top of page

أشياء لا تشترى!

  • كتب - عادل رضوان
  • 27 أبريل 2019
  • 2 دقيقة قراءة

مروءة، صدق، عفة، عزة نفس، شجاعة!

إخلاص، وفاء، شهامة، شرف، قناعة!

إيه ده، فين الحاجات دي؟

يا عزيزي، كلنا لصوص!

هكذا يعتقد الغالب الأعم من الناس، يظنون، بل إنهم يعتقدون، أنه لم يعد هناك شرفاء، فالناس كلهم لصوص، غشاشون، أفاقون.

واللصوص درجات، كل حسب موقعه، وعمله، وفي النهاية كلهم لصوص، هكذا يؤكدون!

وتتفاوت السرقات كما يتفاوت اللصوص، فمن سرق جنيها، كمن سرق مليون!

فهناك لصوص صغار، لحاجات هايفة وتافهة ولا قيمة لها، يسرقون!

وهناك لصوص كبار موقعا فقط، حتى الأحلام، يسرقون! ولمقدرات الوطن وخيراته، يستحلون، وينهبون، ثم ينكرون!

ومنهم من يسرق ويزور التاريخ ومنهم من يسرق الواقع ويغش الناس، هكذا كلهم سارقون!

وهناك لصوص أفكار ومعتقدات، يزيفون الواقع ويلونونه بألوان زائفة على الناس بها يضحكون!

أحبتي.. أصحاب الفضائل والأخلاق التي تتصدر المقال، يظن الناس أنهم كاذبون، ووراء هذه المكارم من الأخلاق والملابس المحتشمة والكلام المعسول، يتخفون!

وأصبح خبرا غريبا يقف الناس عنده يفكرون ويتحيرون، يضربون كفا بكف من شدة العجب، فهم مشدوهون، متعجبون!

أن جنديا من حرس الحدود، مجند بسيط، مثله كثير جدا، مجندون، رفض رشوة بالملايين وأحبط عملية تهريب مخدرات! باين عليه مجنون!

أو أن سائقا اكتشف وجود شنطة بها مبالغ كبيرة وفيها موبايل غالي ماركة آيفون، نسيها صاحبها فبحث عنه وسلمه إياها رافضا أي مكافأة مالية، ولا حتى التلفون!

أو أن موظفا في مصلحة عامة يؤدي عمله بتفان وإخلاص مع أنه في حقوقه مغبون! أو أن مواطنا دافع عن فتيات بجسارة وشهامة، اعترض طريقهم مخمورون شمامون! ويتداول الناس باستغراب وتعجب حكاية الطبيب الذي لم يرفع (الفيزيتا) ولأمره يتعجبون!

فلما عم الفساد، ظن الناس أنه لم يعد للشرف وأهله وجود وأن الناس كلهم لصوص أفاقون!

أحبتي.. ولأن اللصوص كثيرون، فالشرفاء وسط هذا الضباب الكثيف، تائهون! ولكنهم، كالشموع، في ليل الفساد الحالك، وفي العتمة، للطريق يضيئون!

إلا أن الناس في أغلبهم مع صدق حديث أن الخير بالأمة باق، لا يعتقدون، وعلي موقفهم ثابتون، وفي كل يوم يؤكدون، على صدق، ماهم به واثقون

وعلى قولهم الدائم: يا عزيزي، كلنا لصوص، يصروا أن يقولون!

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page