هل جزاء المنتحر دخول النار؟!
الإنتحار من أكثر الظواهر المنتشرة في الآونة الاخيرة، حيث أنها بدأت في المجتمعات الغربية وبدأت تنتشر في المجتمعات العربية، إلا أنها في تزايد مستمر وكبير، وتحاول الحكومات منع هذه الظاهرة وإيجاد الحلول للحد منها، وأحيانا يكون الانتحار جماعيا.
الإنتحار، هو "قيام الشخص بإيذاء نفسه بهدف القضاء على حياته، حيث يعاني من اضطرابات نفسية، أو يعانى من هلوسات تجعله يؤذي نفسه بدون تفكير في العواقب وغيرها من الأسباب.
وكان لابد من التساؤل حول ما هي طرق الانتحار؟ ما هو رأى الدين عن الانتحار؟ وكيف عالجه الدين الإسلامي؟ ما هي الأسباب التي تدفع الانسان للانتحار؟ كيف فسر علماء الاجتماع والنفس نظرية الانتحار وشخصية المنتحر؟ ما هي نظرة المجتمع العربي للمنتحر وكيف ينظرون الناس له؟ ما هي محاولات المنتحر للحد من هذه الظاهرة؟
طرق الانتحار تختلف طرق الانتحار من مجتمع لأخر، حيث تعددت الطرق كما ظهرت طرق جديدة لم نسمع منها من قبل. فمن هذه الطرق، الشنق باستخدام حبل أو سلك، أو القتل بواسطة إطلاق طلق ناري، أو تناول المواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية أو المنظفات الكيميائية أو السم، أو قطع الشرايين التي تغذى الجسم بالدم، مما يؤدي إلى نزف كميات كبيرة من الدم، أو تعاطي جرعات زائدة من المخدرات، والقفز في المياه والموت غرقا، فتختلف طرق الانتحار من مجتمع لآخر.
وفي المجتمع المصري، شاع مؤخرا أخذ كثير من الشباب حبة القمح لإنهاء حياتهم فهي متوفرة بشكل كبير بسبب انتشار الزراعة في مصر، وأخذ أيضا سم الفئران، وكذلك القفز من أسطح مرتفعة.
رأي الدين المسيحي في الانتحار
في الدين المسيحي يعتبر "الانتحار موضوعاً شائكاً كونه ينطلق من ثلاث طرق للتعاطي مع الموضوع، التعاطي الحقوقي والإنساني والرباني"، بحسب الأب جورج برباري، الذي قال: "فيما يتعلق بالتعاطي الحقوقي لا نتسامح مع الانتحار لأنّنا بذلك نفتح مجالاً لكل انسان مزعوج من أمر ما ان يلجأ الى هذا الهروب.
الاعتبار الثاني هو الانساني الذي ينطلق من شخصية الانسان المنتحر، فغالباً يقول العلم الحديث ان الانسان الذي يصل الى هذه المرحلة يكون في حالة يأس قصوى وهذا الشيء لا يرتبط بحرية الارادة لديه، يكون في كآبة شديدة تؤدي الى هذا الحل، لذلك ننظر الى الموقف بإنسانية ونتعاطى معه برحمة".
التعاطي الثالث مع الموضوع بحسب "برباري"، من الناحية الرعائية، فـ"الكنيسة ترعى محيط الشخص المنتحر، وعندما ينتحر شخصٌ ما، يتألم المحيط ضعفاً، فهناك أولا خسارة حبيب بحاجة إلى ان يبقى بينهم، الالم الثاني ينبع من نظرة المجتمع التي تحاول جرح المحيط بنظرة دونية لأهل المنتحر، وتحاول الكنيسة ان تخفف من الألمين الموجودين لدى الاهل، لذلك نصلي حالياً على المنتحر بعدما كان الأمر مرفوضاً ونرميه برحمة الله ونقول لا نستطيع ان ندين انسانًا، فإن لديه من يدينه ويديننا أيضا".
رأى الدين الاسلامي في الانتحار الانتحار يعنى في الإسلام قتل النفس عمدا، ويعد جريمة ومعصية يأثم فاعله، فهو حرام شرعا، ويعد الانتحار من الكبائر التي تدخل صاحبه النار وتخلده فيها، فقتل النفس جريمة لان النفس ملك لله وحده فلا يحق لأى انسان ايذائها مهما كانت الطريقة، فعندما يقتل الانسان غيره فله الوقت لكى يتوب عن ذنبه، ولكن عندما يقتل نفسه، فإنه يموت على فعل الجريمة، وليس لديه الوقت ليكفر عن ذنبه.
قال الله تعالى في صورة النساء: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا )، كما قال الله تعالى: (يا ايها الذين امنو لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما )، فالنفس ملك لله وليس لأحد أن يقتل نفسه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسٍ بشيء، عذب به يوم القيامة)، وفي حديث: (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا). وهذا دليل على أن المنتحر يبقى يتعذب بالجريمة التي أقدم عليها الى يوم القيامة وبأنه يبعث عليها.
وأجمع أهل الكتاب والسنة على أن المنتحر الذي يؤمن بالله تعالى ومات فهو على الإسلام وليس كافرا، وإن كان انتحاره لظروف خارجة عن إرادته فهو يعاقب عليها كجريمة لقتل النفس، فمن الممكن أن يعفو عنه بسبب الحسنات التي يقوم بها أو يعاقبه فهذه الأمور في علم الغيب.
كيف عالج الدين الإسلامي هذه الظاهرة؟ 1-القرآن الكريم أعطى أهمية كبرى لظاهرة الانتحار ولم يهملها، وتحدث عنها بوضوح وبساطة حيث أمرنا أن نحافظ على أنفسنا ولا نقتلها فقال: (ولا تقتلوا أنفسكم)، فهو أمر يجب الالتزام به ولا نخالفه.
2- بث الأمل للأفراد الذي يسيطر عليهم الإحباط واليأس، يقول الله تعالى: (ان الله بكم رحيما)، فهو نداء من الله مفعم بالأمل والرحمة، ويقول الله تعالى في الآية التالية مباشرة:(ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان على الله يسيرا)، فتأمل هذا العقاب: (فسوف نصليه نارا)، فهذا العقاب مرعب لكل من يحاول أن يقتل نفسه.
أسباب الإقدام على الانتحار
1- البعد الديني: عندما يفتقر الشخص الإيمان بالله وحسن الظن به، والإيمان بالجزاء ويوم الحساب.. وقتل النفس محرم مهما اختلفت الطرق، فهذا يجعله يقوم بالانتحار لإنهاء حياته ظنا منه بأن ذلك الأفضل له.
2- البعد النفسي: مثل الاكتئاب الشديد الذي قد يؤدي إلى الانتحار، والعزلة والإحساس بالإهمال وعدم اهتمام الناس به، فكثيرا ممن يقدمون على الانتحار يشعرون بأنهم وحيدين وبأنهم غير مرغوب فيهم من الناس المحاطة به، كما يعانى البعض من سيطرة الأفكار القهرية التي تلح عليه بالانتحار، بسبب اعتقاده من ظلم المجتمع له، وأن هناك مؤامرة تحاك ضده، وأيضا الضغوط النفسية المتكررة قد تدفع الفرد إلى إنهاء حياته، وإذا أصاب الفرد اخفاقات متكررة أو فشل متكرر يسبب له بالإحباط وهكذا.
3- البعد الاجتماعي: كالفقر والبطالة وعدم إيجاد فرص عمل، وعدم المقدرة على إعالة الأسرة الخاصة بالفرد، التفكك الأسري وكثرة المشاكل في الأسرة، علاقات الحب الفاشلة والخلافات الزوجية قد تؤدي إلى انتحار أحد أطرافها، التنمر بكافة أشكاله يؤدي إلى إيذاء الأفراد الذين يتعرضون له من قبل الأفراد المحاطة بهم، الضغوطات التي تمارسها المجتمعات من خلال المعتقدات الدينية أو العادات أو التقاليد، مما يجعل الفرد يعتقد بأن هذا المجتمع ظالم ومجحف بحقه وأن هذا المكان لا يصلح له، وضغوطات الآباء على الأبناء بأنهم يريدون منهم أهداف أكبر من قدراتهم وهذا يؤدى إلى إحساس الأبناء بالفشل وعدم الثقة، أو بسبب الظلم السياسي والقمعي لأفكاره ومبادئه، وأيضا الفراغ الذي صاحبه يؤدي لصاحبه الى الشعور بعدم أهمية الحياة لعدم وجود أهداف لتحقيقها تشجعه على العمل والانطلاق للحياة.
4- التعرض للأزمات الشديدة: كفقدان شخص قريب أو عزيز عليه أو الهجران، أو الإفلاس، والفشل المستمر، والإخفاق في مشروع معي.
5- إدمان المخدرات: فالمخدرات تهيىء للمدمن أشياء غير حقيقية قد تدفعه إلى الانتحار، كما أن عدم حصول المدمن عليها يجعله في حالة نفسية وجسدية سيئة مما يدفعه إلى الانتحار للتخلص من الالآم، كما يمكن أن يقدم المدمن على الإنتحار بسبب شعوره بالذنب تجاه أهله وأفعاله.
6-الإصابة بأمراض قاتلة: التي تسبب للفرد الآلام الحادة والتي يصعب علاجها، أو الإصابة بأمراض ينظر إليها المجتمع كوصمة عار مثل الإيدز.
7-الابتزاز: هذا البعد لا يستهان به وخاصة مع الشخصيات المرموقة والمشهورة، ولأن حياتهم قائمة على سمعتهم، وشعورهم بأن هذا الابتزاز قد يدمر حياتهم، بالإضافة إلى الابتزاز الخاص بالشرف وخاصة في المجتمع العربي، فالسمعة تمثل الكثير لدى الأفراد.
8- الانتحار للتغطية على جريمة قام بها المنتحر: كالقتل والاعتداء أو السرقة لشعوره بالذنب أو خوفا من أن جريمته تكشف.
9- تناول بعض الأدوية التي تسبب هلوسة للفرد وجعله غير متحكم أو مدرك بأفعاله.
10- الإنتحار الإيثاري: عندما يضحى الشخص بنفسه لينقذ جماعته.
علماء الاجتماع والنفس والانتحار والمنتحرين بلا شك أن العلم المجتمعي له أهمية كبيرة، ففي سياق متصل قالت الدكتورة سامية الخضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس عن المنتحر: "إن مع العولمة ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح هناك تسلل لمشاعر الأنانية في المجتمع، ومشاعر التطلعات الرهيبة والتي لم تكن موجودة من قبل، فأصبح هناك صراع ما بين الحديث والقديم والتحديث، فجعل الناس غير قادرة على تنفس الأمور العقلانية، فزاد هذا الأمر جدا بعد الانفتاح الاقتصادي، فصار الإنسان يريد ما عند غيره ويتطلع ليحصل ما عند الآخرين ظنًا منهم أن حياتهم ستكون مثالية، فتلك مشاعر التطلعات زادت حتى بالنسبة للبسطاء، وأصبح معظم الناس يرددون في عقلم "أريد أن أكون مثل فلان"، ليس ينظر لقدراته التي يجب فعلها ليصبح مثل فلان، لتصبح هذه التطلعات مرض نفسي بالنسبة لكثير من المجتمع وخصوصًا للشباب، إن لم يحصل عليهم يقدم على الانتحار، فنحن أصبحنا لا نزرع قوة الجلد والصبر بداخلنا على مصاعب الحياة.
وأيضًا يوجد أمر مهم لا يصح أن نغفله وهو النازع الديني، فيجب علينا توعية الشباب عن الابتعاد عن الانتحار والتشجيع للإقبال على الحياة، ومن واجب وسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الإعلامية التوعية.
من جانبه قال الدكتور ممدوح أبو ريان، المدير السابق لمستشفى المعمورة للطب النفسي بالإسكندرية، إن السبب الرئيسي للقدوم على الانتحار هو الإصابة بمرض الإكتئاب وعدم الرغبة في الحياة لأسباب عديدة قد تكون مادية أو عاطفية أو أسرية.
وأضاف "أبو ريان"، أن الإكتئاب مرض لا يقتصر على فئة عمرية أو مجتمعية بعينها بل أنه مرض من الممكن أن يصب أي فئة بالمجتمع حيث كشفت دراسة حديثة أن 15% ممن يصابون بالاكتئاب يقدمون على الانتحار.
وأشار إلى أن تزايد حالات الانتحار في مصر تعود لأسباب اجتماعية وعاطفية واقتصادية، علاوة على تزايد معدلات تعاطي الكحوليات والمواد المخدرة، مطالبا بتشديد الرقابة الأسرية على الأبناء وملاحظة أي تغيرات قد تطرأ على شخصياتهم وردود أفعالهم.
وفي نفس السياق أرجعت الدكتورة نهلة سعودى، أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن السبب وراء تزايد حالات الانتحار هو تفاقم الخلافات الأسرية في المجتمع المصري إلى حد كبير، متوقعة أن تظل تلك النسبة في تزايد.
وأشارت "سعودي"، إلى أن مصر قد تصدرت مؤخرا المركز الأول عالميا في حالات الطلاق مما يؤكد وجود مشكلة أسرية بحاجة لبحث وحل، كما أكدت على أن هناك عوامل أخرى منها الضغوط الاقتصادية والعنف الأسري قد ساهمت أيضا في زيادة نسبة حالات الانتحار.
الإنتحار ونظرة المجتمع العربي للمنتحر عندما سألت الكثير من الأفراد في مجتمعنا العربي حول القضية، اختلفت الآراء، فلكل منهم رؤية مختلفة حول المنتحر...
فيقول (ي.ع): لا يفكر بالانتحار سوى فاشل لم يعرف أن يطرق باب وراء باب، وظن أنه ترك الباب الأخير، فالمنتحر شخص أمامه امتحان فلا يريد أن يذاكر ويستعجل ظهور نتيجة فشله حتى يرتاح، المنتحر لا يتعلم من أخطائه ويكررها بنفس الطريقة طمعا في الوصول الى نتيجة مختلفة، المنتحر شخص يائس لم يجد أى شيء يستحق الحياة لقلة بصيرته، فيرى ان المجتمع ينظر اليهم كشخص مريض مطروح على الطريق والناس تمر وتشاهده فمنهم من لا يعطيه اهتمام ومنهم من يواسيه بكلمة ويكمل طريقة ومنهم أقربائه من الدرجة الاولى يحزنون ثم تأخذهم الايام وهكذا ومنهم يظن ان قطار الحياة سيقف بموته وبالتالي سيعاقب الاخرين.
ويرى (أ.أ): أن الانتحار سلوك منحرف غير سوي له أسبابه الذاتية والبيئية.. الأسباب الذاتية قد تكون مرضية عضوية مثل الصرع أو الأمراض العقلية أو أمراض مزمنة تؤثر نفسيا على الشخص أو أمراض نفسية مثل الفصام او توالي الإحباطات التي تؤدي الكبت فالاكتئاب وبالتالي الانتحار أو إيزاء النفس.. أما الأسباب البيئية تكون نتيجة اضطهاد عنيف أو إيهام بعدم أهمية حياة الشخص بالنسبة للمحيطين أو إجباره علي أفعال غير راضي عنها كاجبار الفتيات علي الزواج أو ممارسة الدعارة والإدمان سبب كبير من أسباب الانتحار وفقدان شخص عزيز قد يدخل الانسان في حالة أحباط واكتئاب تؤدي للانتحار، ويرى أن نظرة المجتمع بتختلف حسب البيئة ففي الريف جريمة وعار علي عائلته في المدن والمناطق الحضرية تختلف الرؤيه حسب اختلاف الثقافة والتمدن فتكون بحث عن الأسباب والظروف أكثر من اسقاط طابع الاجرام علي المنتحر.
وترى (ه.أ): أولا غياب العاطفة الأسرية، ثانيا غياب الوازع الديني، ثالثا إنعدام الثقه بالنفس، رابعا الخذلان الذي يتكرر من أغلب المحيطين بهم خاصة أقرب الناس، خامسا قلة الحيلة، سادسا اليأس، سابعا الضعف، ثامنا القيود والعادات والتقاليد القاسية.. هذه الأشياء لو اجتعمت معا سوف تسيطر علي الفرد فكرة الانتحار.
وترى (ليندا): أن المشكلة في اختلاف المجتمعات، قديما كنا عندما نسمع عن الانتحار في بلاد الغرب نتحدث بأن ليس لديهم وازع ديني يرهبونه ويبعدهم عن الانتحار انما الذي يحدث في بلادنا العربية والاسلامية، وانتشار الظاهرة للأسف حتى بين الشباب وصغار السن أصبح مخيف ومستغرب، واستكملت كلامها بتعجب متسائلة: أين الدين أين الحلال والحرام والمنتحر هل هو كافر أم لا؟؟ وتستكمل كلامها بأن سببه الضغوط التي تتزايد بكثرة على الانسان، وترى أن نظرة المجتمع لا تتغير لأن مازال المجتمع متحفظ يرفض فكرة التسليم والانتحار. وتقترح: بأن الحل في زيادة الوعي الديني والإيمان بالله وبالقدر مهما كان.
محاولات المجتمع للحد من ظاهرة الانتحار 1- العلاج الوقائى التوعوي. 2- العلاج الإكلينيكي بواسطة العقاقير. 3- الاعلاج التنموي من خلال الدمج وانهاء العزلة ومظاهر الاضطراب في الشخصية. 4- العلاج المؤسساتي وضرورة المراقبة الفعالة من قبل المؤسسات العامة. 5- دور الاخصائيين النفسيين في التخفيف والدعم النفسي السلوكي المعرفي. 6- تفعيل دور الأسرة للوقاية وزرع الثقة في روح الأشخاص. 7- زرع المعتقدات الدينية الصالحة في النفوس.
وتقر منظمة الصحة العالمیة بالانتحار كأحد قضایا الصحة العمومیة التي تحظى بالأولویة، حیث كان أول تقریر لمنظمة الصحة العالمیة حول الانتحار بعنوان "الوقایة من الانتحار: ضرورة عالمیة" والذي نشر في عام 2014، یھدف إلى زیادة الوعي بأھمیة الانتحار ومحاولات الإقدام علیه من منظور الصحة العمومیة، وإلى جعل الوقایة من الانتحار أولویة قصوى على جدول أعمال الصحة العمومیة العالمي، كما یھدف التقریر إلى تشجیع البلدان ومساعدتھا في تطویر أو تعزیز استراتیجیات شاملة للوقایة من الانتحار في سیاق نھج متعدد القطاعات، للصحة العمومیة ویعتبر الانتحار من الأمراض التي تحظى بالأولویة في برنامج منظمة الصحة العالمیة للعمل على رأب الفجوة في الصحة النفسیة والذي تم إطلاقھ في عام 2008، لیوفر التوجیه التقني المسند بالبیانات لرفع مستوى تقدیم الخدمات ورعایة الاضطرابات النفسیة والعصبیة والمتعلقة بتعاطي مواد الإدمان.
وقد التزمت الدول الأعضاء في المنظمة بموجب خطة عمل منظمة الصحة العالمیة للصحة النفسیة 2013-2020، بالعمل من أجل تحقیق الھدف العالمي المتعلق بخفض معدل الانتحار في البلدان بنسبة 10 %، بحلول عام 2020، كذلك تُعد معدلات الوفیات الناجمة عن الانتحار مؤشراً من مؤشرات الغایة 3-4 من أھداف التنمیة المستدامة: تخفیض الوفیات المبكرة الناجمة عن الأمراض غیر الساریة بمقدار الثلث من خلال الوقایة والعلاج وتعزیز الصحة والسلامة العقلیتین بحلول عام 2030.
Comments