إتفقوا مع بعض، كل واحد يجيب مصحف معا، قبل ما يروحوا المشوار بتاعهم، تفتكروا ليه؟ وكانوا رايحين فين؟ وليه معاهم المصاحف؟ أكيد رايحين جلسة ذكر وتحفيظ قرآن وتهجد في عشر رمضان الأخيرة؟
لأ.. يبقي رايحين يتبرعوا بالمصاحف لأحد المساجد وتبقي صدقة جاريه لهم؟ برضو لأ.. أمال رايحين فين ومعاهم المصاحف دي؟ بتقول إيه؟ دول ما بيصلوش أصلا ؟ وبعدين بأه، أمال إيه الحكاية؟
الحكاية يا سيدي، هؤلاء الشباب علي اختلاف أعمارهم متوجهون عن بكرة أبيهم، ليقفوا إلي جانب ناديهم العريق وهو يلعب مباراة مصيرية يكون بعدها أو لا يكون! واتفقوا جميعا أن يكون مع كل منهم مصحفا يقرأ فيه مع كل توقف للمباراة! (ويعني محدش متوضئ مفيهاش حاجه) يعني دي ظروف! وأن يهتفوا بصوت عالي (يارب) مع كل شوطة يمكن تهتز لها شباك الفريق الخصم، وتنتهي المباراة، ويهزم الفريق المسكين، ويرجع المشجعون بخفي حنين، ومعهم المصاحف، يعيدوها إلي مكانها القديم يعلوها التراب، والإهمال، والنسيان!
ويبحثوا عنها من جديد مع كل رمضان، يفتحوها، يقرأوا، بلا فهم ولا تدبر، ولا خشوع، وغالبا بلا وضوء، يقرأوا قراءة الببغاوات، وكأن كل منهم يقرأ ليؤدي واجبا يريد أن يتخلص منه ولا يلبثوا أن يعيدوها إلي أماكنها مرة أخري ليلة العيد، يعني موسم وانتهي وفي انتظار الموسم الجديد وهكذا!
أحبتي.. أترتفع الحناجر بالنداء يارب فقط في الإستادات الرياضية في انتظار هدف؟ أتظهر المصاحف فقط عند الحاجه لتوفيق ربنا لللاعب في مباراة كرة؟ وهل نتيجة مباراة أيا كانت أصبحت كربا يستدعي التضرع إلي الله؟ وهل هذا هو الحال مع الله، بتعرفوه وقت اللعب بس؟ مالك كيف تحكمون! وهل تفتح المصاحف وتسرع الخطي إلي المساجد فتزدحم في كل صلاة في رمضان فقط!
هل أصبحت العبادة قاصرة علي شهر رمضان، شهر واحد كل عام، وللأسف كلها منقوصة! لا روح فيها ولا خشوع، ولا التزام ولا فائدة لذلك يخرج بها المسلم من عبادته الظاهرية! يامن قصرتم في حق أنفسكم وهجرتم كتاب الله طوال العام، ليكن رمضان بداية للإلتزام، ليكن رمضان بداية للإقلاع عن كل الأعمال التي لايحبها الله ورسوله!
Comments