جموع المسلمين يؤدون صلاة عيد الأضحى داخل فندق إنتركونتيننتال بودابست بضيافة خلف الحبتور
- saad25105
- 10 يونيو
- 2 دقيقة قراءة

بودابست - احمد خليفة
في مشهد غير تقليدي يحمل دلالات عميقة عن التسامح والتآخي الإنساني، شهدت القاعة الكبرى لفندق إنتركونتيننتال بالعاصمة المجرية بودابست صباح اليوم أول شعائر لصلاة عيد الأضحى المبارك تقام داخل فندق فاخر، وذلك في مبادرة تعد الأولى من نوعها، استضافها رجل الأعمال الإماراتي المعروف السيد خلف الحبتور، بتنظيم مشترك مع مؤسسة التقوى ورابطة الجالية المصرية بالمجر.
مع انبلاج فجر العيد، توافدت جموع المسلمين من مختلف الجنسيات والأعراق إلى القاعة الكبرى، في مشهد يفيض بالمحبة والوحدة الدينية. اصطف المصلون على صوت التكبيرات الكاملة التي هزت أركان القاعة في أجواء روحانية نادرة، أعادت إلى الأذهان معاني العيد الحقيقية من تضامن وإخاء، في وقت يعاني فيه العالم من تمزقات ثقافية وسياسية.
وقد أمَّ المصلين فضيلة الإمام الشيخ أحمد عبدالعظيم، مبعوث الأزهر الشريف، والذي ألقى خطبة شاملة تناولت المعاني السامية للتضحية والطاعة، مذكراً الحضور بأن العيد ليس فقط مظهراً احتفالياً، بل محطة لتجديد العهد مع الله، وفرصة لممارسة أسمى معاني الرحمة والعطاء والتكافل الاجتماعي.
تولّى مسؤولية التنظيم فريق العمل التابع لمؤسسة التقوى، بالتعاون مع رابطة الجالية المصرية بالمجر برئاسة المهندس أحمد إبراهيم، وقد عمل الفريقين بكفاءة عالية، عكست مدى التزام الجالية المصرية بإظهار الوجه الحضاري للإسلام في المهجر.
وعقب الصلاة والخطبة، نظّم الفندق إفطارًا فاخرًا للمصلين في أجواء من البهجة والكرم، حيث امتزجت روائح القهوة العربية برائحة الكعك المصري في دلالة رمزية على وحدة التنوع الثقافي، وتحقيق الاندماج الإيجابي في المجتمع المجري المضيف.
حضر الصلاة جمع من الدبلوماسيين يتقدمهم السفير المصري أحمد فهمي، والسيد صديق محمد عبدالله سفير السودان وسفير أوزباكستان ، بالإضافة إلى ممثلين من عدة سفارات عربية وإسلامية، إلى جانب نخبة من رجال الأعمال العرب والمجريين الذين أعربوا عن إعجابهم الشديد بهذا الحدث الفريد، مشيدين بجمال التنظيم وروعة المبادرة التي تعكس عمق ثقافة السلام والحوار بين الحضارات.
تكتسب هذه المبادرة أبعادًا رمزية كبرى، لا سيما في ظل تصاعد الخطابات المتطرفة في بعض المجتمعات الغربية. إذ أنها تقدم نموذجاً عملياً على أن الإسلام، بشعائره ويسره، قادر على الانفتاح والاندماج دون التخلي عن جوهره، وعلى أن شعائر العيد يمكن أن تتحول إلى جسور تواصل بدلًا من أن تُرى كحواجز ثقافية.
إن استضافة رجل أعمال بحجم خلف الحبتور لهذه المناسبة، وتوفير فندق مرموق كفندق إنتركونتيننتال مكانًا لأداء الصلاة، يعبّر عن رغبة صادقة في مد جسور التلاقي بين الشرق والغرب، بين الروحانية والتقدم، بين الأصالة والحداثة.
لقد شكّلت صلاة العيد في فندق إنتركونتيننتال ببودابست نموذجًا مشرقًا للتسامح والتكافل والتعايش الديني، وسجلت سابقة قد تمهد الطريق لمبادرات مشابهة في أنحاء أخرى من العالم.
إنها دعوة عميقة، بأن الدين خُلق ليملأ القلوب نورًا والحياة أملاً، أيًّا كان المكان.
عيدكم مبارك… من قلب بودابست إلى كل بقاع الأرض


تعليقات