كان خبر وفاته صدمة كبيرة على الجميع.. وسرعان ما نشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي التى اجتمعت جميعآ حول الخبر المحزن.. وفاة سلطان عمان.. سلطان القلوب.
فقد كان نبأ وفات السلطان قابوس صادما للجميع دون استثناء..
حيث فقدت عُمان والأمة العربية والاسلامية زعيم وقائد حكيم.. كان رمز للمحبه والسلام..
وتفاجأ الجميع ببيان وفاته الذي كان كالصاعقة على أبناء عمان والمحبين لها حيث رحل الاب الحنون عن أبنائه - كما يصفوه - ومن خلال اقامتي في عمان على مدار 25 عاما لم أر شعب يحب ويحترم قائده ووطنه مثلما رأيت هنا في عمان.. وهذا لم يأتي من فراغ.. بل عبر الاحساس الذي يشعر به اهل عمان تجاه ابيهم قابوس ومن خلال مسيرة 50 عاما من النهضة والعطاء، شهدت السلطنة خلالها تطور في كافة المجالات لتكون ضمن مصاف الدول المتقدمة. حيث نأى سلطان السلام بعمان عن الصراعات التي تدور في الوطن العربي، وبحكمته المعهودة لم تشارك عُمان في حرب ضد أي دولة ولا سفك دماء أحد.. وحقق للسلطنة المكانة والنهضة والعزة والرخاء.
وقد تعلم الشعب العماني من قائده جيدا وبحكمته ووصيته ووعيه.. تهيأ الشعب لتلقي بيان وفاته من مجلس الدفاع بعد انعقاد مجلس العائلة المالكة للاعلان عن من تنتقل إليه ولاية الحكم.
وبكل سهوله ويسر.. انتقلت السلطة دون ان يشعر أحد إلا بالحزن على الفراق.. ورغم التوقعات بان ماحدث سيستغرق أيام إلا أن عمان وأهلها كانوا قدوة كعادتهم في إعلان الوفاة وتشييع الجثمان وانتقل السلطة وأداء القسم خلال ساعات بسيطة.. وإن دل ذلك فإنما يدل على حب المواطن العماني لوطنه وقائده والامتثال لوصيته.. حيث كان الشعب العماني على قناعة تامة بوصية سلطانهم واختيار قائدهم لخليفته الذي سيسير على نهجه وسياسته ويكمل مسيرة النهضة العمانية الواعدة.
واستقبل الشعب العماني الوصية التى تم قراءتها أمام الجميع بكل أريحية وحب مستمعين لتوجيهات ووصية قائدهم وأبيهم قابوس. الذي اختار السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد ليكون سلطاناً لعمان.
وما حدث اليوم من أريحية وسلاسة في انتقال السلطة يعتبر درسا ونموذجا يحتذى به في حب الوطن والانتماء له.. حيث قوبل الخبر بكل أريحية وحب وذلك لحسن الاختيار خاصة وان السلطان هيثم بن طارق آل سعيد شخصية محبوبة ومرموقه لدى الجميع، فهو خير خلف لخير سلف، وعمت حالة من التوافق والاتزان والصبر والثبات والرضا والقبول على أرجاء عمان.
وما حدث اليوم ما هو إلا عرفانا وامتنانًا للسلطان قابوس بن سعيد، وبقناعة راسخة لتثبيت من أوصى به في وصيته وإيمانًا من المجلس بالحكمة المعهودة له".
رحم الله السلطان قابوس بن سعيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزقه وكل أحبابنا الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
Comments