الذكاء الاجتماعي فن قائم بذاته و يعتمد على التعايش مع أطياف المجتمع و التعامل الصحيح مع أنماط الشخصيات وهو مهارة يجب على المعلم الفاضل اكتسابها حتى يستطيع الوصول بالطلاب لمرحلة التفوق الدراسي والحياتي.
واقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال (أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم) فالتعامل بتلك الطريقة هو اتباع للسنة وتحقيق لرسالة نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
المهارة الأولى للمعلم الفاضل تكمن في تحريك الدوافع النفسية لدى طلابه عن طريق الاعتراف بوجودهم واحترامهم وأخذ آرائهم ليشعروا بأن لهم قيمة لاحتواء مشاعرهم، ولعل أقوى دافع يؤثر في الناس جميعًا هو الابتسامة المشرقة التي تبعث على السرور في قلوب من حولنا، فابتسم أيها المعلم الفاضل حتى تكسب قلوب طلابك.
أما المهارة الثانية فهي التواصل مع الطلاب عن طريق الإنصات والاستماع إليهم مع استخدام قاموس من الكلمات المحفزة و المؤثرة إيجابيًا والابتعاد عن الكلمات السطحية وعدم المساس لذات الطالب من قريب أو من بعيد والفهم الصحيح للأمور والابتعاد عن سوء الظن والامتناع عن كلمة لا واستخدام أسلوب اللين في معالجة الأمور وإشعارهم بالاقتناع بأفكارهم والتحكم التام بالأعصاب وضبط النفس في المواقف العصيبة فتصبح بذلك الأقوى ولا تظهر نقاط ضعفك أمامهم.
والمهارة الثالثة هي التأثير ولكي تكون معلمًا مؤثرًا يجب عليك أن تكون دائمًا نشيطًا وتخلق بيئة صفية تفاعلية تشاركية، ودؤوبًا على العمل المتواصل وقادرًا على بذل الجهد بانتظام وكفاءة عالية واستمرارية.
المهارة الرابعة هي إقامة علاقة ناجحة مع الطلاب من خلال رسم الابتسامة على وجوهم، وإذكاء روح الدعابة والنكتة والتعرف على الحالة النفسية للطلاب والقدرة على تذكر وجوههم وأسمائهم وقبل النقد وإذكاء روح النقاش واحترام حقهم في التعبير عن آرائهم والتدريب على الكلمة الطيبة وتقديم روح المشاركة والتفاعل معهم في مناسباتهم.
أما ما ننهي عنه هو انتهاج الأسلوب غير التربوي مثل اتباع أسلوب التهديد والصراخ وكثرة اللوم واستخدام أسلوب توجيه الأوامر والتسلط والسخرية من الطلاب والمقارنة بينهم وتمييز إحداهم على الآخر.
وبذلك تصبح أيها المعلم الفاضل على صداقة دائمة مع طلابك وتؤثر بشكل كبير في تعديل سلوكهم للأفضل وتأكد أنهم لن ينسوك مهما طال بهم الزمان وستترك فضلاً وأثرًا كبيرًا في نفوسهم و حياتهم
Comments