قديما فيهزك! وتقرأ كتابا حديثا كما تقرأ صحيفة يومية لا تهزك!
واختلف الفلاسفة والأدباء عبر التاريخ في السبب الذي يؤكد وجودهم بمعني تأثيرهم في حياة الناس، واشتهر كل منهم بنظرية فلسفية آمن بها، وقضي حياته كلها مؤكدا عليها في كل تصرفاته وأفعاله و تفاعله مع الناس!
وكانت أشهر النظريات الفلسفية علي الإطلاق: أنا أفكر، إذاً أنا موجود ! وهي النظرية الفلسفية التي اشتهر بها الفيلسوف والعالم الفرنسي (رينيه ديكارت) في القرن السابع عشر! ثم سار على نهجه فلاسفة آخرون حول العالم اشتهروا بنظريات فلسفية عميقه منها: نظرية الفيلسوف الألماني كارل ماركس، الذي يقول: أنا آكل، إذاّ أنا موجود!.. (فالأكل عنده بأي نوع وأي كمية دون حساب ولا انضباط هو سبب وجوده وأهميته في الحياة!).
ويختلف الشاعر الإنجليزي بايرون في نظريته فيقول: أنا أحب، إذاّ أنا موجود!.. (فالحب عنده هو سبب لوجوده فيعيش للحب وبالحب ومن أجل الحب، الحب للناس والطبيعة)!
أما الأديب التشيكي كافكا: فيرى شيئا آخر لسبب وجوده فيقول: أنا خائف، إذا أنا موجود.. (فالخوف عنده من كل شئ وأي شئ والحرص في كل شئ وأي شئ هو سبب وجوده)!
ويؤمن آخرون بنظرية فلسفية مهمه: أنا قادر على البحث، والإبتكار، إذا أنا موجود!.. (ويعتقد أصحاب هذه النظرية ويؤمنون ويؤكدون في كل يوم أن القدرة علي البحث و الإبتكار والتفكير السليم وتقدير المواقف وحل المشكلات لا يرتبط أبدا مع السن من حيث الصغر أو الكبر فالفيصل عندهم هو هذه القدرة الدؤوبة علي الإبتكار والبحث والتفكير المنطقي السليم، يعني وجودهم الذي يعني تأثيرهم في حياة الناس إيجابا). وبالتفكر والنظر وإعمال العقل في فهم تلك النظريات التي آمن بها فلاسفة عصورهم وبقيت خالدة في أذهان أتباعهم عبر الزمن، حتي وصلت إلينا الآن، نجد أنهم كلهم قد إختاروا منهجا في حياتهم إلتزموا به ولم يجدوا غيره وأكدوه في كل تصرفاتهم وأحوالهم وتعاملهم مع الناس، وأرى أن الأبقي والأخلد والنافع للناس في حياتهم الدنيا هو نظرية الفيلسوف الفرنسي ( ديكارت ) أنا أفكر إذاً أنا موجود!
وأصحاب النظرية التي أشرت إليها وهي ليست مرتبطة بإسم فيلسوف معين ولكنها نظرية يؤمن بها كثيرون من الفلاسفة والمفكرين وهي (أنا قادر علي البحث والإبتكار، إذاً أنا موجود).
فإذا أضفنا لهاتين النظريتين غلافا يحميهما ويؤكد بقاءهما ويكون سببا في سعادة الدنيا والآخرة معا، لمن آمن بهما وعمل، فيكون قد فاز الفوز الكبير، أما هذا الغلاف فهو (أنا مؤمن موحد ملتزم، إذاً أنا موجود!).
ولابد أن يعلم الناس جميعا أننا أمة (اقرأ) وهي كلمة جامعة تشمل كل فروع العلم والبحث والإبتكار والتفكر. أحبتي... أنا موحد مؤمن ملتزم، أقرأ، أفكر، قادر على البحث والإبتكار، إذاً أنا موجود!
Comments