top of page

علا سمير الشربيني: اتجاهي مؤخرا للرواية كان احتراما لرغبة الجمهور بصفة أولى


أستعد لرواية جديدة، ومن المحتمل أن ينتهي الأمر بصدور أكثر من كتاب جديد لي معا في الفترة المقبلة

القارئ الباحث عن الكتب المزورة لا يقدم خدمة لمؤلفه المفضل بل يضره ويهدر حقوقه

رحلتي مع (روايات مصرية للجيب) تمتد لأكثر من 30 عاما

علا سمير الشربيني للكتاب الشباب: لا تلهثوا خلف كتابة الأنواع الأدبية الرائجة، بل اكتبوا ما تقتنعون به

مشوار طويل بدأ منذ الطفولة، وحكاية إبداع في الرسم والكتابة القصصية والروائية، حكايات كاتبة ورسامة من واقع المجتمع المصري، وهو الواقع الذي عبرت لنا عنه في مجموعاتها القصصية و لوحاتها الفنية.

ومن هنا قامت جريدة الأسرة العربية بحوار خاص مع الكاتبة والرسامة علا سمير الشربيني، التي صدر لها المجموعتان القصصيتان "حكايتنا" و"مدموزيل من فضلك"، والتي عادت من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب بأول عمل روائي لها "هاليو" لتكون ثمرة التعاون الأول بين الكاتبة وروايات مصرية للجيب، لتصبح أحدث كاتبة تنضم لهم.

كيف بدأ مشوارك مع اللوحات الفنية والمؤلفات الأدبية؟

  • عشقي للرسم والكتابة بدأ منذ الطفولة، وربما كان ميلي للرسم أكبر، وحتى حصولي على الثانوية العامة كان تفكيري منصبا بالكامل على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة.

وما هي الصعوبات التي واجهتك؟

  • صعوبات مادية واجتماعية كبيرة واجهتني وقتها، ولم أتمكن من التغلب عليها لصغر سني وقلة حيلتي، وانتهى الأمر بتغير المصير الذي تمنيته لنفسي، والتحاقي بكلية الألسن قسم اللغة الإيطالية، لأبتعد تماما عن الرسم منذ ذلك الوقت ولمدة 15 عاما، ويصبح مجال تخصصي هو اللغات والترجمة والكتابة. وأخذتني دوامة العمل وجني الرزق لسنوات، إلى أن قررت العودة للرسم مجددا، وبالتزامن مع ذلك نشر كتب ورقية.

بحديثي معك كرسامة موهوبة.. دائما مايكون لأي فنان مبدع عمل أقرب إليه، فماهي أحب لوحاتك على نفسك؟

  • لا أمارس الرسم كعمل أتقاضى عليه أجرا، بل أرسم ما أحبه فقط ووفقا لرغبتي، لذا فكل لوحاتي قريبة جدا إلى نفسي، لكن الأعز على الإطلاق هي اللوحة التي رسمتها لوجه أمي.

أين تجدين نفسك أكثر في الرسم أم في الكتابة الأدبية؟

  • أعشق كليهما بنفس الدرجة، وأجده وسيلة راقية للتعبير عن ذاتي ومشاعري والإفصاح عن أفكاري وشخصيتي، لكن بحكم الظروف والممارسة الأكبر، أعتبر نفسي كاتبة محترفة، ورسامة هاوية.

من هم كتابك المفضلين؟ أو الذين تأثرتي بهم؟

  • أعتبر أساتذتي في مجال الادب يوسف إدريس ونبيل فاروق وعبد الوهاب مطاوع والعراب د.أحمد خالد توفيق، ولمصطفى محمود وأحمد بهجت وصلاح جاهين ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس مكانة خاصة في قلبي مع حفظ الألقاب للجميع. ومن قراءاتي في الأدب الإيطالي اعجبت جدا بأعمال ايتالو كالفينو والبرتو مورافيا ودينو بوتزاتي.

من أين تستمدين شخصيات قصصك؟

  • من الحياة. عشت خبرة حياتية طويلة ومتنوعة إلى حد كبير، وتنقلت على مدار عشرين عاما بين أماكن عمل كثيرة ومتنوعة، تعرفت من خلالها على أنواع مختلفة من البشر مصريين وأجانب، وخضت الكثير من التجارب، التي ساعدتني بالتأكيد، وأمدتني بمادة خصبة للكتابة، فحتى الشخصيات الخيالية في كتاباتي، ستجدين لها أساس ولو بسيط من الواقع.

بعد خوض تجربة أول رواية، كيف كانت تجربتك مع الروايات؟ وهل ستتجهين لها؟

  • تجربة الكتابة في البداية كانت بالنسبة لي حرة تماما، كما هو الأمر مع الرسم، فكنت أكتب ما تميل له نفسي، وهو القصص القصيرة. اتجاهي مؤخرا للرواية كان احتراما لرغبة الجمهور بصفة أولى، ورغبة مني في التنوع، وفي اختبار قدرتي على كتابة أصناف أدبية مختلفة. بعد نجاح هذه التجربة – بفضل الله – تلقيت طلبات من أكثر من ناشر للتعاون معي في نشر روايات جديدة، لذا يبدو أنني سأتجه للروايات بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، لكني سأحاول بقدر الإمكان عدم التخلي أيضا عن معشوقتي الأصلية، وهي القصة القصيرة.

نظرا لأن "هاليو" أول رواية منفصلة تصدر عن روايات مصرية للجيب، كيف كانت رحلتك مع روايات مصرية؟

  • رحلتي مع (روايات مصرية للجيب) تمتد لأكثر من 30 عاما، فقد بدأت منذ الطفولة واستمرت طوال عمري كقارئة مخلصة ونهمة لكل ما يحمل علامة الجودة، وهو بالنسبة لي شعار (روايات مصرية)، وقد وصلت رحلتي مع هذا الناشر العملاق الآن إلى محطة جديدة، تحولتُ فيها بفضل الله من قارئة إلى كاتبة تفتخر بانضمامها لصانع الثقافة الأهم على مدار 35 عاما مضت وحتى الآن.

لماذا اخترت كوريا خاصة لتكون محور رواية "هاليو"؟

  • كما ذكرت مسبقا، فأنا أصر على رسم وكتابة ما أحب، وما تميل إليه نفسي، حيث أشعر أنني سأكون أكثر قدرة على التعبير عنه بصدق، وهذا سر اختياري لكوريا الجنوبية كمكان تدور فيه أحداث روايتي الأولى، فهي دولة أعشق ثقافتها وفنونها وأطعمتها ومعالمها السياحية، وأتابع كل ما يخصها منذ أكثر من 10 سنوات، وأدرك في الوقت نفسه أن من يشبهونني في هذا الشغف في مصر قلة، لذا كانت فكرتي هي الكتابة عن كوريا للمساهمة في نشر حبها بشكل أكبر في مصر، وتعريف الناس بها أكثر من مجرد كونها بلد متقدم صناعيا يشتهر بصناعة السيارات والهواتف وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المنزلية.

كيف كان شعورك أثناء لقائك مع السيد كيم دونج جون؟

  • كنت في غاية السعادة لاهتمام السفارة الكورية بالقاهرة بروايتي (هاليو)، وتواصلهم معي شخصيا للحضور لمقر السفارة بالدقي ولقاء السيد كيم دونج دون مسئول الدبلوماسية العامة، وكان حوارا إيجابيا للغاية، وشعرت بمدى تقديره لحبي واحترامي كمصرية لثقافة دولته واهتمامي بالكتابة عنها.

أين يجد جمهورك منافذ بيع رواية هاليو؟

  • رواية "هاليو" تتوافر بالقاهرة في فرع الشركة العربية الحديثة – 4 شارع الإسحاقي – منشية البكري – مصر الجديدة. وبالنسبة لباقي محافظات مصر، تتوافر خدمة الشحن لكتبي (هاليو) و (حكاياتنا) وباقي إصدارات روايات مصرية للجيب، بالتواصل من خلال واتس آب: 01063396873

وبالنسبة لأحبابي بالإسكندرية، فاستمرارا لما اعتدت عليه بإقامة حفل توقيع سنويا هناك، سأقيم حفل توقيع لرواية (هاليو) وباقي مؤلفاتي يوم الجمعة 20 مارس الجاري إن شاء الله، وسيكون في الساعة الثالثة والنصف بمركز (هابيناس) – 25 شارع محمد الصيرفي – سيدي بشر بحري.

أما خارج مصر، فأحدث إصدارات روايات مصرية للجيب، ومن ضمنها (هاليو) تتوافر حاليا في فروع مكتبة جرير المنتشرة بالمملكة العربية السعودية، والإمارات والكويت وقطر.

كيف تصفين نجاحك؟

  • إذا وصفنا ما حققته حتى الآن بالنجاح، فهو بفضل الله أولا وأخيرا، ثم بدعم وتشجيع كل من اقتنع بقلمي وموهبتي وساندني، وكل من اقتطع من وقته ونقوده ليطلع على ما أكتب أو أرسم. وأتمنى الوصول مستقبلا لشرائح أكبر وأكثر من المتلقين إن شاء الله، وينال ما أقدمه رضاهم.

في ظل انتشار العديد من الكتب المزورة سواء بشكل ورقي أو "pdf"، ما رأيك إذا وجدت ِنسخة مزورة لأحد مؤلفاتك؟

  • ظاهرة انتشار الكتب المزورة بمجتمعنا شيء مؤسف بالتأكيد، وقد يجد بعض القراء ممن يلجأون إليها عذرا لأنفسهم نظرا لارتفاع أسعار بعض الكتب من جهة، ولتردي الظروف الاقتصادية بمجتمعنا من جهة أخرى، لكن أعتقد أن القاريء الباحث عن الكتاب المزور أو المجاني عبر الإنترنت، لو فكر بشكل مختلف في كون ذلك تصرف غير أخلاقي ونوع من السرقة وإهدار لحقوق المؤلف والناشر وإلحاق الضرر بأشخاص أبرياء، ربما يغير رؤيته لهذا الأمر ولا يستحله. وبالنسبة لي، أحرص دوما على وصول كتبي بنسخها الأصلية بأقل أسعار ممكنة للقراء مهما تجشمت من مشاق في سبيل ذلك، لأتجنب تعرضها للتزوير، وضمان وصولها في الوقت نفسه بشكل سليم لكل من يهتم بها، وأتمنى ألا تتعرض كتبي للتزوير يوما إن شاء الله.

في رأيك، كيف يمكننا التغلب على فكرة الكتب المزورة؟

  • التغلب على مشكلة الكتب المزورة يجب أن يتم من خلال محورين: الأول هو توعية القراء بأن اقتناء مثل هذه الكتب هو عمل لا أخلاقي يهدم صناعة الكتب ويهدد استمرارها، وبالتالي يعرف مثل هذا القاريء أنه لا يقدم خدمة لمؤلفه المفضل عندما يقرأ نسخة ورقية مزورة أو مجانية عبر الإنترنت لكتابه، بل إنه يضره ويهدر حقوقه ويسهم في اختفائه من الساحة الأدبية للأبد.

المحور الثاني يخص الدولة من جهة، فعلى وزارة الثقافة العودة مجددا لدعم صناعة الكتب والاهتمام بالأقلام الموهوبة ومساعدتها على نشر كتبها وتوصيلها للقراء بأسعار مدعومة، ومن جهة أخرى على دور النشر الخاصة عدم المبالغة في رفع أسعار الكتب لزيادة أرباحها، لأنها بذلك تفتح الباب أمام مزوري الكتب، وتمنح القراء الدافع للسعي خلف نسخة رخيصة من كتبهم المفضلة لعجزهم عن شراء النسخة الأصلية، وأتمنى بشدة أن يعود الناشرون لإصدار طبعات شعبية بأسعار مخفضة من الكتب كما كان يحدث في الماضي.

وفي هذا الشأن، أتوجه بتحية خاصة لدار (روايات مصرية للجيب) لحرصها طوال عشرات السنين وحتى الآن على توفير الكتب لقرائها بأسعار تكاد تكون أرخص من كتب الهيئة العامة للكتاب ذات نفسها، وتناسب كل القدرات الشرائية، فعلى سبيل المثال ضم جناح (روايات مصرية) بمعرض القاهرة الدولي 2020، كتبا تبدأ أسعارها من 3 جنيهات، وبالنسبة للروايات ذات الحجم الكبير، تمكن القراء من الحصول على 6 روايات عالية الجودة بسعر رواية واحدة مما يعرضه الناشرون الآخرون.

من خلال صفحتك على الفيسبوك كان لكي لمسات شعرية مبدعة فهل من الممكن أن تتجهي للشعر أيضا.

أشكرك على وصفها بمبدعة، لكني لا أصف نفسي بالشاعرة على الإطلاق، ولا أدعي المعرفة الدقيقة بقواعد نظم الشعر، بل إن ما أكتبه من هذه النوعية على فترات متباعدة ليس إلا محاولات زجلية تلقائية متواضعة، تكون نابعة من موقف معين أتأثر به أو إحساس يسيطر عليّ، وأحاول التعبير عنه بأبسط الألفاظ الممكنة، وباللهجة العامية في الغالب حتى يصل بسهولة لأكبر قدر من الناس، وهكذا جاءت المقطوعات التي كتبتها في حب الدكتور مجدي يعقوب أو أسطورة الكرة المصري محمد صلاح، أو حتى كتهنئة لأعضاء صفحاتي بقدوم شهر رمضان أو العيد، أو للتعبير عن قضية اجتماعية معينة وغير ذلك من الموضوعات.

هل فكرت في عمل معرض خاص يضم لوحاتك الفنية؟

  • شاركت بثلاثة معارض جماعية حتى الآن، لكني لم أفكر بعد في إقامة معرض بمفردي لعدم تفرغي، وربما يحدث ذلك لاحقا.

كيف يصل جمهورك للوحاتك الفنية؟

  • عند مشاركتي في أي معرض فني، أقوم بالإعلان عن موعد ومكان المعرض من خلال صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما عدا ذلك، أعتبر صفحاتي على موقع فيس بوك وتويتر وإنستجرام هي معرضي الدائم، حيث أقوم بنشر صور لوحاتي من خلالها.

هل هناك معارض بعينها تتمنين أن توضع لوحاتك بها؟

  • أتمنى أن تتواجد لوحاتي وكتبي بشكل عام في أماكن يسهل على المتلقي العادي المهتم الوصول إليها. لا يهمني فخامة المكان أو أهميته بقدر إقبال الناس على زيارته وتقديرهم للمعروض . أعلم أن هذا ليس أمرا سهلا، لكنه ليس على الله ببعيد.

هل لكي مقترحات للنهوض بالرسامين الشباب أكثر من ذلك؟

  • سأعود لأتحدث عن دور الدولة، فهو لا غنى عنه... أتمنى أن تعود حصة الرسم بالمدارس لسابق عهدها من حيث دورها في اكتشاف مواهب الطلبة ودعمها بمعارض مدرسية تحظى برعاية الوزارة. أتمنى تنظيم معارض فنية أكثر بكل مكان في مصر، يشارك بها شباب الفنانين دون دفع أي رسوم مشاركة، ودون أي وساطة في اختيار الأعمال المشاركة. أتمنى دعم أسعار الأدوات الفنية لأن أسعارها مرتفعة للغاية، ولا يتمكن الرسام الشباب متوسط الحال من الحصول عليها بسهولة. وغير ذلك أتمنى انتشار الوعي بشكل أكبر بين الجمهور، ليعي أن الرسم يعد مصدر رزق للكثيرين، وليس مجرد هواية يمارسونها للرفاهية، لذا فمن غير اللائق الإثقال على الفنانين بطلب الحصول على فنهم مجانا، دون مراعاة لالتزاماتهم الحياتية، وضرورة بيع منتجهم حتى يمكنهم الاستمرار وإنتاج المزيد.

ما هي خطواتك القادمة؟

بصفة مبدئية، أستعد لرواية جديدة، ومن المحتمل أن ينتهي الأمر بصدور أكثر من كتاب جديد لي معا في الفترة المقبلة. الفيصل في ذلك بالنسبة لي في المقام الأول هو حفاظي على جودة ما أكتب، فلو تمكنت من ذلك واستطعت كتابة عملين سنويا بدلا من واحد فقط، سيكون أمر جيد للغاية، وإلا سأكتفي بعمل واحد كالمعتاد.

ما هي رسالتك للكتاب المبتدئين من الشباب؟

  • أقول لهم اقرءوا كثيرا، وفي مختلف المجالات، وابدءوا بتدوين يومياتكم لفترة طويلة، لأنها ستساعد على تحسين ملكة الكتابة لديكم، ولا تلهثوا خلف كتابة الأنواع الأدبية الرائجة، بل اكتبوا ما تقتنعون به وتملكون القدرة بشكل أكبر على التعبير عنه، ولا تسعوا خلف النشر إلا عندما تقتنعون أن ما كتبتكم يستحق النشر فعلا ويلقى استحسانا من المتلقين في دائرتكم الصغيرة. وعند هذه المرحلة عليكم التحلي بالصبر والبال الطويل، ولا تيأسوا بمجرد رفض نصوصكم من أكثر من ناشر، بل استمروا وثابروا، وستصلون بأمر الله مهما طال الوقت، لو كنتم أصحاب موهبة حقيقية.

بعد النجاح الذي لاقته المجموعتان القصصيتان "حكاياتنا" و "مدموزيل من فضلك" ورواية "هاليو".. ما هي رسالتك لجمهورك؟

  • أشكر قرائي الأعزاء من كل قلبي، وأعتز بهم فردًا فردًا، فلولاهم لما حققت شيئًا، وأدعوهم للاستمرار في دعمي والوقوف بجواري، لتحقيق خطوات جديدة أفضل إن شاء الله.

bottom of page