top of page

ببلومانيا.. وأشياء أخرى

  • كتبت - هبة معوض
  • 10 أغسطس 2019
  • 2 دقائق قراءة

مرض المثقفين أو هوس جمع الكتب، كلها مصطلحات ذات دلالة واحدة، يطلق عليها علم النفس ببلومانيا، قد يندهش البعض ويرى أن تلك الأشياء صغيرة، ولا تمثل خطورة، لكن حينما ترى إنسان شديد السعادة لمجرد رؤيته للكتب، وكل ما يصبو إليه هو إقتناء كل ما يراه أمامه من كتب، تعرف أنك أمام معضلة حقيقية، لماذا الكتب بالذات، هناك أشياء أخرى كثيرة يمكن للمرء أن يقضي بها وقت فراغه، أو يسعد بها، يمكن للكتب أن تكون أفضلها، ولكن ليس هي كل شيء.

"عندما نجمع الكتب نجمع السعادة".. فنسنت شتارت.

"الكتب عقار مخدر".. فرانتس كافكا.

"لا أستطيع أن أحيا دون كتب".. توماس جفرسون.

"لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة، ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني".. عباس محمود العقاد.

كل هذه الكلمات والإقتباسات تسعدنا حين سماعها، أو رؤيتها، وقد نرى أن كل ما هو متعلق ب "الببلومانيا" ليس إلا هوس لا ضرر فيه، بل إنه ثقافة وعمق، صحيح أنه كذلك ولكن ليس فقط، تأمل حياة كل من "يوربيديس" الشاعر التراجيدي اليوناني، وكذلك توماس فيليبس، الذي إمتلك ما يقرب 160 ألف كتاب ومخطوطة، والتي ظلت تباع في المزادات العلنية على مدى مئة عام بعد وفاته، أيضا من الأسماء الشهيرة بهذا المرض، "إبن الملقن" وهو أحد علماء المسلمين الأوائل، وقد إشتهر بحب إقتناء الكتب، بل إنه أصيب بالجنون حينما فقد كتبه.

نقطة أخرى يجب التطرق لها، وهي حينما يصاب المرء ببوادر الإكتئاب أو يدمن الفيسبوك أو أي شيء آخر، يكون أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو أن الخلاص من ذلك يأتي عن طريق القراءة، السؤال الآن هو، ماذا لو كانت القراءة نفسها هي المرض أو الداء الذي نريد الخلاص والعلاج منه؟! شيء آخر يستحق التفكير.

أمرنا سبحانه وتعالى بالقراءة، لكن كذلك يوجد في حياتنا ما يستحق أن نوليه إهتمام سوى القراءة، فكل ما يزيد عن المعقول أو الحد الواجب له، هو مرض، يقول العقاد:" القراءة ليست من الكماليات أو شيء للرفاهية, بل هي فريضة إسلامية .. ألم تسمع قوله تعالى (اقرأ) هذا أمر".

بالفعل هو أمر، ويجب أن ننفذه ونعمل به، لكن في حدود طبيعتنا وحياتنا، ليس فقط لمواكبة العصر، أو لأن الشخص يحب ذلك، هناك من يقرأ ليس لأنه يريد أن يقرأ ويزداد ثقافة، ولكن يقرأ لأنه يريد أن يتباهى بذلك أمام من حوله، العجيب في هذا، ليس القراءة في حد ذاتها، ولكن حينما تسأله عما كان يقرأ أو في أي شيء كان يتحدث الكتاب، ستجد أن الغالبية لن تعرف.

Comments


bottom of page