top of page

صحافة بلا قيود


عقولنا جفت من الأفكار، ولم يعد لدينا ما نفعله سوى "الهراء"، فبعد أن اعتمدت الصحف على تلك الفيديوهات -تقارير الشارع- وقد أصبحت الصحافة بلا هوية، فمنذ متى كانت مهنة الصحافة مقتصرة على النشرات المصورة والتحقيقات، وأتت ثورة الصحافة لتحدث تطور عظيم في عالمنا، لكن -ثورة الصحافة -لم يكن هدفها ليوم ما الكسب المادي، بل توصيل رسالة للناس بالشكل الذي يفضلونه ويتقبلوه، وليس معنى هذا أن ننسى مهمة مهنتنا الأصلية، فكما أن هناك من اندمج مع تلك البرامج -تقارير الشارع- هناك من يعشق الأصل ويقدسه.

أصبح انتشار هذه البرامج على مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك و يوتيوب" خاصة لا يحتمله عقل، فقد أصبحت مهمة معظم الصحف الآن، وخاصة الإلكترونيه منها ملىء صفحاتهم على تلك المواقع بهذه الفيديوهات وتقديمها للناس، وذلك لزيادة نسب المشاهده ومنها الربح، فعندما تجد في يوم واحد ما لا يقل عن مئة فيديو وكلها تحمل لفظة تقرير الشارع في جوهرها وظاهرها فهذا لا يعقل، وليست المشكلة هنا في هذا الكم الهائل من الفيديوهات أو البرامج، بل فيما لا تحتويه من مضمون تقدمه للناس، فلا تجد وسط كل هذا الزحام سوى برامج قليلة جدا -تعد على أصابع اليد الواحدة- تحمل بداخلها مشكلة حياتية وتناقشها، وما غير ذلك الكثير فلا تجد داخله أدنى فكرة، فمن الممكن أن نقدم هذه البرامج و لكن بصورة أخرى، تحمل فكرة وقصص إنسانية أو تناقش مشكلة وتحلها -كما هو الحال في القليل منها- أيضاً أن نعرض تراثنا ونحاور نخبتنا، فهذا ما ينتظره الجميع، لكن أن تقدم برنامج بهدف عرض نفسك ،والبحث عن شهرتك ، فلا ينتظره أحد أو يريده.

والسؤال هنا ما رأي مسؤولي الاعلام في مصر بهذا الخصوص؟ وكيف تحولنا بهذا الشكل؟ هل أصبح همنا الوحيد الكسب المادي فقط؟! كل هذه الأسئلة في انتظار إجابة شافية، في سبيلها للإرتقاء بصاحبة الجلالة.

Comments


bottom of page