عندما نتأمل كلمة نجيب محفوظ: "تحدثك باللغة الإنجليزية مع شخص عربي مثلك، لايدل إطلاقا أنك إنسان مثقف بل أنك إنسان جاهل بلغتك ومحروم أيضا من جمالها". من الممكن أن يندهش البعض، وذلك لأنها تصف عصرنا اللغوي الجديد بدقة، فالسمة المنتشرة حاليا لدى بعض مدعين الثقافة، أن يظهروا مدى ثقافتهم لنا بوضع بعض الكلمات والمصطلحات الإنجليزية وسط حديثهم، فما تفعله ليس ثقافة، بل جهل شديد.
فإذا كنت تجد نطق الكلمات الإنجليزية أسهل، أو غيرها من اللغات الأخرى، فلماذا لا تجعل حديثك كامل بالإنجليزية، أو اللغة التي تفضلها، لماذا تتحدث العربية وتجعل لغة أخرى تتخللها لتشوهها؟!
استوقفتني كذلك كلمة دكتور مصطفى محمود "اللغة العربية أصل اللغات"، بالفعل لم أتعجب من الكلمة وما تحتويه من جمال، فالكل يعرف ذلك، بل لما نشهده من هيمنة لغوية غريبة، لتظهر بدعة أخرى جديدة تسمى "الفرانكو آراب"، الذي ابتدعها "سكان الفيسبوك"، ليتواصلوا بها مع بعضهم، وهي أن تكتب العربية بالحروف الإنجليزية لكن يبقى النطق كما هو، والتي انتشرت بشكل يتعجب له الجميع، والعجيب أن مروجي تلك اللغة ينظرن لمن لا يعرفها نظرة الجاهل.
ليست هذه المشكلة الوحيدة، بل هناك من يحرف في كلمات اللغة، فبدلا من أن يكتب أضحك فهو يكتبها "أدحك"، ليس لجهله بحروف الكلمة الصحيح، بل لأن هذه اللغة الجديدة.
ومن هنا كان لابد أن نسأل، هل ستوحد وسائل التواصل لغات العالم؟ أم هذه لغة جديدة لثقافة جديدة؟!
Comments