تحديث النظام السياسي وضمان التعددية والمنافسة.. وإضفاء الطابع الديمقراطي والانفتاح السياسي
لأول مرة في تاريخ كازاخستان، وفي صورة من صور إضفاء الطابع الديمقراطي والانفتاح السياسي ستُجرى العام المقبل الانتخابات التمهيدية لحزب "نور أوتان" على مستوى الانتخابات الداخلية الحزبية في كافة أنحاء البلاد، وكذلك المرشحين لعضوية مجلس النواب في البرلمان “المجلس” والهيئات التمثيلية المحلية.
وقال مسؤولون كازاخي بأن تنظيم الانتخابات التمهيدية من قبل حزب "نور أوتان" هو دليل على أن كازاخستان مستعدة لتحديث وإصلاح نظامها السياسي لضمان تعددية الرأي والنقاش المفتوح والمنافسة الحرة، باعتبارها تجربة جديدة على هذا المستوى للحزب والدولة معاً، إضافة إلى أن اتخاذ قرار بشأن تنظيم هذه الانتخابات التمهيدية يدل على ثقة الحزب الحاكم والسلطات بقدراتها واستعداد كازاخستان لتطبيق هذه الممارسة الجديدة، مما يبشر بالخير لمستقبل كازاخستان وديمقراطيتها.
وكانت حكومة كازاخستان نفذت بنشاط إصلاحات سياسية في البلاد خلال العام الماضي، ومنها على سبيل المثال، تعديل قانون التجمعات السلمية لتسهيل تنظيم الجمعيات والمشاركة فيها، وإنشاء المجلس الوطني للثقة العامة من قبل الرئيس قاسم جومارت توكاييف لزيادة تسهيل مفهوم "دولة الاستماع”، كما تم إجراء تعديلات على قانون الانتخابات، بما في ذلك تخفيض شروط تسجيل الأحزاب السياسية.
وحدد مراقبون سياسيون المزايا والفوائد من جراء تنظيم هذه الانتخابات التمهيدية، سواء بالنسبة للحزب أو للدولة نفسها، في النقاط التالية:
أولاً، سوف تسهل العملية الديمقراطية لاختيار المرشحين المحتملين في المستقبل، حيث يمكن لكل عضو في الحزب الإدلاء بصوته للمرشحين. بالإضافة إلى ذلك، فإن العملية الانتخابية ستكون أكثر تنافسية، حيث يتعين على كل مرشح إقناع الأعضاء بأنهم مرشحون مناسبون وسيعملون على أعلى مستوى إذا تم انتخابهم لعضوية الهيئات التمثيلية المحلية.
ثانيًا، تضمن الانتخابات التمهيدية إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة للمشاركة في الحياة البرلمانية، خاصة في ظل التحولات التي شهدتها لكازاخستان، على مدى السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك انتقال السلطة في عام 2019.
وكان الرئيس الأول لكازاخستان - زعيم الأمة نور سلطان نزارباييف، أمر بإدراج 30 في المائة على الأقل من النساء و 20 في المائة من الشباب دون سن 35 عامًا في قوائم الحزب، حيث سيتم هذا العام ولأول مرة في تاريخ حزب "نور أوتان"، إضافة عدد معين من النساء والشباب إلى قوائم الحزب.
كما ستعمل القواعد الجديدة على تمكين مشاركة المرأة في العمليات السياسية والمدنية وعملية صنع القرار، حيث تمتلك كازاخستان بالفعل ثاني أعلى معدل لتمثيل المرأة في البرلمان بين دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، إضافة إلى اتاحة الفرص للشباب النشطين والقادرين للحصول على وظيفة كعضو في الحزب، والمساهمة بشكل مباشر في التحديث والتقدم المستمر في كازاخستان.
ويرى المراقبون أن جميع الأحزاب السياسية في كازاخستان تدرك تاما، بمن فيها حزب "نور أوتان"، أكثر من أي وقت مضى أنه لا يمكن اعتبار المواطنين الشباب مجرد ناخبين، بل هم أيضا مجموعة المرشحين الرئيسية، لكن لا يكفي أن نفهم هذا من الناحية النظرية، بل يجب أن تكون هناك آليات جديدة لإشراك الشباب في نظام الحكم السياسي.
ويؤكد المراقبون أن مشاركة الشباب في الانتخابات التمهيدية للحزب، باعتبارهم هم مستقبل البلاد، وسيكونون مسؤولين عن تطورها وازدهارها، لذلك من الضروري إشراكهم في العمليات السياسية والانتخابات في أقرب وقت ممكن.
وكانت الانتخابات التمهيدية مقرر اجراؤها 30 مارس إلى 16 مايو، لكن بسبب جائحة الفيروس التاجي وإجراءات الحجر الصحي في البلاد، تم تأجيل الانتخابات داخل الحزب، وسيتم التصويت على المرشحين من بين أعضاء "نور أوتان" من 17 أغسطس إلى 3 أكتوبر.
وتشمل الانتخابات التمهيدية خمس مراحل: ـ ترشيح وتسجيل المرشحين. ـ إعداد المرشحين للدعاية الانتخابية. ـ الحملات الانتخابية. ـ التصويت. ـ تأكيد المرشحين المختارين.
وتتضمن شروط المشاركة في الانتخابات، أن يستوفي المرشح المتطلبات التالية: أن يكون مواطنًا من كازاخستان، يبلغ من العمر 25 عامًا أو أكثر، وأن يكون مقيمًا بشكل دائم في كازاخستان خلال السنوات العشر الماضية.
وستقوم لجنة مراقبة الحزب، وكذلك اللجان الإقليمية والإقليمية، بالإشراف على سير الانتخابات التمهيدية. وخلال الانتخابات التمهيدية، سيستمع الناخبون إلى خطابات أعضاء "نور أوتان"، وكذلك التعرف على برامجهم ومشاريعهم المقترحة، وستعقد المناقشات العامة في مؤتمرات الفروع الإقليمية والمقاطعات والمدن، والمشاركة في المناقشات العامة إلزامية لجميع المرشحين.
وفقًا للقواعد الاجرائية، سيقوم المرشحون بحملاتهم على نفقتهم الخاصة، ويحظر التمويل من الكيانات القانونية بمشاركة أجنبية أو من مواطنين أجانب أو وكالات حكومية، وفي يوم الاقتراع، يجوز لمراقب واحد من كل مرشح أن يكون حاضراً في مركز الاقتراع.
وتوفر النقاشات العامة فرصة للمرشحين لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحًا التي تؤثر على مجتمع كازاخستان اليوم، بما في ذلك إعادة التأهيل الاقتصادي والنمو في أعقاب وباء COVID-19، ومستويات المعيشة للمواطنين الكازاخستانيين، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. - الأعمال التجارية الكبيرة، وتطوير المجتمع المدني، والأولويات الرئيسية الأخرى، كما أن مناقشة هذه القضايا خلال الانتخابات التمهيدية تعني أن أعضاء الحزب، وكذلك الجمهور، قادرون على التعرف على موقف المرشحين المحتملين بشأن هذه القضايا المهمة.
Comments