top of page

المرصد الإعلامي (250) خطة ترامب المسمومة وتواطؤ العرب!!

  • nourelkomy1245
  • 4 أكتوبر
  • 2 دقيقة قراءة
ree

بقلم / عزان الجبلي


خطة "السلام" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. من الواضح أن هذه الخطة أثارت جدلاً واسعاً واستقطاباً حاداً في الآراء، سواء داخل المنطقة أو على المستوى الدولي.


خطة إسرائيلية–أمريكية بامتياز: نرى أن جوهر الخطة هو تلبية المصالح الإسرائيلية، وأن الدور الأمريكي هو دور تعديلي وداعم لهذه الرؤية. ونرى فيها ضياعَ الحق الفلسطيني ونكبةً جديدة؛ حين يُقْبَل بها فهي بمثابة التخلي عن الحقوق الفلسطينية وإذلال للأمة العربية والإسلامية، خاصة بعد التضحيات التي قدَّمَتها المقاومة. ونزع السلاح هو إذعان تام؛ فهذه الخطة تهدف إلى نزع سلاح فصائل المقاومة في غزة، وتفرض شروطاً قاسية على الفلسطينيين وتتضمن تهديداً بمواصلة العمليات العسكرية بدعم أمريكي في حال الرفض.


ونشمُّ بكل وضوح التواطؤ العربي في حال تمرير هذه الخطة.


فهي خطة مبنية على المبادرة السعودية–القطرية–الإماراتية–الأردنية بمشاركة مصر وباكستان وتركيا وماليزيا الذين جلسوا مؤخراً مع ترامب قبل عدة أيام. والأهم من كل ذلك أن الخطة هددت حماس في حال رفضها بالسماح للكيان بإكمال مهمته بدعم أمريكي كامل... والسؤال الأهم: هل ستقبل فصائل المقاومة في غزة بشروط الإذعان أم لله رأي آخر؟ فلم يبقَ مع المقاومة سوى ربُّ العباد وبعض الشرفاء في هذا الكون؛ فالدول العظمى طغت عليها شريعة الغاب!!


هذه الخطة تتجاهل الرأي العالمي والتعاطف العالمي الواسع مع القضية الفلسطينية وإدانة الجرائم الإسرائيلية التي ظهرت بوضوح أمام العالم. العقل يقول إن القوة مقابل القوة ويجب رفض سياسة "الانبطاح والشجب"، ونؤكد على مبدأ أن القوة لا تُكَسَر إلا بقوة مثلها.


تشير التقارير الإخبارية عن الخطة (التي أعلن عنها مؤخراً) إلى أن الخطة تنص على تفكيك حركة حماس والفصائل الفلسطينية، وتدعو إلى نزع الطابع العسكري عن قطاع غزة، مع احتفاظ إسرائيل بـ"المسؤولية عن الأمن" في القطاع. إدارة انتقالية: تتضمن تشكيل سلطة انتقالية فلسطينية من تكنوقراط وخبراء لإدارة غزة، تحت إشراف دولي يسمى "مجلس السلام" (وقد ذُكِرَ توني بلير كأحد قادته). والمجرم نتنياهو يتحدث صراحة عن التهديد في حال الرفض بأن إسرائيل "ستُنهي المهمة بنفسها" بدعم أمريكي كامل إذا رفضت حماس الخطة.


لكن ما زال هناك رجال عاهدوا الله برفع الجهاد إلى آخر رمق؛ فقد رفضت حركة الجهاد الإسلامي الخطة بشكل قاطع، ووصفها مسؤولون فلسطينيون في غزة بأنها "محاولة لفرض وصاية جديدة تُشرعن الاحتلال". من الواضح أن الخطة تتضمن شروطاً صعبة على المقاومة الفلسطينية تتعلق بنزع السلاح والتخلي عن السلطة مقابل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإعادة الإعمار، مما يضع فصائل المقاومة أمام قرار مصيري صعب بين القبول بشروط تعتبرها "إذعاناً" أو مواجهة استمرار التصعيد العسكري.


في النهاية، المسألة تتعلق بالصراع المستمر على الحقوق والوجود، وكيفية التعامل مع خطط تفرضها قوى كبرى قد لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية الأساسية. ويستمر الخزي والعار يلاحق 2 مليار مسلم عاجز يتفرج على أكبر إبادة في العصر الحديث!!


نقول لترامب ونتنياهو إن لكل إنسان في هذا العالم الحق في أن يكون له مكان تحت هذه الشمس، وأنه يجب عدم التمييز بين البشر وفقاً للدين أو العرق أو اللون؛ "فنحن جميعاً بشر".


لكن بكل تأكيد مصير هذه الإمبراطورية الأمريكية للزوال بعون الله، وأيضاً هذا المتغطرس نتنياهو سيأتيه يومٌ لا ريب فيه!!

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page