top of page

الحكمة البالغة من صيام رمضان.. التقـــــــــوى والمراقبـــــــة


لم يفرض علينا ربنا صيام شهر كامل متتابعة أيامه ولياليه، ليعذبنا، أو ليرهقنا، أو ليمنعنا عن شهواتنا! فسبحانه غني عن ذلك فصلاح الناس جميعا لا يزيده شيئا، ومعصيتهم جميعا لا تخسره شيئا سبحانه وتعالي هو الغني! ولم يفرض ربنا علينا صيام شهر كامل متتابعة أيامه ولياليه، ليشعر الغني بآلام الفقير الذي لا يجد طعاما ولا شرابا! فيشعر الصائم بما يشعر به الفقير فيرق قلبه ويعطف عليه ويرحمه! ولكن الدرس الأعظم والحكمة البالغة من صيام رمضان، أعمق وأغنى وأغلى، إنهما جناحا الفوز بالجنة والنجاة من النار، إنهما: التقوي، والمراقبة! كما قال ربنا في كتابه العزيز، من الآية: 185 من سورة البقرة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ...). فالدرس الأعظم الذي تعلمناه من صيام رمضان , هو تقوي الله، والتقوي محلها القلب الذي لا يعرف ما بداخله إلا الله وحده، والتقوي هي الخوف من الله والرجاء في رحمته وعفوه، وهي العمل بكل ما أنزل الله , والإنتهاء عما نهي. والدرس الآخر الذي تعلمناه من صيام رمضان، هو المراقبة لله، فلا يعلم مابين الصائم وربه إلا الله وحده، فالصائم يعلم أن الله يراه ويراقب أفعاله، فيتعلم خلق المراقبة ويعلم جيدا معني إسم الله الرقيب. إذا، فالتقوي والمراقبة، هي الحكمة البالغة من صيام رمضان، وهو الدرس الأعظم الذي نتعلمه من صيام رمضان، فمن اتقي الله وخشيه وعلم أنه يراه فلن يفعل ما يغضبه وسيعمل جاهدا أن يرضي ربه بكل ما يستطيع من أعمال البر والتقوي. لتكن هكذا أخلاق المسلم , بعد رمضان، ليكن رمضان بداية وليس نهاية، ليكن رمضان بداية لنتعلم خلق التقوي ونعمل به، ليكن رمضان بداية لنتعلم خلق المراقبة ونعمل به. ليكن رمضان بداية أن نعلم أن الله يرانا ومطلع علينا حتي وإن كنا لا نراه، ليكن رمضان بداية لكل خير ونهاية لكل شر، وليكن العيد فرحا لكل من اجتهد وصام وقام وعبد الله تعالى فاستحق الجائزة الكبري وهي الفوز برضا الله ورضوانه وفسيح جناته. ولنعلم أن العبادة لله في العام كله وليست قاصرة علي رمضان، وتعمير المساجد في العام كله وليست قاصرة علي رمضان، وقراءة القرآن في العام كله وليست قاصرة علي رمضان، والقيام في العام كله وليس قاصرا علي رمضان، وصيام التطوع في العام كله وليس قاصرا علي رمضان. لنكن ربانيين، ولا نكن رمضانيين، فإن كان رمضان قد انتهي، فرب رمضان باق لا ينتهي... وكل عام وأنتم بخير.

Yorumlar


bottom of page