الانشغال... إجابة عن كل سؤال
- nourelkomy1245
- 28 يوليو
- 1 دقيقة قراءة

بقلم: ياسمين علي
في زحام الحياة اليومية، كثيرًا ما نصادف ردودًا متكررة عند محاولة التواصل مع الآخرين، من قبيل: "مشغول جدًا اليومين دول."
لكن ما إن نتتبع وجود هذا الشخص على وسائل التواصل، حتى نجد أنه متصل، ينشر، ويتفاعل، وربما يشارك لحظات ضاحكة مع آخرين في "ستوري" عابرة.
هذه الظاهرة لم تعد غريبة؛ فالجميع بات "مشغولًا"... لكن السؤال الذي يفرض نفسه: مشغول بماذا؟
في الواقع، نحن غالبًا لا ننشغل بأعمال حقيقية أو أولويات ملحّة، بل ننشغل بالهروب.
نهرب من التفكير، من المواجهة، من القرارات الصعبة، بل ونهرب من أنفسنا أحيانًا.
الانشغال أصبح قناعًا نرتديه، نختبئ خلفه حين لا نرغب في التحدث، أو عندما لا نجد كلمات تبرّر الصمت، أو نُخفي به مشاعر الحزن والفراغ والرتابة.
بات "أنا مشغول" ردًا نموذجيًا نلجأ إليه حين لا نملك إجابة حقيقية.
فهل المشكلة في ضيق الوقت؟
أم في سوء إدارته؟
أم أننا فقدنا القدرة على الراحة، على السكون، وعلى الاستمتاع بلحظات الهدوء دون شعور بالذنب؟
لقد علمتنا ثقافة اليوم أن الإنسان "المشغول دائمًا" هو الإنسان الناجح، بينما الحقيقة أحيانًا تكون عكس ذلك.
فالقدرة على التوقف، والجلوس مع النفس، وتأمل الأفكار، قد تكون أكثر صدقًا وثراءً من أي جدول مزدحم بالمهام.
ربما حان الوقت لإعادة النظر في معنى "الانشغال".
وربما تكون الإجابة الصادقة على سؤال بسيط مثل: "فاضي؟"
هي بداية جديدة نحو راحة كنا نجهل حاجتنا إليها.


تعليقات