اليوم يحتفل العالم باليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية. اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2009 القرار باعلان يوم 29 آب/أغسطس يوما دوليا لمناهضة التجارب النووية بمبادرة جمهورية كازاخستان. و يدعو القرار إلى زيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها باعتباره من الوسائل الكفيلة بتحقيق هدف إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.
ترسانة كبرى بعد حصولها على الاستقلال في عام 1991 أصبحت كازاخستان صاحبة أكبر ترسانة من أسلحة الدمار الشامل تتألف من 1216 رأس نووي للصواريخ البالستية العابرة للقارات و مخزونات نووية للقاذفات الإستراتيجية. و يفوق مجمل القدرة النووية التي ورثتها كازاخستان ترسانات الأسلحة النووية لكل من بريطانية و الصين و فرنسا مجتمعة.
أجرى الجيش السوفياتي عام 1949 أولى التجارب النووية في أجواء منطقة "سيميبالاتينسك" في كازاخستان التي توازي مساحتها مساحة إيطاليا تقريبا، و بعد عدة سنوات من هذه التفجيرات النووية الحرارية التي كانت في بعض الأحيان تفوق في قوتها القنبلة التي ألقيت على هيروشيما بعشرين ضعفا انتشرت في بلاد السهول شائعة حول الأضرار الخطيرة التي تسببها لكل من الإنسان و الحيوان. ففي الفترة من عام 1949 و حتى 1989 كانت التجارب تتم كل ثلاثة أسابيع حيث تم اجراء 752 تفجيرا نوويا منها 78 فوق سطح الأرض و 26 في الجو، أما البقية فكانت تحت الأرض كازاخستان.
قرار تاريخي وفي 29 أغسطس 1991 وقع رئيس جمهورية كازاخستان نورسلطان نازاربايف مرسوما تاريخيا حول إغلاق موقع "سيميبالاتينسك" للتجارب النووية. كانت كازاخستان أول بلدان رابطة الدول المستقلة التي أخرجت من أراضيها جميع الأسلحة النووية، و منذ ذلك الحين أصبحت أراضي كازاخستان خالية تماما من الأسلحة النووية. و كان قرار كازاخستان حول التخلي الطوعي عن صفة القوة النووية لا سابق له و خطوة جديدة في بناء العلاقات المتحضرة بين الدول.
جائزة نازاربايف لعالم خال من الأسلحة النووية تُمنح الجائزة للقادة السياسيين والاجتماعيين لمساهمتهم في تعزيز الأمن العالمي و جهودهم في مجال عدم الانتشار النووي. تُمنح الجائزة كل سنتين في 29 أغسطس بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية. تأسست الجائزة في عام 2016. الفائز الأول بالجائزة هو الملك عبد الله الثاني ملك الأردن.
Comentarios