top of page

المرداس العموري.. اسمٌ يكتب حضوره بإنسانيته قبل ألقابه، ويمنح عُمان بصمة تمتد أثرًا وصدى

  • saad25105
  • قبل يومين
  • 2 دقيقة قراءة
ree

كتب: محمد منذر ورد


في زمن تتسابق فيه الأسماء نحو الظهور، يختار البعض طريقًا آخر؛ طريق الأثر. ومن بين هؤلاء يبرز رجل الأعمال العماني المرداس العموري الذي لم يصعد إلى الضوء بالصوت المرتفع، بل بالعمل، وبالخطوات الهادئة التي تحمل قيمًا وتبني إنسانًا وتترك انطباعًا لا يزول. لقد استطاع العموري أن يحجز لنفسه مكانة مميزة بين الوجوه الشابة الفاعلة في المشهد الإنساني والاجتماعي، حتى غدا نموذجًا يُستشهد به عند الحديث عن الرُقي والسلوك الأخلاقي المسؤول.


وفي محطة بارزة من مسيرته، تشرف مركز أمنيات في دبي باستقباله في زيارة رسمية حملت طابع التكريم والتقدير، حيث كان في استقباله الدكتور عادل المرزوقي الذي عبّر عن امتنانه لهذا الحضور العماني المشرف، وفي لحظة حملت معنى عميقًا واعترافًا مستحقًا، تم منحه الجواز الفخري لسفير الإنسانية المعتمد، وهي شهادة قيمة لا تُمنح إلا لأصحاب الجهود الواضحة والتأثير الإيجابي في المجتمع. لقد جاء هذا التكريم تتويجًا لمسيرة مبنية على التواضع والإنجاز، لا على ادعاء ولا على تصدر مصطنع، بل على أفعال تتحدث بلغتها الخاصة.


وشارك العموري أبناء المركز في فعاليات اليوم الوطني في دبي، في أجواء أخوية عكست عمق الروابط الخليجية وأصالة الروح العربية. لم يكن حضوره حضور ضيفٍ فقط، بل حضور ابنٍ يحمل المحبة معه أينما ذهب، ويترك أثرًا طيبًا يتحدث عنه الآخرون قبل أن يتحدث هو عن نفسه. لقد لفت الانتباه بتفاعله وتواضعه واهتمامه بالإنسان قبل المناسبة، وبذلك كان الحضور انعكاسًا لنهج تربى عليه وروح يؤمن بها.


ويمتد عطاؤه إلى مساحات أخرى تتجاوز الحدود الجغرافية، منها مشاركته البارزة في فعالية "عُمان الحب والسلام 2025" التي أقيمت في إمارة الشارقة، ليكون جزءًا من مشهد جميل يجمع الفن والثقافة والإنسانية في لوحة واحدة. لقد حمل المرداس العموري صوت السلام العماني إلى قاعة الاحتفال، وقدّم صورة مشرفة تُظهر أن عمان ليست وطنًا جغرافيًا فقط، بل رسالة حب وسلام تمتد من الخليج إلى العالم. لقد ظهر في الأمسية بثوبٍ عماني أصيل، متوشحًا الهوية ومبثوثًا بالثقة والتوازن، ليعكس جيلًا قادرًا على تمثيل وطنه بروح الحكمة وهدوء الوقار.


ولا يمكن للمتابع أن يغفل الجانب الإنساني المتجذر في شخصية العموري، فهو لا يبحث عن أضواء الإعلام بقدر ما يبحث عن إنسان يستحق الدعم، ويد يحتاج الاحتواء، وموقف يمكن من خلاله أن يكون نافعًا. إن ما يميزه ليس الظهور بقدر ما يميزه أثر الظهور، وليس حضوره في المناسبات بقدر ما يميزه حضوره في قلوب من يلتقي بهم. فهو يؤمن أن قيمة الإنسان تُقاس بما يُقدِّمه، لا بما يمتلكه، وأن العمل الاجتماعي مسؤولية لا رتبة، ودور لا صفة عابرة.


يبدو المرداس العموري اليوم ممثلًا لجيل لديه القدرة على الموازنة بين النجاح العملي والعمل الإنساني، بين إنجازات الأرض وقيم السماء. فهو رجل أعمال برؤية واعية لا تنفصل فيها التجارة عن الأخلاق، ولا ينفصل فيها الطموح عن الواجب. ولذلك يُنظر إليه على أنه شخصية تستحق أن تُكتب وأن تُذكر وأن تُوثّق، لا لأنها رفعت شعارًا، بل لأنها رفعت قيمة.


وبين تكريم في دبي، ومشاركة في الشارقة، وحضور في مناسبات مختلفة، يواصل المرداس العموري خطاه بثبات وتواضع، مؤمنًا أن ما يزرعه اليوم سيكون غدًا ظلًا لإنسان آخر. إنه لا يمثّل نفسه فقط، بل يمثل عُمان بتراثها، بجمالها، بثقافة أبنائها. ويمثل في الوقت ذاته الأمل الممتد في الشباب القادر على صناعة مستقبل لا يشبه الماضي فقط، بل يتجاوزه نحو أفق ألطف وأرحب وأجمل.


إنّه رجل أعمال… لكنه قبل ذلك رجل إنسانية.


وإنجازاته لم تُكتب في وثيقة وحسب، بل كتبت في النفوس التي التقت به وبقي أثرها فيها.

 
 
 

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page